إبداعات.. الدوحة في عرسها السياحي

احتفلت الساحة الدولية باليوم الدولي السياحي في ٢٧ من سبتمبر، وتحت شعار (الاستثمار الأخضر والسياحة) وربما جاء هذا الشعار مواكبًا للأحداث البيئية التي يمر بها العالم في إطار وتيرة واحدة، ولكن هناك رؤية سياحية أكبر لكل الأحداث الاقتصادية والصحية والسياسية والبيئية الراهنة، وكيفية مواكبتها واستثمارها اقتصاديًا بما يعود عليها من زيادة الدخل المحلي المتنوع وربما تعد الدوحة عاصمة السياحة العربية ٢٠٢٣ نموذجًا عربيًا في نهجها السياحي الاقتصادي، وقوتها الناعمة في إطار رؤيتها الوطنية قطر ٢٠٣٠، واستراتيجيتها لقطاع السياحة وذلك بدمج الاستراتيجية السياحية مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة وما قدمته من جهود رائدة على الساحة الدولية بتعزيز مكانتها بالعالم، خاصة بعد نجاح مونديال قطر٢٠٢٢ وبطولة العالم للتزلج الشراعي، ورسخت ثقتها بعد استضافتها للفعاليات الرياضية الدولية كمركز إقليمي للأعمال والفعاليات والمؤتمرات والمعارض، وستشعر دول كثيرة باستضافة كثير من الفعاليات، خاصة بعد ما قدمته الدوحة من تنظيم وإدارة وخدمات رائدة بمعايير دولية.
واليوم في استقبال عرسها السياحي تمتد بالإنجازات المثمرة بعد مونديال قطر ٢٠٢٢، في حلة جديدة وفعاليات ضخمة كمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة وهو المعرض الأول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو المعرض الذي يشجع البلدان وإلهامها وإعلامها بالحلول المفيدة والحد من التصحر مع تغيّر المناخ، ثم معرض جنيف الدولي للسيارات ٢٠٢٣ والذي سيقام لأول مرة خارج سويسرا، ويليهما سباق جائزة قطر الكبري للفورمولا، وهذا إلى جانب الحملات التسويقية الضخمة لتشجيع السياحة القطرية وجعل قطر الأكثر نموًا بالشرق الأوسط مع حلول ٢٠٣٠، كل هذه الإنجازات السياحية تبث القيم الثقافية والإنسانية -التي رسختها القيادة القطرية في نهجها الاستراتيجي السياحي- والمتمثلة في المواطن القطري لإبرازه بسماته العربية القطرية الأصيلة، ولعبت السياحة الثقافية دورًا بارزًا وحيويًا من خلال الأماكن الثقافية والتراثية بسوق واقف وكتارا، والأجمل أن السائحين والزائرين للدوحة أصبحوا هم الذين يقومون بالتسويق السياحي ببلدانهم، لما وجدوه من خدمات وبنية تحتية وشبكة مواصلات بمعايير دولية.
واليوم.. فإن النظرة السياحية واستقبالها لأكبر حدث لمعرض إكسبو ٢٠٢٣ الدوحة مختلفة، ويكاد الجميع ينتظرون مفاجآت جديدة من التنظيم والفعاليات والخدمات وذلك بعد الثقة الكبيرة التي خرجوا بها من مكاسب مونديال قطر ٢٠٢٢، واختتام موسم الرحلات البحرية ٢٠٢٢-٢٠٢٣ في قطر بزيادة عدد الزوار ١٥١% مقارنة بالموسم السابق، ولا يفوتنا الدور البارز للإعلام القطري بكل وسائله عبر التغطيات لكل الأحداث والفعاليات وإبرازها بالشكل الرائع، والذي أسهم بدور بارز للتسويق السياحي للدوحة، وتميزت قناة الريان الفضائية وتلفزيون قطر عبر استضافتهما المميزة للحديث عن السياحة والنهضة السياحية التي تشهدها عاصمة السياحة قطر وانطلاقة معرض إكسبو ٢٠٢٣ الدوحة، واليوم نستطيع أن نقول إن السياحة القطرية مسؤولية الجميع من القيادة، والمواطنين والتسويق لها وإبراز معالمها، لنكون داعمين لجهود الدولة في إبراز وجه الدوحة وشعبها في أجمل صورة وكل عام تلو الآخر، وقطر تتحلى بالإنجازات السياحية القطرية.