محلات تتجاهل قرار حظر استخدام البلاستيك
دعوات لتعميم تجربة أكياس البلاستيك الصديقة للبيئة

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:
رغمَ سريانِ قرارِ وزارة البلديةِ، الذي يحظرُ على المؤسَّسات والشركات ومراكز التسوق، استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستعمال اعتبارًا من 15 نوفمبر 2022، واستخدام البدائل القابلة للتحلل والصديقة للبيئة إلا أنَّ بعض المحلات ما زالت تتجاهل القرار، وتستخدم البلاستيك في تغليف المنتجات والبضائع بكافة أنواعها، أو تعبئتها، أو تقديمها أو تداولها أو حملها أو نقلها، ولاسيما محلات البقالة المنتشرة في جميع البلديات.

وجدَّدَ عددٌ من الخبراء والأطباء الذين تحدثوا لـ الراية، التحذيرَ من مخاطر استخدام أكياس البلاستيك على الصحّة العامة، موضحين أن البلاستيك مادة يتم تصنيعها في الأساس من عمليات متعددة أساسها النفط الذي يعد المادة الأولية في صناعة اللدائن، ما يوضح مدى خطورة البقايا التي تنتج عن هذه الأكياس، والتي قد تلتصق بالأطعمة التي نتناولُها.
وقالوا: إنَّ دراسات حديثة أثبتت وجود بقايا بلاستيكية دقيقة في قلوب بعض الأشخاص، وكذلك في حليب الأم، وهو ما يوضح إلى أي مدى تعتبر المواد البلاستيكية خطيرةً، ويجب الانتباه لاستعمالها بكافة أشكالها سواء كانت أكياسًا بلاستيكية أو علبَ بلاستيك، لحفظ الطعام وغير ذلك، لافتين لأهمية الاستعاضة عنها باستعمال الأكياس الورقية أو المصنوعة من القماش.
وأوضحوا أنَّ بعضَ المحلات بدأت بالفعل استعمالَ أنواع صديقة للبيئة، موضحين أنَّ مخاطر الأكياس البلاستيكية عديدة، منها أن المخلفات من هذه الأكياس تمثل عبئًا كبيرًا على البيئة؛ لأنها غير قابلة للتحلل، لذلك فإنَّ الطريقة المُثلى للتخلص منها هي عبر حرْقها، وهذا الأمر ينتج عنه تصاعد مركبات كيميائية تتشكل على هيئة سحابة سوداء تؤدِّي إلى تلوث الهواء، وتؤثّر على صحة الجهاز التنفسي سلبًا.
د. محمد سيف الكواري: بقايا البلاستيك تختلط بالطعام وتسبب الأمراض
أكَّد الدكتورُ محمد سيف الكواري- الوكيل المساعد لشؤون المواصفات والتقييس بوزارة البيئة سابقًا- أنَّ استعمال أكياس أو أكواب وأواني البلاستيك في حياتنا اليومية يحملُ العديد من الجوانب السلبية، خاصة في التعامل مع المأكولات أو المشروبات الساخنة، ما يؤدي إلى تحلّل بعض الجزيئات البلاستيكية واختلاطها بالطعام، ومن ثم الوصول إلى جوف الإنسان والتسبب، في أمراض كثيرة، ومنها السرطان، وبعض أمراض الجهاز الهضمي، والكُلى والكبد، وغيرها.
ونصحَ د. الكواري بتجنّب استعمال أكياس أو أواني البلاستيك مع الأطعمة بشكل تام؛ حرصًا على صحّة الإنسان، لافتًا إلى أنَّه من المهم أيضًا عدم استعمال أكياس البلاستيك في تخزين الأطعمة، وهي ظاهرة كبيرة، يقوم بها البعض في مسألة حفظ الطّعام.
وأكَّد أن أضرار أكياس البلاستيك على البيئة أيضًا كبيرة، حيث تحذّر المنظمات البيئية من تلوث المياه بسببها، كما تبين نفوق الكثير من الأسماك في البحار نتيجة وجود البلاستيك داخل أحشائها، حيث تقوم الأسماك بالتغذّي عليها بعد تحللها في المياه. ولفتَ إلى أنَّ البلاستيك أيضًا يتسبب في أضرار على الأرض، حيث يستغرق سنوات في التحلل، ويتحول بعد ذلك إلى ذرّات مضرة تتطاير في الجو، ما يسبب أمراضًا خطيره، موضحًا أهمية التخلص من أكياس البلاستيك في أماكن خاصة في صناديق القمامة التي تقوم بإعادة تدويرها.
كما حذَّر من استعمال أكياس البلاستيك السوداء- وهي أساسًا مخصصة للقمامة- في حفظ اللحوم، وهذا أمر خطير جدًا حيث تبين بعد دراسات كثيرة أنّها تتسبب في التصاق أجزاء منها في اللحوم، ومن ثم التسبب في حدوث أمراض كثيرة.
د. سيف الحجري: استعمال أكياس الورق أو القماش بديل آمن
قالَ الدكتور سيف الحجري- رئيس برنامج لكل ربيع زهرة-: إنَّ هناك بالفعل قرارًا بعدم استخدام أكياس البلاستيك، وبدأنا نلاحظ أنَّ المحلات الكبري بدأت بالفعل في استخدام بلاستيك آمن بيئيًا، موضحًا أنَّ التغيير والتحول تمامًا يحتاجان إلى وقتٍ، ولن يحدث ذلك بين يومٍ وليلة.
