الدوحة – الراية:
تفاعل زوار معرض إكسبو 2023 الدوحة مع جناح الخطوط الجوية القطرية المجاور للمنطقة الثقافية بحديقة البدع مقر استضافة الحدث العالمي الكبير.
ونجحت الخطوط القطرية في خطف أنظار الزوار على اختلاف جنسياتهم بفكرة عبقرية بسيطة تتجسد فيما يشبه متحف مصغر يحوي عددًا من مجسمات عجائب الدنيا السبع القديمة في مساحة لا تتجاوز الأمتار العشرين مترًا طولًا وعرضًا.
فمثلما نجحت القطرية في أن تجوب أجواء أكثر من 160 وجهة عالمية، تفوقت بفكرتها المبتكرة في خطف الأنظار خلال المعرض. وهي محاكاة هذه العجائب، أتاحت مجسماتها لجمهور المعرض رحلة سريعة وممتعة عبر الزمن. وقد توافد الزوار على الجناح يلتقطون الصور التذكارية ويسجلون لقطات فيديو ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي حاصدين ملايين الإعجابات في دعاية مجانية ناجحة لمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة ولقطر البلد المستضيف و(القطرية) التي ينتشر شعارها في أرجاء النجاح..
لم يقتصر الجناح على مجسمات العجائب القديمة فحسب وإنما أضاف إليها محارة اللؤلؤ المعبرة عن التراث القطري القديم في عالم صيد وتجارة اللؤلؤ التي مارسها القطريون القدامى مما يصب في خانة تعريف نحو 3 ملايين زائر للمعرض على مدار 6 أشهر بقطر وتاريخها وتراثها القديم وتحقيق الهدف الرئيسي بمنح إكسبو صبغة خاصة تعبر عن الهوية القطرية على غرار ما جرى في كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022. وقد جرى تصميم جناح القطرية بدقة كبيرة استغلت فيه المساحة المتاحة بذكاء كبير.. فالداخل إليه يجد أمامه نسخة من الدب الضخم العملاق ذي اللون الأصفر المستقر في مطار حمد الدولي مرحبًا بالضيوف ومتمنيًا لهم زيارة أو رحلة سعيدة.
لتبدأ الزيارة وكأنها رحلة على متن (القطرية) تهبط في أولى محطاتها يمينًا بزيارة مجسم تاج محل تلك العجيبة في معايير وروعة البناء وندرة حالة الوفاء في بلاد الهند القديمة..
ونال مجسم (تاج محل) تقديرًا خاصًا من الزوار أبناء الجالية الهندية الذين أبدوا إعجابًا كبيرًا ومنحوه وقتًا كبيرًا في التأمل وتسجيل لحظات تذكارية.. وتنتقل رحلة الزائر إلى المحطة التالية لتهبط سريعًا عند مجسم برج بيزا المائل الذي يقف شامخًا ضد قوانين الرياضة والهندسة منذ عام 1887 ميلادية رافضًا الانهيار رغم ميله بمقدار 5 درجات وهو في الأصل برج جرس كاتدرائية مدينة بيزا الإيطالية وكان من المفترض أن يكون عموديًا لكنه مال سريعًا بعد تشييده عام 1173.. واستمر شامخًا حتى اليوم.
وبعد خطوتين لا أكثر من برج بيزا المائل يستقر مجسم برج ساعة (بيج بن) الشهيرة الموجودة في لندن بالمملكة المتحدة، ويعرف البرج باسم الملكة إليزابيث الثانية وتعتبر الساعة التي بدأت تدق عام 1859 معلمًا ثقافيًا ورمزًا للحضارة الغربية الحديثة تمامًا مثل برج (إيفل) الواقع مجسمه بجوار مجسم (بيج بن)..
وقد قضى الزوار وقتًا طويلًا في التقاط الصور أفرادًا وجماعات بين مجسمي الساعة والبرج الذي يعتبر مقصدًا سياحيًا عالميًا ورمزًا للحضارة الفرنسية..
وقد روعي في رحلة (القطرية) أن تكون محطة رحلة العودة أمام (محارة اللؤلؤ) المعبرة عن دولة قطر وتراثها البحري القديم وكيف أن الأجداد الأوائل كانوا أسياد البحر المهرة في حرفة الصيد وتجارة اللؤلؤ الذي نال شهرة عالمية واحتل مكانة كبيرة لدى صناع نفائس المجوهرات الأشهر عالميًا في عصر ما قبل ظهور الغاز المسال..
فمثلما كان انطلاق وترتيب عرض المجسمات من أمام مجسم الدب الشهير بمطار حمد الدولي مرورًا بمعالم بالهند ثم إيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة مدهشة تختتم الرحلة بمتعة كبيرة.. أمام (محارة اللؤلؤ) التي منحت جناح (القطرية) والفكرة العامة لمعرض إكسبو 2023 الدوحة.. طابعًا وصبغة وهوية قطرية خالصة في كافة الفعاليات والأنشطة.