واحة النفس ….5 خطوات لتنمية الوعي بالذات
5 خطوات لتنمية الوعي بالذات
الوعي ظاهرةٌ إنسانيَّةٌ، وهو قيمةٌ من القيم، إذ إنَّ الإنسان لا يمكن وضعُه خارج إطار الوعي، وذلك لأنَّ الوعيَ شديدُ الارتباط بالعقل، فلا وعيَ بدون عقلٍ، لكن يمكن أن نقول إنَّ الوعي يعرف مستوياتٍ، وهو يختلف من حقل إلى آخر، فقد يعني الفهم والإدراك والاستيعاب لبعض الأمور، وقد يعني إدراكًا للامعقول، وعمومًا فإنَّ الوعي يكتسي أهميةً بالغة إذا ما نُظر إليه من زاوية العلوم الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بعلاقة الأنا والآخر، الذات والموضوع؛ أي على مُستوى نظرية المعرفة بمفهوم أدقَّ.
ويمكن أن نعتبره ضرورةً يجب على كل منا الحصول عليها كي لا نؤذي أنفسَنا بأنفسِنا. فإن لم يكن لديك وعي ذاتي ولم تتعرف على نفسك بشكل صحيح فستقوم بأعمال بدون وعي كامل منك، قد تقود أيضًا للموت. والموتُ هنا ليس بالضرورة أن يكون موتًا جسديًا، وإنما موتٌ رُوحي، كما قيل قديمًا: «هناك من يموتون بسن الـ 15، ولا يعلن ذلك رسميًا إلا ببلوغهم الـ 75!».
الحاجة للحصول على قدر مناسب من «الوعي الذاتي» يكون للأسباب الآتية:
– التعرّفُ على نقاط قوتك ونقاط ضعفك: منذ الصغر تعوَّد المرءُ على أن يركز انتباهه على نقاط ضعفه، ويسعى لتحسينها، لكن هذا الأسلوب خاطئ جدًا. فعلى الرغم من أهمية معرفة المرء نقاطَ ضعفه، فإنَّ أهمية معرفته نقاط قوته لا تقل أهمية أيضًا، بل إن معرفة المرء نقاطَ قوته تعدُّ أكثر الأشياء أهمية لينجح في حياته. المشكلة أنَّ معظمنا لا نعلم بوضوح ما هي نقاط الضعف والقوة لدينا، وهذا بسبب افتقادنا للوعي الذاتي. لذا عندما يمتلك المرءُ وعيًا ذاتيًا كافيًا، فإنه يستطيع معرفةَ نقاط قوته والتركيز عليها لتطويرها، وهذا التركيز يعملُ على إضعافِ الجانب الآخر المُتمثل بنقاط الضعف لدى المرء. – معرفة ما الذي تريدُه من الحياة: لو كنت تفتقدُ درجةً عاليةً من الوعي الذاتي، فإنك لو سألتَ نفسك عمَّا تريدُه من هذه الحياة، فالمرجّح أن تكون إجابتك تقليديةً كأن «أصبح رجلًا غنيًا» أو ما شابه، ولكن مَن منَّا لا يملك تلك الرغبة؟ لكن الفرق بين شخص وآخر يكون في القدرات والميول، فما يسعدك قد لا يراه غيرك مهمًا بالنسبة له، وهنا يأتي دور الوعي الذاتي الذي يجبرك على البحث في أعماقك للوصول للأشياء التي تبعث في نفسك السعادة والرضا. الوعي الذاتي يجعلك تبحث بجِدٍّ لتعرف ما الذي يُخيفك، فربما تحدّي مخاوفك يحررك ويضعك أمام السعادة التي تبحث عنها، وكل هذا لا يتم إلا بمعرفة المرء نفسَه معرفة كافية، أو بمعنى آخر أن يكون لديه الوعي الذاتي.
– منحك القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة: عند افتقاد المرء للوعي الذاتي الكافي، فإنه يتصرف تصرفاتٍ بدون وعي كامل، والمرء الذي يتصرف بهذا الشكل سيفتقد الفراسةَ لمعرفة عواقب القرارات التي يتخذها، وبالتالي يتعرض للكثير من الأخطاء التي كان بإمكانه تداركها لو كان لديه ما يكفي من الوعي الذاتي.
وإذا أردت أن تقوي وعيك بذاتك فمطلوب منك الخطوات التالية :
– اسأل من تثقُ به أن يخبرك بنقاط قوتك ونقاط ضعفك بدون مجاملة.
– اسأله عن الأشياء التي يعتقد أنك تتقنها.
– راقب اهتماماتك وعاداتك اليومية.
– دقّق بالأشياء التي تقوم بها لمعرفة ما الشيء الذي يُثير حماستك.
– اسأل نفسك «لو كنت سأعيش عددًا من السنوات، فما الذي أريد فعله في الوقت المُتبقي لديّ؟».
راحتك النفسيَّة مفتاح سعادتك
إنَّ الأفكارَ النَّاضجةَ والمُفيدةَ تساعدُ على تعزيزِ الصحَّة النفسيَّة لدى الإنسان وتنظيم حياته وترتيب عواطفِه، وتحدُّ من انفعالاته، فللأفكار دورٌ في ترتيب حياة الإنسان، وللانفعالات المُترتبة على الأفكار دورُها في تحقيق التوازن النفسي، ومن ثَمّ التمتّع بصحة نفسية جيدة لدى الإنسانِ.
