ما بين السطور.. متفرقات
د.حصة العوضي
لا يُمكنكَ أن تُحصي عدد الركلات والصفعات التي تلقي بها الحياةُ على ظهْرك ووجهِك، كما لا يمكنكَ عدُّ ضربات قلبك طوال مسيرتك في هذه الحياة..
لا يولدُ الإنسانُ مكتئبًا ولا متشائمًا ولا متفائلًا من أول لحظة، لكن البيئة التي تضمُّه وترعاه، هي التي تحدّد مدى قابليته للإصابة بتلك الضربات القاضية..
حين تسيرُ ووجهُك إلى الخلف، فلا تلُم بائع الكباب الذي يقف في منتصف الرصيف، ليقلِّب الكباب على النار، حين تصطدم به دون شعور..
السعادةُ لا تباعُ ولا تُشترى، وليس لها فروع أو بنوك خاصة لصرفها منها في أي وقت نريدُه، إنها أمر نكتسبُه وحدَنا متى ما أردنا ذلك حقًا..
حين يلطمُك الزمنُ على الخدِّ الأيمن، فلا تُدر له خدَّك الأيسر، لأنه سبق لك أن فقدت ذلك الخد في رحلة تهاوُن وخذلان لنفسِك وحياتِك كلِّها..
الحلوى والشيكولاتة، لا يمكنُها أن تكونَ المنفذ الوحيد إلى قلوب أحبائنا، فإذا كانت كذلك حقًا، فاعلم أن تلك القلوب باردة من الداخل كالصقيع.
أنا وأنت نصبحُ اثنيْن، وأنت ومن تحب تُصبحا وطنًا بأكمله..
حين يُظلِّلنا سقف واحد، لا تتوقعْ أن يسلمَ جانبُك من زخَّات الأمطار التي تتسلل إليك من بين ألواح السقف المُبتلة وغير المتوازنة.
لا تتوقعْ أن تحملَ حقدَك وتسيرَ به بين الأنقاض، وكأنكَ سيِّدُ هذا العالَم، فاحذرْ، فربَّما يتحوَّل كلُّ شيءٍ فانٍ من حولِك وغير قابل للحياة، إلى قبرك الدائم.. حين ترفعُ يدَك يرفع الآخرونَ أياديهم، وحين تحاولُ الابتسامة، يبحث الآخرون عمن يمكنه أن يطمس لك ابتسامتك إلى الأبد..
إن كنت إنسانًا، فكلنا من الإنس أيضًا، فلا تحاول أن ترفع قبضتَك الوحشيةَ في وجوه البشر الآخرين، لأنكَ لا تعرف ما سوف تكون عليه قبضاتهم هم أيضًا..
إن كانَ حذاؤك ملكَك حقًا، وملابسك ملكَك أيضًا، فلا تعتقد أنك تمتلك وجهك الذي في رأسك الكبير، فهو بكل ما فيه من أشكال وتعابير يجب أن يكون ملكًا لكل من تحبه وليس لك..
حين تكذبُ، سوف يزدادُ حجم كذبِك ليطاولَ السحابَ، وحين تحاولُ قولَ الصدق، فلن ينقصَ ذلك الحجم أبدًا، فكذبُك وصدقُك وجهان لعملة واحدة..
إذا قررت الاعتذار يومًا، وقررت التسامحَ مع الآخرين، فلا تطالبْهم بمد أيديهم لمصافحتك أبدًا.. يقال أن العمرَ مُجرد أرقام، لكنهم لا يعترفون أنها أرقام متحركة، تتحرك نحو النهاية، ولا يمكننا أن نوقفها بأيدينا فهي لا تحتوي على بطارية يمكننا نزعُها، فلنتحركْ معها أينما تتحرك ولننثر بذورًا طيبة في طريقنا لتظل لحظاتنا مُورقة للأبد.