كتاب الراية

من حقيبتي …. قصص ذات مغزى

قد تمر عليك قصصٌ فيها مغزى وعبر لهذا تبقى في العقل، تسترجعها متى كانت مناسبةُ الحدث متشابهة مع مجريات القصة، يقال وفي فصل من فصول إحدى الجامعات كان هناك الدكتور المحاضر ومن بين طلابه طالب ذكي مثابر، وكانت علاماته عالية وهو متميز من بين الآخرين، وقد يكون الفقر الذي هو فيه هو الدافع للاجتهاد وإكمال دراسته الجامعية بسرعة، كي يتوظف ويساعد عائلته، وبينما كانت الدراسة مستمرة غاب هذا الطالب يومًا ثم آخر حتى أكمل الأسبوع، حينئذ اتصل الطالب بالإدارة -ولعله قدم إجازة مرضية- فانصدم بالجواب بأن الطالب الموهوب قد قدم طلبًا بترك الدراسة من الجامعة فطلب الدكتور بألا يُبت في الموضوع حتى يزوره ويرى الأمر معه، ويأتيهم بالخبر اليقين، ذهب الدكتور إلى منزل الطالب وطرق الباب فأدخله وقد بدا عليه الإحراج فهو منزل لا يكاد فيه شيء يُذكر، لا مِن أثاث يُمكن الجلوس عليه ولا مِن طعام يُمكن تقديمه للضيوف، فسأله الدكتور عن سبب تركه للدراسة خاصة أنه شخص ذكي، وأنها السبيل إلى رفع مستواه بالحصول على وظيفة مرموقة، فرد عليه أنه في الأسبوع الماضي احتاجت عائلته إلى طعام ولم يملك غير بعض الكتب فذهب بها إلى مَن يبيع الخضراوات وطلب أن يعطيه فجلًا بدل الكتب! فرفض وقال له هذه لا تساوي شيئًا، ولهذا قرر ترك الدراسة والبحث عن وظيفة، عندها خلع الدكتور خاتمًا من ذهب وأعطاه إياه، وقال له بِعه وخُذ ثمنه وارجع للدراسة، في اليوم التالي، بعد المحاضرة ناداه إلى مكتبه وسأله عن الخاتم فقال لقد باعه، فقال الدكتور وهل بعته على صاحب الفجل رد عليه بالنفي بل ذهب به إلى متجر صياغة وبيع الذهب، والسبب أن الذهب ليس مكانه دكان الخضراوات، عندها قال له الدكتور المعلم: إن العلم الذي يدرسه والكتب التي عنده هي تساوي الذهب في الحياة فلا تعرض ما عندك من علم إلا للمكان الذي يعرف فيه قيمة هذا العلم، الشاهد من القصة أنه لا يجب أن نقلل ما عندنا من علم بسبب وجودنا عند جاهل، لا يعرف قيمة العلم وأهله، وأن نبحث عمن يقدر قيمتنا ومنزلتنا بناءً على ميزان آخر يكون العلم هو الأساس.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X