خربشات قلم.. دور الضحية

يشير لعب دور الضحية إلى سلوك يقوم فيه شخص ما بتصوير نفسه على أنه ضحية من أجل كسب التعاطف أو صرف اللوم أو التلاعب بالآخرين، وهو ينطوي على تقديم نفسه على أنه عاجز أو يُعامل بشكل غير عادل أو مظلوم، وغالبًا ما يبالغ في الأحداث أو يشوهها للحصول على الدعم أو تجنب تحمّل المسؤولية عن أفعاله، ويمكن أن يكون أسلوبًا تلاعبيًا يستخدم في العلاقات أو المواقف الشخصية للتلاعب بتصورات وعواطف الآخرين.
وإن لعب دور الضحية لا يعتبر مرضًا عقليًا أو مرضًا بالمعنى التقليدي، بل ينظر إليه بشكل أكثر دقة على أنه نمط سلوكي أو آلية للتكيف يتبناها بعض الأفراد، ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الأفراد الذين ينخرطون بشكل متكرر في لعب دور الضحية قد يكون لديهم مشاكل نفسية كامنة، مثل الميل نحو التلاعب، أو الافتقار إلى المساءلة، أو الحاجة إلى التحقق من الصحة والاهتمام، في مثل هذه الحالات، قد يكون من المفيد لهم طلب المساعدة المهنية أو العلاج لمعالجة هذه المشكلات الأساسية. إليكم بعض الخصائص المرتبطة عادةً بالأفراد الذين يلعبون لعب دور الضحية:
- يميلون إلى تحويل المسؤولية عن أفعالهم إلى الآخرين وتجنب تحملها.
- قد يبالغون أو يضخمون معاناتهم أو مصاعبهم أو تجاربهم السلبية لكسب التعاطف والاهتمام.
- يصورون أنفسهم على أنهم عاجزون وغير قادرين على حل مشاكلهم الخاصة وصعوبة طلب المساعدة أو الإنقاذ من الآخرين.
- يستخدمون وضعهم كضحية للتلاعب بالآخرين -غالبًا- للحصول على مزايا أو سيطرة أو تعاطف.
- يركزون بشكل متكرر على الجوانب السلبية لظروفهم، ويؤكدون على الصعوبات التي يواجهونها ويتجاهلون الحلول المحتملة أو الجوانب الإيجابية.
- يقاومون الجهود المبذولة لإيجاد حلول أو حل النزاعات، مفضلين الحفاظ على وضعهم كضحية والفوائد التي توفرها.
- يسعون بنشاط للحصول على الاهتمام والمصادقة والتعاطف من الآخرين، غالبًا من خلال الشكوى المستمرة أو سرد مصائبهم.
في حال وجد الشخص نفسه منخرطًا في لعب دور الضحية ويرغب في التغلب على هذا السلوك، فهذه بعض الاقتراحات:
- أخذ الوقت الكافي للتفكير في الأفكار والمشاعر وأنماط السلوك، والصدق مع النفس بشأن تبني هذه العقلية وتأثيرها على الحياة والعلاقات.
- تقبل المسؤولية عن الأفعال والاختيارات والرغبة على إجراء التغييرات.
- محاولة رؤية المواقف من وجهات نظر مختلفة، والتفكير في كيفية مساهمة الأفعال والاختيارات في النتائج، وإدراك أن الآخرين قد يكون لديهم أيضًا تحدياتهم وصراعاتهم الخاصة.
- التواصل مع الأصدقاء الموثوقين أو أفراد الأسرة أو المعالج الذي يمكنه تقديم التوجيه والدعم والمساعدة.
- التركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة والعمل على تنمية الامتنان، يمكن أن يساعد على التخلص من عقلية الضحية.
- بناء المرونة من خلال تعلم كيفية التعامل مع التحديات والنكسات بطريقة بناءة، لتحسين الذات.
إن كسر نمط لعب دور الضحية يستغرق وقتًا وجهدًا، فالصبر مع الذات ضروري جدًا لأنه -في نهاية المطاف- الفرح بخطوات التقدم الصغيرة على طول الطريق سيُحدث فارقًا كبيرًا.