المنبر الحر

سدرة المنتهى

بقلم /نصرة الحمادي

قالَ اللهُ تعالَى في كتابه العظيم: (عند سدرة المُنتهى عندها جنَّة المأوى).
صدق الله العظيم.تعالوا معي أولًا لكي نتعرفَ على هذه الشّجرة العظيمة، ولماذا سُمّيت بسدرة المُنتهى. هي شجرة كبيرةٌ يمشي تحت ظلِّها المؤمن سنوات، وذلك لضخامتها وتقعُ في السماء السابعة، حيث ينبع من باطنها أربعةُ أنهار، والدليل أنَّ النَّبي- صلى الله عليه وسلم- رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهرانِ ظاهرانِ، ونهرانِ باطنانِ، فقال صلى الله عليه وسلم: يا جبريلُ ما هذه الأنهار قال: أمَّا النهران الباطنان: فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات. رواه مسلم. سبب تسميتها بسدرة المُنتهى؛ لأنَّه ينتهي إليها علم المخلوقات، وعلم كل نبي أرسله الله، وما يكون وراءها هو غيب لا يعلمه إلا الله، سبحانه وتعالى.
الإنسان عندما يعيشُ على وجه الأرض ويتمتعُ بخيراتها جعله الله خليفةً فيها فيعمِّرها، ويعبد الله وحدَه، ورحلتُه في هذه الحياة تبدأ عندما يخرج مولودًا إلى هذه الدنيا، فينمو ويكبر مع الأيام، ويمر بمراحل عمرية، فكل مرحلة لها بداية، ونهاية تشتمل على أعمال وإنجازات يتوصل إليها بعد الله بصبره واجتهاده للوصول إلى أهدافه.

إنَّ لكل شيء بداية ونهاية، الخلق وسائر المخلوقات، والكون له بداية ونهاية، فلنا أن نتخيل بعد سنوات نعيشُها على هذه الأرض سيصلُ حالنا تحت الأرض إلى يوم البعث، فالمؤمنُ الحقيقي الذي يفكّر في آخرته سيتقربُ إلى الله- عز وجل- بالطاعات والعبادات مهما كلف الأمر، واعتقدَ أنه سيعيش سنين طوالًا، إلا أنه سيأتي يوم وتنتهي حياته، ويستعد لحياة ما بعد الموت.
وعليه أن يتمسّك بكتاب الله، وسُنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- ليفوز بجنّات النّعيم، حيث تنتهي أعمالُه وتتبدل في الآخرة بالأعمال الصالحات التي تبشّره بالفوز العظيم لينال رضا الرحمن، ولقاء الأنبياء في جنّات الخلود. سِرْ أيها المخلوق نحو العُلا.. وعليك أن تمضي للأيام المُقبلة.. لكي تُرضي المولى.. فلا بدَّ في يوم أن ينتهي كل شيء .. كما أن لكل بداية نهاية.

 

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X