الترجمة جسر يربط بين الأمم والثقافات
اليوم العالمي فرصة لإبراز أهمية الترجمة في عصر العولمة
الترجمة رافد مهم للمكتبات العربية والعالمية

الدوحة – أشرف مصطفى:
تحتفل الساحة الثقافية في قطر غدًا باليوم العالمي للترجمة الذي يصادف 30 سبتمبر من كل عام، وذلك عن طريق إدراج حزمة من الفعاليات المتنوعة ضمن برنامجها، ويرعى هذه المناسبة في وزارة الثقافة ملتقى المؤلفين القطريين، تضامنًا مع الاتحاد الدولي للمترجمين، والذي تم تأسيسه في عام 1953. علمًا بأن العام 1991 هو العام الذي شهد إطلاق الاتحاد فكرة الاحتفاء باليوم العالمي للترجمة كيوم معترف به رسميًا، وذلك لإظهار تعاضد المترجمين في جميع أنحاء العالم ولتعزيز مهنة الترجمة في مختلف الدول.
وبهذه المناسبة حرصت الراية على التحدث مع عدد من المثقفين القطريين حول أهمية هذا الاحتفال السنوي، والذين اعتبروه بدورهم فرصة لعرض مزايا هذه المهنة التي تزداد أهمية يومًا عن الآخر في عصر العولمة، كما تطرقوا لأهمية تحقيق المزيد من الاهتمام بهذا المجال الحيوي القادر على نقل المعارف بين الشعوب والحضارات، وأجمعوا على أن قطر رائدة في مجال الترجمة ونقل المعارف وهو ما يتجلى بتنظيمها لمسابقة دولية مهمة في هذا الصدد.
د. ربيعة الكواري:
التقريب بين الشعوب
أكد الدكتور ربيعة بن صباح الكواري أن هذا اليوم من الأيام المهمة في نشر ثقافة اللغة، وهو ما اعتبره مساهمة فعالة في التقريب بين الشعوب والثقافات والأمم، وقال: لا شك أن هذا اليوم مناسبة مهمة لإبراز أهمية المُترجمين، وأكد أن الترجمة تسهم أيضًا في التواصل لتقريب وجهات النظر بطريقة منفتحة على العصر، كما أنها كانت وما زالت ملاذًا مهمًا في تغذية المكتبات العربية والعالمية من أجل نشر الثقافة في كافة المجالات، وأضاف: إن اليوم العالمي للترجمة يبقى علامة بارزة في نشر العلوم وتوعية الرأي العام.
د. عائشة الكواري:
تعزيز التواصل بين الثقافات
قالت الدكتورة عائشة الكواري -مديرة الملتقى القطري للمؤلفين القطريين-: إن يوم الترجمة هو مناسبة مهمة تحتفل بها دول عديدة في جميع أنحاء العالم. حيث يُحتفل به في 30 سبتمبر من كل عام، وهو يوم مخصص لتقدير وتكريم العمل المهم الذي يقوم به المترجمون في توصيل المعلومات والتواصل بين الثقافات المُختلفة. ويهدف الملتقى بالاحتفال بيوم الترجمة إلى رفع الوعي بأهمية ترجمة النصوص في التواصل العالمي. فالترجمة تلعب دورًا حاسمًا في تبادل المعرفة والفهم المتبادل بين الشعوب والثقافات المُختلفة، وتساهم في تعزيز التعاون الدولي والتفاهم العابر للحدود. في يوم الترجمة، يتم تنظيم العديد من الفعاليات والندوات وورش العمل والمحاضرات المتعلقة بالترجمة ودورها في المجتمع. كما يتم تكريم المُترجمين المُحترفين والتطوعيين الذين يعملون بجد لتمكين التواصل بين اللغات المختلفة. وبهذه المُناسبة ينظم الملتقى القطري للمؤلفين في مقر المركز الإعلامي ندوة بعنوان ترجمة القرآن الكريم: تحديات التفسير وحساسية اللغة، يشارك فيها عدد من خبراء الترجمة واللغات والدراسات الإسلامية في قطر، وتدير النقاش الأستاذة سمر الشيشكلي خبيرة ترجمة بوزارة الثقافة.
د. المرزوقي:
لولا الترجمة لظلت الأقوام متباعدة
أعرب الدكتور عبدالله فرج المرزوقي عن سعادته بالاهتمام الكبير الذي تلقاه الترجمة من الدولة، وقال: هناك جهود حثيثة تُبذل لتؤدي قطر دورًا رائدًا في هذا المضمار، وتبذل قصارى جهدها بتخصيصها جائزة للترجمة وهو ما يؤكد الاهتمام بهذا المجال، فاللغة جسر ينقل الثقافات، بالإضافة لكونها محركًا أساسيًا لتفاعل المجتمعات، وتعمل عملًا حاسمًا في نمو وتبادل المنجزات، وأضاف إنها تمثل اللُّحمة التي تربط نسيج الحضارة البشرية، وقال: لولا الترجمة لظلت الأقوام متباعدة ومتباينة، مؤكدًا أن ثمة عوامل مشتركة بين البشر وإن اختلفت لغاتهم، كما أن هناك شعوبًا تجمعهم لغات مكتوبة ويختلفون فيما يتحدثون، موضحًا أن هناك 25 لغة تكتب بالأحرف العربية، وفيما نحن نقرأ كلامهم لكن لا نفهم لغتهم ولكنهم يفهمون لغتنا لأنها لغة القرآن الكريم.
د. هاشم السيد:
رابطة بين الحضارات وناقلة للعلوم
قال الدكتور هاشم السيد الروائي والخبير الاقتصادي رئيس جمعية المحاسبين القانونيين القطرية إن الترجمة تعد رابطًا بين الحضارات ومنها تمكنت الإنسانية من تناقل العلوم المُختلفة، فضلًا عن كونها جعلت الأدب عالميًا بترجمته للغات عديدة جعلت منه إبداعًا إنسانيًا رغم اختلاف الثقافات، وأكد أن هناك اهتمامًا كبيرًا توليه جمعية المحاسبين القانونيين بالترجمة لرفع كفاءة العاملين في المجال، وقال: بعد أن أصبح العالم يحيا كأنه في قرية واحدة، بات لزامًا أن تُولى الترجمة أهميةً كبرى، لتتناقل الخبرات.