كنتُ ضيفةً على قناة قطر يوم الإثنين الماضي لبرنامج «فَيّ الضحى» وكان اللقاء عن كيفية التعامل مع الأطفال خلال فترة الامتحانات، ولأن هذه الفترة من أكثر المراحل التي تُسبب التوتر النفسي ليس للطفل فقط، لكن لجميع أفراد الأسرة ونستطيع القول للمجتمع ككل.
ولأن القلق المفرط وتجربة الخوف يؤثران سلبًا على الحياة اليومية للشخص، فهذا يتسبب في انخفاض أدائه، ما يجعل التركيز صعبًا، ويبذل الكثير من الجهد لتذكر الموضوع الذي درسه، لذلك على الأم بالأخص اتباع استراتيجيات لكي لا يكون قلق الاختبارات هاجسًا لطفلها.
أولًا من المهم أن تتحدث الأم إلى طفلها بشكلٍ صريح وأن تسأله عن مخاوفه، وعن الأفكار السلبية التي تدور في رأسه. كما أنه من المهم أن تطمئنه إلى أن هذه المخاوف لا أساس لها وأنه قادر على تخطيها وعلى النجاح إذا ما درس جيدًا. وفي أسوأ الأحوال، من الضروري أن تذكر الأم طفلها بأنه في حال لم يوفق في الامتحان، فعليه أن يفهم أنه يمكن أن يعوض الفشل بالامتحان المُقبل. كما أنه لا يجب الضغط على الطفل بحيث يمضي وقته في الحفظ والمذاكرة قبل موعد الامتحانات. فمن الضروري التحضير للامتحانات بفترة سابقة وتخصيص ساعة من الوقت يوميًا لمراجعة الدروس التي تم شرحها في الصف. وبهذه الطريقة يكون الطفل جاهزًا، ويمكن أن يحظى بوقت فراغ خلال الفترة التي تسبق الامتحانات فيتسنى له ممارسة الرياضة والهوايات التي يحب، وهذا يقلل من شعوره بالتوتر. وتناولنا في البرنامج أيضًا كم أن تنظيم وقت الطفل ضروري جدًا قبل الامتحانات، ويساعد ذلك في تحضيره نفسيًا والتقليل من توتره. فمن المهم تحديد وقت للدرس، ووقت للراحة، وآخر لتناول الطعام ووقت محدد للنوم، فهذا التنظيم لا يتسبب في تشتيت تركيز الطفل ويجعله واثقًا بقدراته العقلية وعلى حل كافة الأسئلة التي يمكن أن يواجهها في الامتحانات. أيضًا، من الضروري أن تحرص الأم على أن ينام طفلها لمدة ثماني ساعات في الليل حيث يتم تخزين معظم المعلومات في المخ خلال هذه الفترة، ما يساعد على استحضار المعلومات في الامتحان. تطلب الأم من طفلها أن يتحدث إلى مدرسه أو مدرسته ليتأكد من فهم ما ينطوي عليه كل امتحان ومعرفة كيفية الاستعداد له. بالإضافة إلى ذلك، يدع مدرسه يعرف أنه يشعر بالقلق عند خوض الامتحانات، فقد يكون لدى مدرسه اقتراحات تساعده في اجتياز هذا الأمر بنجاح. ومن الأفضل بكثير أن تساعد الأم طفلها على أن يدرس قليلًا على مر الوقت بدلًا من تكديس كل ما يدرسه في وقت واحد، كما يجب أن تحرص الأم على غذاء الطفل، فالدماغ يحتاج إليه لأداء وظيفته، وتناول قدر كبير من المياه، وتجنب المشروبات الغازية التي قد تسبب ارتفاع سكر الدم. وعلى الأم تدريب طفلها على بعض أساليب الاسترخاء. لمساعدته على الحفاظ على الهدوء والثقة قبل وأثناء الامتحان مباشرة، ليقوم بأداء هذه الأساليب، مثل التنفس العميق أو إرخاء العضلات، مع ممارسة بعض التمارين الرياضية. طمأنة الطفل والتوضيح له أن الامتحانات جزء طبيعي من الحياة، ومهم أن تضع الأم طفلها في أجواء إيجابية وتعزز التفاؤل لديه وتشجيعه، وتكون هي إيجابية لكي ينعكس ذلك على طفلها، وأن تؤكد له بأنها تثق بقدراته.