عواصم – (أ ف ب):

من رام الله إلى بيروت، مرورًا بدمشقَ وبغداد والقاهرة ومدن أخرى، أيقظَ هجوم حركة حماس على إسرائيل تضامنًا عربيًا شعبيًا: حلقات رقص وتوزيع حلوى، هتافات مؤيدة في الملاعب، بينما وسم «طوفان الأقصى» يجتاح الإنترنت. منذ اللحظات الأولى لعملية حماس المباغتة وغير المسبوقة لناحية الحجم والأسلوب في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مؤيدة ومهلّلة للهجوم الذي تزامن مع الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973. في أحياء عدة في بيروت وفي ضاحيتها الجنوبية، سارع سكانٌ إلى توزيع الحلويات ابتهاجًا. وتكرّر المشهد في دمشق ومدن عدة في الضفة الغربية، حيث انطلقت تظاهرات مؤيدة حمل فيها المشاركون رايات حركة حماس الخضراء. في لبنان، يجاهر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي بتأييدهم لحقّ الفلسطينيين في استعادة حقوقهم. وكتبت دارين دندشلي على منصة X: «نجلس خلف الشاشة ونتابع الأخبار. لسنا قادرين على فعل شيء إلا أن نكتب رسائل تضامن مع أهلنا في غزة وكل فلسطين». في مدينة صيدا (جنوب)، بثّت مساجد عدة في المنطقة المتاخمة لمخيم عين الحلوة، تكبيرات وابتهالات دينية نصرة «للمقاومين الفلسطينيين».

في تونس، أعلنت أحزاب ومنظمات تشكيل «اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين». ودعت إلى المُشاركة الواسعة في مسيرة تنظمها «نصرة للمقاومة الفلسطينية». وبينما رفع الطلابُ التونسيون في المدارس العَلَم الفلسطيني إلى جانب علم بلدهم، وأدوا التحية له، بناء على دعوة من وزارة التربية، أضاءت ألوان العلم الفلسطيني برج مدينة الثقافة في العاصمة ليل الإثنين.

في مصر، اختار مشجّعو النادي الأهلي التضامن مع فلسطين على طريقتهم. وخلال مباراة جمعت فريقهم مع الإسماعيلي، صدحت حناجر المئات منهم من فوق المدرّجات «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين». وبينما أقيمت وقفة تضامنية رمزية أمام الجامعة الأمريكية في القاهرة، أشاد مقدمو برامج حوارية غالبًا ما يكون خطابهم معاديًا بشدة لحركة حماس، بـ »مقاومة من شعب أرضه راحت عليه»، معتبرين أن ما جرى ضرب «نظرية الأمن الإسرائيلية».