ما هكذا يُدار الدوري يا بلان!

الدوحة- الراية:

تابعَ الجمهورُ القطريُّ كافةَ تفاصيل أزمة الـ«VAR» التي حدثت خلال لقاء الوكرة والريان في الجولة الخامسة للدوري، والتي ألقت بظلالِها على الشارع الرياضيّ، ليس فقط بسبب حجم الخطأ الذي حدث داخل الملعب، ولكن أيضًا بسبب الإصرار على تبرير هذا الخطأ بعد المُباراة. وإذا كنّا نتّفق على أن أزمة تعطل تقنية ال«VAR» خطفت الأنظار من هذه المباراة بل ومن كل مباريات الجولة؛ لأن ما حدث كان خطوة إلى الوراء حدثت في هذا اللقاء، فإننا نهدف إلى عدم تَكرار مثل هذه الأخطاء للحفاظ على ريادتنا في التعامل مع مثل هذه التقنيات والبحث فورًا عن الحلول الاستراتيجية بعيدة المدى وليست «الوقتية».

ففي الوقتِ الذي ما زلنا نتغنَّى فيه بريادة دورينا على مدار عقدَين كاملَين، وبالتحديد منذ انطلاقة دوري المحترفين في حُلته الجديدة عام 2003، وفي الوقت الذي نتغنَّى فيه أيضًا بالموسم الاستثنائي والدوري المثير والمباريات الحماسية والإقبال الجماهيري غير المسبوق، فُوجئ الجميع بصدمة ال«VAR» التي شكلت نقطة سلبية كبيرة في مشوار نموذجي للدوري امتدَّ عبر 20 عامًا.

وعلى قدر الانزعاج الذي شعر به الجميع عندما علمنا بتعطل تقنية ال«VAR» خلال لقاء الوكرة والريان، كانت هناك حالة من عدم الارتياح للتصريحات التي خرج علينا بها هاني بلان الرئيس التنفيذي للدوري، رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة عقب نهاية اللقاء؛ لأنه قلل كثيرًا من حجم الخطأ الفادح الذي حدث على مرأى ومسمع من الجميع.

والأسئلةُ التي تطرحُ نفسَها على مسؤولي المؤسسة الآن .. كيف لهذه التقنية أن تتعطل بهذا الشكل البدائي بعد سنوات من الاحترافية سواء في الدوري بشكل عام، أو فيما يتعلق بتقنية ال«VAR» بشكل خاص ؟! وكيف يتقبل الجمهور هذه الصدمة؟! وكيف تحدث مثل هذه المشكلات بشكل عام؟!.

وبما أنَّ هاني بلان هو الرئيس التنفيذي للمؤسسةِ، وفي نفس الوقت رئيس لجنة الحكام، فضلًا عن أنه هو الذي تصدَّى للدفاع عن هذا الخطأ، فإنه من الطبيعي أن نتوجّه إليه بكل هذه الأسئلة وننتظر في الوقت نفسه إجاباتٍ واضحةً وقراراتٍ صارمةً وحسابًا للمُتسبب في هذا العطل .. فما هكذا يدار الدوري يا هاني بلان، وما هكذا تُدار مثل هذه الأزمات، والاعتراف بالخطأ هو أول الطريق لعلاج هذا الخطأ، خاصة أن هناك جمعية عمومية من حقها محاسبة المسؤولين بالدوري عقب نهاية الموسم.

والمشكلة التي أثارت دهشة الجميع أن هذه الأزمة تحدث في دورينا الاستثنائي تحديدًا رغم أنه أول دوريات المنطقة التي اعتمدت هذه التقنية، وذلك في مسابقتَي كأس الأمير، وكأس قطر موسم 2018/‏‏2019.

وكان دورينا أوَّل دوري في المنطقة يعتمد هذه التقنية موسم 2019/‏‏2020، وليس ذلك فقط بل كانت قطر سباقة في مساعدة الكثير من الدول والدوريات للاستعانة بهذه التقنية سواء فيما يخص نقل الخبرات القطرية التي اكتسبناها في هذا المجال أو المساعدة في تجهيز الملاعب بالأجهزة المساعدة لهذه التقنية، منها على سبيل المثال لا الحصر تدريب الحكَّام الخليجيين على هذه التقنية قبل انطلاقة خليجي 24 بالدوحة عام 2019.

والأهم من كل هذا وذاك أن قطر وصلت إلى سنام التفوق الرياضي في نهائيات كأس العالم 2022، عندما قمنا بتنظيم أفضل نسخة في تاريخ نهائيات كأس العالم وحققت خلال هذه البطولة كل النجاحات المُمكنة بشهادة الجميع.