المناهج الدراسية تعزز التواصل بين الأجيال
تشجيع مبادرات التواصل بين الأجيال على المستويين الفردي والجماعي

الدوحة – محروس رسلان:
ناقش مركز تمكين ورعاية كبار السن «إحسان» بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة دور المناهج الدراسية في تعزيز التواصل بين الأجيال، وأهمية نقل المعرفة الأكاديمية بما يساهم في غرس تلك القيم بين الأجيال الناشئة، وذلك خلال الندوة التي نظمها أمس بعنوان «دور المناهج الدراسية في تعزيز التواصل بين الأجيال»، والتي أقيمت في قاعة فندق براحة مشيرب بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي والعربي لكبار السن.
وناقشت الندوة أهمية تضافر جهود المُعلمين والأسر وصانعي السياسات لخلق جيل واع يمتلك المعرفة والمهارات والقيم اللازمة لتعزيز التواصل بين الأجيال، إضافة إلى التركيز على دور الأسرة المُكمل لدور المنظومة التعليمية في غرس قيم التواصل بين الأجيال.
وناقش المحور الأول في الندوة «المناهج الدراسية بين الماضي والحاضر»، والتي قدمها الأستاذ الدكتور يوسف الشبول -أستاذ مناهج وطرق التدريس بقسم العلوم التربوية في كلية التربية جامعة قطر. ونوه بأهمية دور المناهج التعليمية التي تتضمن دروسًا حول القيم والأخلاق حيث يمكن تضمينها مواد تعليمية تستهدف تنمية التفكير الأخلاقي والاجتماعي للطلاب، مؤكدًا أن ترسيخ القيم في المناهج التعليمية يُسهم في تشكيل شخصيات أفضل ومواطنين أكثر وعيًا بالقضايا الاجتماعية والأخلاقية. وشدد على أهمية تعزيز التواصل بين الأجيال استثمارًا للقيمة التي يتمتع بها كل جيل والاستفادة من نقاط القوة لدى كل جيل؛ نظرًا لأن الفجوة بين الأجيال هي واحدة من أكبر أسباب الانفصال بين الأجيال. أما المحور الثاني فناقش «أهمية المنهج الدراسي في غرس وتعزيز قيم التواصل بين الأجيال»- والتي ناقشها الدكتور عبد الله المري- مدير إدارة المناهج الدراسية ومصادر التعلم في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي. واستعرض د. عبد الله المري نماذج من المناهج الدراسية التي تدرس بالمدارس الحكومية والتي تعزز التواصل بين الأجيال، مشيرًا إلى أن دور المنهج الدراسي في تعزيز التواصل والتفاهم بين الأجيال ينبني على تطوير مهارات التواصل، وتعزيز الانخراط الاجتماعي، وتعليم الاحترام والتقدير.
وسعيًا إلى تعزيز التواصل بين الأجيال اقترح د. عبد الله المري توثيق الحكايات والقصص التاريخية من الأجداد، وإنتاج الأفلام التوثيقية، وإقامة رحلات تراثية مع كبار السن، وإقامة جلسات «ظلال المهن» لتعريف الطلاب بمهن الأجداد، كما شدد على أهمية برامج التوجيه المعكوس التي يقدمها الشباب لكبار السن في الأمور التكنولوجية.
أما المحور الأخير فجاء بعنوان «دور الأسرة في غرس وترسيخ قيم التواصل بين الأجيال» والذي ناقشته السيدة هدى سلطان المناعي خبير دراسات كبار السن وذوي الإعاقة في وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة.
وأوصت هدى المناعي في ختام ورقتها البحثية بزيادة التوعية بأهمية التواصل بين الأجيال من خلال وسائل الإعلام وجميع منصات التواصل الاجتماعي، ما يُسهم في رفع مستوى المعرفة والمشاركة بين الأجيال وتحسين الصورة الذهنية لكل جيل عن الآخر.
خالد عبد الله: خدمات تكفل لكبار السن الحياة الكريمة
أكد السيد خالد عبدالله، مدير إدارة التوعية والتواصل المجتمعي بمركز تمكين ورعاية كبار السن «إحسان»، أن المركز يحتفل بهذه المناسبة للمرة الأولى استكمالًا لجهود دولة قطر التي تحرص على تعزيز مبدأ صون كرامة كبار السن، وحماية جميع الحقوق المكفولة لهم شرعًا وقانونًا، وذلك من خلال ما توفره الدولة من خدمات نوعية على أعلى مستوى، بما يكفل لهم الحياة الكريمة الآمنة والمستقرة والمُنتجة ودعم دمجهم في المجتمع. ونوه باهتمام المركز بالاستفادة من خبرات كبار السن وتمكينهم من الاستمرار في العطاء، ومواصلة التوعية المجتمعية بحقوق كبار السن باعتبارها من أهم العوامل الرئيسية المؤدية إلى بلوغ تلك الغايات التي يتشرف مركز إحسان بالعمل من أجل تحقيقها. وشدد على أهمية تضافر كافة الجهود لتقديم أفضل الخدمات لكبار السن والتي من شأنها أن تسهم في تمكينهم في المجتمع وتلبية كافة احتياجاتهم.
ريم العجمي: ترسيخ قيم التواصل بين الأجيال
شددت السيدة ريم العجمي مدير إدارة الرعاية المجتمعية، على دور الأسرة في غرس وترسيخ قيم التواصل بين الأجيال، حيث إننا نعيش في الوقت الحالي على نوع الأسر الصغيرة أو (النووية) المكونة من الأب والأم والأبناء، ويرجع تغير أنماط الأسر من الأسرة الكبيرة أو الممتدة إلى الصغيرة، لأسباب اجتماعية واقتصادية، والرغبة في الاستقلالية. وقالت: لا نغفل الجانب التعليمي، فيجب الحث على هذا الارتباط بين الأجيال من خلال المناهج الدراسية، ووضعه في خطة البرامج والأنشطة، حتى يتم تعزيز هذه القيم في عقول الأجيال القادمة. وأضافت: ولا ننسى دور المؤسسات الاجتماعية والرعائية لكبار السن في تقديم الخدمات المُختلفة لهم، وبالرغم من الدور الكبير الذي تقدمه الدولة لهذه الفئة.