وتابع: إنَّ أكياس البلاستيك تتدرج في جودتها وصداقتها للبيئة، وقد بدأت الجهاتُ المنتجة للبلاستيك بالعمل على إنتاج أنواع قريبة من البلاستيك، وسريعة التحلل، ومن ثم تقليل أضرارها على البيئة، وهو أمرٌ جيدٌ بأن تتطور الصناعة الخضراء لتواكب رؤية قطر 2030. ولفتَ إلى أنَّ بديل البلاستيك هو أن يتم استعمال أكياس شبيهة البلاستيك، تكون سريعةَ التحلل، كما أنَّ الأكياس الورقية تعدّ خيارًا، ولكنها قد لا تصلح في جميع الاستخدامات، مثل شراء الأسماك، أو اللحوم، وبالتالي فإنَّ هناك حاجة لابتكار أنواع قوية، وفي الوقت نفسه آمنة بيئيًا لمثل هذه الاستخدامات. وأشار إلى أنَّ بعض المحلات والمجمعات بالفعل تستخدمُ الأكياسَ الورقية، وهي خطوة مهمة في سبيل الحفاظ على الصحة والبيئة في نفس الوقت، موضحًا أن مخاطر البلاستيك تنحصر في الأساس في البقايا التي تنفصل عنه، وتنخرط في المياه أو الهواء، وبالتالي تصل إلى الإنسان وتحدث الضررَ الصحي الكبير؛ لأنها بقايا مواد كيماوية.
غنوة الزبير: دراسات حديثة وجدت بقايا البلاستيك في حليب الأم
أكَّدت السيدة غنوة الزبير- اختصاصيَّة تغذية ومدرّبة صحة شمولية بالفردان الطبية ونورث ويسترن مديسن- أنَّ الأكياس البلاستيكيَّة تستغرقُ سنوات طويلةً للتحلل، ما يؤثر بشكل كبير على البيئة، حيث تظلّ بقايا البلاستيك في جوف الأرض، ما يؤثر على المزروعات والحيوانات، ومن ثم على الإنسان الذي يتغذَّى على المنتجات الزراعيَّة والحيوانية.
وكشفت أنَّ دراسات حديثة أثبتت وجود بقايا بلاستيكية دقيقة في قلوب بعض الأشخاص، وكذلك في حليب الأم، وهو ما يوضح إلى أي مدى تعتبر المواد البلاستيكية خطيرةً، ويجب الانتباه لاستعمالها بكافة أشكالها سواء كانت أكياسًا بلاستيكية أو عُلب بلاستيك لحفظ الطعام وغير ذلك.
وأشارت إلى أنَّ البلاستيك يحتوي على مواد سامّة وضارّة للغاية، كما أن تحلل أكياس البلاستيك بسبب الشمس والهواء يؤدّي إلى إفراز غازات سامة تؤثر على طبقة الأوزون، وتزيد من معدلات التلوث، مشيرةً إلى أهمية الحرص على استعمال أكياس بلاستيكيَّة من نوعٍ صحي، وهو الذي يتحلل سريعًا، ومكوّن من طبقة رقيقة لا تستغرق سنوات في التحلل، أو استعمال أكياس الورق والقماش خاصة في التسوّق.
د. تيسير عبد المجيد: تسبب تغيرات واضطرابات هرمونية
حذَّر الدكتور تيسير عبد المجيد -طبيب الطوارئ بمُستشفى عيادة الدوحة- من مخاطر استخدام أكياس البلاستيك على صحّتنا، موضحًا أنَّ البلاستيك هو مادة يتم صنعُها من خلال عمليات متعددة أساسُها النفط الذي يعدُ المادة الأولية في صناعة اللدائن، كما يمكن إنتاجُها باستخدام الغاز الطبيعي، والفحم كمادة أولية.
ولفتَ إلى أنّ مخاطر الأكياس البلاستيكية عديدة، منها أن المخلفات من هذه الأكياس تمثل عبئًا كبيرًا على البيئة؛ لأنها غير قابلة للتحلل، لذلك فإنَّ الطريقة المثلى للتخلص منها هي عبر حرقها، وهذا الأمر ينتجُ عنه تصاعد مركّبات كيميائية تتشكل على هيئة سحابة سوداء تؤدي إلى تلوث الهواء، وتؤثر على صحة الجهاز التنفسي سلبًا.
كما حذَّر من حفظ الأطعمة في الأكياس البلاستيكية، خصوصًا إذا كانت ساخنة، ما يؤدِّي إلى تحرّر بعض المواد الضارة التي تسبب تغيرات واضطرابات هرمونية في الجسم مثل اضطرابات الغدد الصماء، موضحًا أن الأكياس والعلب البلاستيكية التي تستخدم في حفظ أو نقل المواد الغذائية تزيد من فرص الإصابة بالأمراض بسبب وجود مواد كيميائية تتفاعل مع الغذاء المحفوظ أو المنقول بواسطتها.