دعمٌ قطريٌّ رائدٌ للمؤسسات التعليمية عالميًا
مبادرات لتشجيع حَمَلة الثانوية للالتحاق بمهنة التدريس

الدوحة – قنا:
يمثّلُ المعلمون حلقة الوصل الرئيسيَّة في عمليَّة التّعليم وضمان نجاحِها، ويتوقفُ تقدُّم الأُمم على مدى الكفاءة والجهود التي يؤدّونها، لما يقومون به من تطوير لإمكانات المُتعلّمين عبر الأدوات التي يحتاجون إليها، وتحويلهم إلى أطرافٍ فاعلةٍ في المجتمعات، ولذا تدعو الأمم المُتّحدة جميعَ البلدان في العالم إلى ضمان الوثوق بالمعلِّمين والاعتراف بدورهم كمنتجين للمعرفة، وشركاء مؤثّرين في عملية التنمية.
وتحتفل دولة قطر باليوم العالميّ للمعلمين، عبر حفل خاص تقيمه وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، برعاية معالي الشَّيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، يشهدُ تكريمَ المُعلمين الذين قدّموا خدماتهم الجليلة في مهنة التدريس لمدة تجاوزت 20 عامًا، وذلك تقديرًا لعطائهم وتفانيهم في العمل وإخلاصهم في أداء الرسالة. وكانت وزارةُ التّربية والتعليم والتعليم العالي، قد أعلنت عن بدْء التقديم لجائزة التميز العلمي في دورتها السابعة عشرة، حيث تحظى جائزة التميز العلمي برعاية خاصة من حضرة صاحب السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى، وتمنح وَفق أسسٍ تنافسية في المجال العلمي والأكاديمي، تحت إشراف لجان تحكيم تضمُّ في عضويتها مجموعةً من الخبراء التربويين والأكاديميين، تتولَّى إصدار نتائج التقييمات النهائية وَفق معايير تتسم بالموضوعية والشفافية، تمهيدًا للاحتفال بالفائزين بجوائز التميز العلمي في الرابع من مارس 2024.
تطوير المهارات
كما أطلقت الوزارةُ بداية شهر أكتوبر الجاري برنامج «تطوير مهارات القيادات المدرسيَّة» بالتعاون مع مركز القيادات وجامعة هارفارد، بما يمثله من إضافة نوعية لمنظومة التَّعليم في دولة قطر، باعتباره مصممًا لتحفيز التفكير النقدي والإبداعي وتوليد المعرفة، وصقل المهارات القياديَّة لإعداد قادة منفتحين على التغيير، ومُتطلعين إلى التعلم والتطور مدى الحياة، ومنتجين للمبادرات النوعية التي تحسّن مُخرجات التعلم. ويأتي على رأس أجندة دولة قطر التنموية، مساعدةُ المؤسَّسات التعليمية في البلدان النامية من خلال الشراكات الاستراتيجيَّة، إذ قدمت دولة قطر دعمًا ماديًا بلغَ 2.3 مليار دولار أمريكي لمؤسَّسات تعليمية مختلفة في جميع أنحاء العالم، بحَسَب ما أشارت إليه سعادةُ السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي خلال مشاركتها في جلسة المبادرة المعنونة باسم (التعليم لبناء مستقبل أفضل للجميع)، والتي عُقدت قبل أسبوعين على هامش اجتماعات الدورة (78) للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وقد خصَّصت دولة قطر في موازنتها لعام 2023 لقطاع التعليم نحو 18.1 مليار ريال (4.97 مليارات دولار)؛ أي نحو 9 بالمئة من إجمالي المصروفات، لتوسعة وتطوير المدارس والمؤسَّسات التعليمية، ضمن خُطط تصميم مؤسَّسات تربوية عالية الجودة وملهمة، تنتج جيلًا مفكرًا ومستقلًا وواثقًا، يعتمد على نفسه ويواكب بسلاسة تطور المجتمعات الحديثة، ويتّسق مع رؤيتها الوطنية لعام 2030.
