مطلوب تطوير منظومة الدروس الإثرائية بالمدارس
طول اليوم المدرسي يصيب المعلم والطالب بالإرهاق
جهد إضافي كبير ومجهود وضغط عصبي وفكري على المعلم
الدوحة – إبراهيم صلاح:
طالبَ عددٌ من المُواطنينَ والخبراءِ التربويين وزارةَ التربية والتعليم والتعليم العالي بإعادة النظر في منظومة الدروس الإثرائيَّة لتحقيق أفضل النتائج منها، ولنجاحها في الحدِّ من ظاهرة الدروس الخصوصية التي تكبد الأُسر مبالغَ مالية كبيرة شهريًا.
وقالَ هؤلاء في تصريحاتٍ لـ الراية: إنَّ بدء الدروس الإثرائية بعد الدوام المدرسي مباشرة فيه إرهاق للطالب والمعلم معًا، مشيرين إلى انخفاض استيعاب الطلاب بعد يومٍ يستيقظون فيه عند الساعة ال 5:30 صباحًا، وينتهي في 1:30 بعد الظهر، كما أنَّها تشكل ضغطًا كبيرًا على المعلم الذي استنفد طاقته في شرح الدروس من السابعة صباحًا إلى جانب الأعباء الإدارية بالمدرسةِ.
خليفة المناعي: تغيير مواعيد الدروس الإثرائية
حثَّ الأستاذُ خليفة أمان المناعي -الخبير التربوي- أولياءَ الأمور على إلحاق أبنائِهم بالدروس الإثرائيَّة بالمدارس لدورها في تعزيز قدرات الطلبة الأكاديمية، ورفع مستوياتهم في أوجه القصور المُختلفة، خاصةً أنّ المعلمين في المدارس على قدرات مُرتفعة، ولديهم المستوى التراكمي للطالب، وهم ملمون بكافَّة المهارات التي يتمتعُ بها.
وقال: ربما بعض الطلبة يحتاج إلى معلم خصوصي في بعض المواد داخل البيت، ولكن بتقنين، دون اعتماد كلي، وأن يكون دوره في إعادة الشرح لبعض الدروس لا الاعتماد الكامل عليه.
ولفتَ إلى أهميَّة أن تعي وزارةُ التربية والتعليم والتعليم العالي ضرورةَ تطوير منظومة الدروس الإثرائية في المدارس سواء على مُستوى مواعيد انطلاقها بشكل يومي، إلى جانب طريقة تلقي الطالب للشروح، حيث إنَّ أكبر تحدٍّ كان لأولياء الأمور في عدم توفير حافلات لتوصيل الأبناء بعد الدروس الإثرائيَّة إلى جانب تدنّي جهد الطالب بعد يوم طويل داخل المدرسة، وبالتالي انخفاض التركيز والقدرة على الفهمِ.
راشد الفضلي: الحصص المدرسيَّة أساس عملية التعلم
أكَّدَ الأستاذُ راشد العودة الفضلي -المستشار التعليميَّ- أنَّ الحصص المدرسية هي الأساس في عمليتَي التعليم والتعلم، فإذا قام الطالب والمعلم وولي الأمر بأدوارهم سواء بالشرح الوافي والكافي وحل الواجبات إلى جانب المتابعة وتهيئة الأجواء، فلن يحتاج الطالب إلى أي دروس أخرى، إلا في حالتَين استثنائيتَين فقط للطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم، وطلبة الشهادة الثانوية الذين يأملون رفع التحصيل الأكاديميّ.
وتابعَ: بالنسبة للدروس الإثرائية فإنَّ أكبر خطأ موعدها بعد الدوام المدرسي مباشرةً، لاسيما مع زيادة المجهود الذهني للطالب والمعلم على حدٍ سواء، لأنَّ المعلم عليه مجهود كبير وضغط عصبي وفكري ويجلس شبه مجبورٍ، فيما أن الطالب يصل إلى مرحلة من الملل والتشبع، وبالتالي فإن الحصص الإثرائية لا تحقق الغاية المطلوبة منها، وإنما مضيعة لوقت الطالب والمعلمِ.
وطالب المعلمين بألا يهملوا في أداء الواجب داخل الصفّ على حساب الدروس الخصوصيّة.
حمد الهاجري: 6000 ريال شهريًا تكلفة الدروس الخصوصية
قالَ حمد سالم الهاجري -ولي أمر-: يعزفُ أولياء الأمور عن تسجيل أبنائِهم للالتحاق بالدروس الإثرائية في المدارس بسبب توقيتها الخاطئ الذي يبدأ بعد انتهاء الدوام المدرسي مباشرةً، ويضطر إلى إحضار مدرس خصوصي في المنزل لإعادة شرح الدروس ومتابعة الواجبات، والعديد من التكاليف التي يُكلَف بها الطالب يوميًا، وذلك بصورة منفردة. وتابعَ: إنَّ تكلفة الدروس الخصوصية للطالب الواحد تصل إلى 6 آلاف شهريًا، ما يدعو إلى إعادة النظر في منظومة الدروس الإثرائية بالمدارس وخصوصًا توقيتها بعد الدوام المدرسي.
خالد المالكي: الدروس الخصوصية واقع في كل بيت
أشارَ خالد المالكي -ولي أمر- إلى أنَّ الدروس الخصوصية لم تعدْ مصدرًا تعليميًا إضافيًا يلجأ له أولياءُ الأمور، وإنما أصبحت واقعًا موجودًا في كل بيت، والاعتمادُ عليها باتَ رئيسيًا للعديد من العوامل، أبرزها رفعُ التحصيل الأكاديمي للطالب، ومتابعة الأبناء والتكليفات التي لا يستطيع ولي الأمر مواكبتها بصورة دوريَّة في ظل مشاغل الحياة اليوميةِ.
وقالَ: إذا ما خُيّر ولي الأمر ما بين الدروس الإثرائية والدروس الخصوصية فسيختار بشكلٍ مباشر الدروسَ الخصوصية، رغم ارتفاع تكاليفها على ولي الأمر، إلا أنها أكثر فائدة وتخلق الفارق في مستويات الطلبة الأكاديمية، خاصةً مع تكثيف المدرس الخصوصي للشرح للطالب بصورة منفردة، وفي أجواء مناسبة، على عكس الدروس الإثرائية التي تعتبر نسخةً مصغرةً من الحصة المدرسية، ويغلب عليها المشاغبة وتضييع الوقت، فضلًا عن انخفاض المجهود البدني والذهني للطالب والمعلم على حدٍ سواء في ظلّ موعدها مباشرةً بعد انتهاء دوام الطالب المدرسي، إضافةً إلى ضعف مُستويات المُعلمين في بعض المدارس، وأعداد الطلبة الكبيرة في الشُعب الصفيةِ.
سلطان الكواري: دروس إثرائيَّة أونلاين
اقترحَ الأستاذُ سلطان الكواري -الخبير التربوي- أن تكونَ الدروسُ الإثرائية «أونلاين»، كما تم تطبيقها خلال فترة جائحة كورونا (كوفيد-19)، والتي تؤدي الهدف منها دون الحاجة للتواجد في المدرسة، تجنبًا للإرهاق الفكري والبدني.