نواجه أزمة تغريب المصطلحات في عالمنا العربي

الدوحة – الراية:

أكد الدكتورُ عبدالسلام حامد الأستاذُ بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة قطر أهميةَ مفهوم المصطلحات في اللغة العربية، كونها مدخلًا أساسيًا لفهم العديد من العلوم والمعارف. وقال في تصريحات خاصة لـ الراية على هامش ندوة «اللغة العربية وقضايا المصطلحات» التي نظمتها وزارة الثقافة أمس، إن «المصطلح» أصبح علمًا مستقلًا بذاته عن بقية العلوم الأخرى، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن هذا العلم أُسس في الغرب، إلا أن العرب لهم إسهام كبير في هذا المجال. وأوضح أن هناك جزءًا في علم المُصطلح يتصل بالتراث العربي الإسلامي، وجزءًا آخر يتصل بالبُعد المُعاصر. فعلى صعيد التراث أشارَ إلى أن هناك ما يُسمى بـ «علم مصطلح الحديث»، وهو من أهم العلوم الإسلامية القائمة على أسس المُصطلحات، ومنها ما يتعلق بالحديث المُرسل والمرفوع، والموقوف، هذا بالإضافة إلى المتن والسند.. إلى آخر هذه الألقاب والتي تُعد منظومة متكاملة قدَّمها علماءُ الحديث في التراث الإسلامي، وهذا موجودٌ أيضًا في العديد من العلوم الدينية مثل أصول الفقه، ولكن بسبب شيوع العديد من هذه المُصطلحات أصبح الكثير لا يُدرك طبيعتها اللغوية. أما عن البُعد المُعاصر فأضاف قائلًا: تقوم كل العلوم الإنسانية على المصطلحات المُختلفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر مجال «القانون»، وهو من أهم المجالات التي تقوم على مبدأ المصطلحات، وبدونها يصعب الفهم الصحيح للقوانين ومداخلها، ونفس الأمر ينطبق على الكثير من العلوم الأخرى كالطب والكيمياء والفيزياء. لافتًا إلى أن هناك الكثيرَ من الإشكاليات التي نواجهها في العصر الحديث فيما يخص اللغة العربية، حيث إن عالمنا العربي أصبح يستورد المصطلحات الغربية ويبقيها كما هي دون تغيير أو تعريب، على الرغم من الإسهامات الجليلة التي قدمها أسلافنا القدماء في العديد من العلوم، فهم الذين قاموا بإشاعة وصياغة مصطلحات عربية في جميع أشكال العلوم الإنسانية.