سيرة ومسيرة.. الإمام مالك بن أنس
البطاقة الشخصيّة
الاسم: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني.
لقبه: إمام دار الهجرة.
تخصصه: حديث وفقه.
مذهبه: إمام المذهب المالكي.
تاريخ ميلاده: عام 73 ه – عام 692 م.
مكان ميلاده: المدينة المنورة.
تاريخ وفاته: عام 179 ه – عام 795م.
مكان وفاته: المدينة المنورة.
شرف بيت وشرف إدراك
وُلِدَ رحمه الله بالمدينة المنورة في العام الذي مات فيه أنس بن مالك، خادم النّبي صلى الله عليه وسلم، ونشأ في بيت شرف وعلم وديانة، وطلب العلم وهو صغير، فأدرك عددًا من أبناء الصحابة والتابعين كنافع مولى ابن عمر، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص، ومحمد بن شهاب الزهري جامع الحديث النبوي الأول، ثم إنه نبغ سريعًا، وجلس للتدريس والفتيا وهو ابن إحدى وعشرين سنة، فانتشر علمه في الأمصار، واشتهر في سائر الأقطار، وضربت إليه أكباد الإبل، وارتحل الناس إليه من شتَّى الأنحاء، وروى عنه خلقٌ لا يحصون، كثرةَ حديث النبي- صلى الله عليه وسلم- حتى إن القاضي عياض ألف كتابًا عدَّ فيه ألفًا وثلاثمئة اسم ممن روى عن الإمام، أشهرهم سفيان الثوري، والإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي، والزاهد العابد عبد الله بن المبارك.
تعظيمه لسنة النّبي صلى الله عليه وسلم
كان الإمام مالك بن أنس- رضي الله عنه- معظمًا للنبي- صلى الله عليه وسلم- موقرًا له، فكان إذا ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- يتغير لونه، وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه، وإذا أراد أن يُحَدِّثَ توضأ وصلى ركعتين وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته واستعمل الطيب، وتمكن في الجلوس على وقار وهيبة ثم حَدَّثَ، فقيل له في ذلك، فقال: أُحِبُّ أن أعظِّم حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا أحدِّث به إلا متمكنًا على طهارة.
رفضه أن يكون المرجع الأول للمسلمين
حقَّق الإمامُ مالك مكانة علمية عالية، بتأليفه العبقري لكتابه الموطأ، ورغم ذلك، كان يعلم أن العلم لا يقع تحت حصر، وأن الخلاف الفقهي أمر لا بد منه، فرفض أن يكون هو المرجع الأوحد للمسلمين، ونبَّه إلى أن يُسر الدين يقبل الخلاف والرأي الآخر، منطلقًا من علم رصين متصل بالجيل الأول. وقد قال له الخليفة هارون الرشيد: «إني عزمت على أن أحمل الناس على الموطأ، فقال له مالك: أمَّا حمل الناس على الموطأ فليس إليه سبيل، لأنّ أصحاب الرسول افترقوا في الأمصار فحدثوا، فعند أهل كل مصر علم».
اعتزازه بالعلم وأهله
كان مالك يرى أنَّ العلم لا بد أن يُصان، وأن أهل العلم لا بدّ أن تسموا نفوسهم عن الدنيا، ومطامعها، وأن يكون لهم استقلال عن أهل الأموال والسلطان حفاظًا على كرامة العلم، ولذلك رُويَ عنه أنه قال في أكثر من موضع: « إن العلم يُزَار ولا يزور، وإن العلم يُؤتَى ولا يأتي.
مات رحمه الله في المدينة ودُفن في البقيع بجوار إبراهيم ولد النبي، صلى الله عليه وسلم.