كوكبة من أبرز الجامعات العالمية بمؤسسة قطر
تعتبر «مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع» التي ترأس مجلس إدارتها صاحبةُ السُّمو الشَّيخة موزا بنت ناصر، من أهم المرافق التعليمية والتدريبية الرائدة في قطر، حيث أُنشئت عام 1995، بهدف إعادة النظر في نماذج التعليم وتطويرها، وتعتبر المدينة التعليمية التابعة ل«مؤسسة قطر» من أهم إنجازات الدولة، حيث تحتضن كوكبة من أبرز الجامعات العالمية، فضلًا عن جامعة حمد بن خليفة الوطنية.
وفي إطار دعم دورها الأممي، والتزامها بالحق في التعليم، أطلقت صاحبةُ السُّموِّ مؤسسة «التعليم فوق الجميع»، التي تركّز بشكل أساسي على تمكين 59 مليون طفل خارج المدارس حول العالم من الحصول على حقِّهم بالتعليم، فضلًا عن العديد من المشاريع المرموقة التي تدعم التعليم والإصلاح الاجتماعي وتوفير الفرص الاقتصادية في كافة أنحاء العالم العربي، ومن أبرز هذه المشاريع مبادرة «صلتك».
«وايز» منصة دولية لبناء مستقبل التعليم
من أهم المبادرات التعليمية التي ترعاها «مؤسسة قطر»، استضافة دولة قطر سنويًا مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز» الذي يعدّ منتدى رائدًا في مجال التعليم ومنصة دولية متعددة القطاعات للتفكير الإبداعي والنقاش والعمل الهادف لبناء مستقبل التعليم عن طريق التعاون الدولي. وتضمُ مرافق المدينة التعليمية «معهد التطوير التربوي» بهدف قيادة التعلم المهني، ودعم المعلمين على مستوى قطر لتحسين المناهج وبناء القدرات القيادية، بما يمكن المُعلّمين من التعرُّف وتطبيق أفضل الممارسات التعليمية الواعدة، إذ يقدم المركز دروسًا احترافية متخصصة بالشراكة مع خبراء متخصصين ومرموقين دوليًا، إلى جانب تنظيم المؤتمرات والمنتديات للمعلمين في جميع أنحاء الدولة، وتقديم برامج خاصة للتعلم المهني لتلبية احتياجات المدارس.
برامج تشجِّع الشباب على الالتحاق بمهنة التعليم
تشجِّع وزارةُ التَّربية والتعليم الشباب القطري على الالتحاق بمهنة التعليم عبر الالتحاق ببرنامج الابتعاث «طموح» الذي يتبنَّى تشجيع حَمَلة الشهادة الثانوية للالتحاق بمهنة التدريس بعد التخرج من كلية التربية في جامعة قطر، فضلًا عن تعاون الوزارة مع القائمين على مبادرة «علم لأجل قطر» التي تهدفُ إلى تأهيل الخريجين والمهنيين للعمل في المدارس الحكومية ممن لا يملكون خبرة سابقة في التدريس، بجانب التعاون مع ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي من خلال تأهيل الخريجين القطريين من غير كلية التربية ومن الجنسين وإلحاقهم ببرنامج «تمهين» ممن تقدموا للعمل عبر منصة «كوادر».
ويضطلع «مركز التدريب والتطوير» التابع للوزارة بمهمة الارتقاء وتطوير المنظومة التعليمية من خلال تحديد الاحتياجات التدريبية للمعلمين والعاملين في المجال التربوي والتعليمي وإعداد وتنفيذ الخطط والبرامج والوسائل المناسبة لتأهيلهم وتدريبهم، وربط التدريب بالمسار الوظيفي، بالإضافة لعقد برامج تدريبية للمعلمين والعاملين الجدد بالمجال التربوي والتعليمي قبل مباشرتهم العمل.