كما أنَّ للجسم دورَه أيضًا في تحقيق السَّعادة النفسية، فبعض الأمراض النفسيَّة تتصل بخللٍ في الجهاز العصبي أو الغدد الصماء، وهو ما يسبّب للمرء حالةً من عدم التوازن النفسي، كما أنَّ إصابة الجسم بأي مرض قد تؤثّر على الصحة النفسية، خاصة إذا كان ذلك مصاحَبًا بأفكار تشاؤميَّة عن هذا المرضِ.
وهناك وسائل تساعدك على الحفاظ على صحتك النفسية وتتمثلُ في:
1- تجديد أهداف حياتك: فإذا لم تجدد أهدافك فإن اليأس يحلّ لديك محل الرجاء، ويحلّ الشقاء محل السعادة، ويحلّ المرض النفسي محلّ الصحة النفسية.
2- جدِّد علاقتك الاجتماعية: إذا لم تجدد علاقتك الاجتماعية فسيأتي يوم تجد فيه نفسك وحيدًا، وبالتالي تتدهور صحتك النفسية.
3- لا تركن إلى الخمولِ: إذا لم تقم بتحريك جسمك فلن تستطيع استنفاد الطاقة القديمة وإحلال طاقات جديدة بدلًا منها، ما يساعدك على التمتع بالنشاط والصحة النفسيةِ.
4- عزّز هوايتك: لا بدَّ من الاستفادة من وقت الفراغ بما يعود عليك بالفائدة حتى لا تشعر بالملل في عملك، والهواية تساعد على التمتّع بصحةٍ نفسيةٍ جيدةٍ.
5- كُنْ معتدلًا في أكلك ومشربك ونومك وعملك: إنَّ لجسدِك عليك وإن لعينك عليك حقًا، وإنَّ لزوجك عليك حقًا، فأعطِ كل ذي حقٍ حقَّه تعشْ في سعادةٍ نفسيةٍ.
مُستشارك النفسي
أعاني من قلق زائد
لديَّ مشكلةُ القلقِ الزائد على أي شيء جديد أقوم به، وأحيانًا لا أنامُ بسبب هذا القلق، وأحيانًا يصاحبه خوفٌ شديدٌ، كما أتحسس كثيرًا تُجاه الآخرين، وأريد حلًّا يجعلني أكثر قوةً.. مررت بظروفٍ عائليةٍ صعبة بالنسبة لي، وطفولتي كانت مليئةً بتحمُّل المسؤولية، وكانت فوق طاقتي، ولكني كنت أثبّت نفسي، لأني أحبّ والدتي، ولا أريدها أن تغضب . أختكم: سارّة
الإجابة:
اعلمي أنَّ القلقَ هو شعورُ الإنسانِ بعدمِ الرَّاحةِ تجاهَ شيءٍ ما يُمكنُ أن يحدُث -غير مؤكد- أو خطر مُحدقٍ يخافُ منه الإنسان، فيشتِّتُ ذهنَه ويُضايقه، ويُقلق منامه، ويُعكِّرُ صفوه، والقلقُ الشَّديد يعتبرُ مرضًا وهو عدوُّ النَّجاح والوصول إلى الهدفِ المنشود، بخلافِ القلقِ البسيط الذي يجعلُ الذِّهنَ مُتفتّحًا ومُنتبهًا لما يدورُ أمامه!؟.
لماذا الخوف والقلق والحزن -أختي الفاضلة- !؟
اجعلي إيمانك بالله قوّيًا ولا تخافي، واعلمي أنَّه لن يصيبكِ إلا ما كتبَ الله لكِ، ولا تفكِّري في أمورٍ مجهولةٍ، وتشغلي بالك بها، ألا تعلمين أنَّ الخوفَ والقلقَ لصَّانِ من لصوصِ الطَّاقةِ، فهما عائقانِ في وجهِ النَّجاح؟؛ لأنَّهما يستهلكان جميعَ طاقاتكِ وقواكِ، ويجعلانكِ تركِّزين تفكيركِ على النَّواحي السلبيةِ التي تكمنُ في حياتكِ، بدلًا من أن تركِّزي في الاهتمامِ بأسرتكِ، فبهذا القلق تستهلكين طاقتكِ فيما لا يُفيد، وتعيشين فيما يُحبطكِ ويتسبّب في تأخيركِ.
حاولي أن تواجهِي هذا الخوف بقوَّةِ الإيمانِ، وقوةِ اليقينِ والاعتقادِ، فإذا كنتِ تعيشين حياةَ الخوفِ والقلق، فإنَّكِ ستظلين أسيرةً حبيسة له طوال حياتكِ، وتُفنين عمركِ في الأوهام، فحاولي أن تُبادري بالانطلاقِ، وأتقني تلك الأساليب والمهارات التي تجعلكِ تغيِّرين من سلوككِ مع الآخرين، والرضا عن النَّفسِ يكونُ بتأكيد الذات:
1-تأكيدُ الذاتِ له علاقةٌ وثيقةٌ بحريةِ الرَّأي، والتَّعبير عن المشاعرِ بكل حرية، ويتمثلُ تأكيدُ الذَّات في الخطوات التالية:
– التعبيرُ عن انفعالاتكِ ومشاعركِ بكل حُرية.
– التصرّفُ من منطلقِ القوَّة.
– التمتعُ بالشجاعةِ وعدم الخوف.
– القدرةُ على تكوين علاقات دافئةٍ مثل: المحبّة، والودّ، والإعجاب.
– القدرةُ على التفاوضِ والإقناع.
– القدرةُ على الإيجابيَّة والتعاون.
ولهذا أنصحكِ باتباع الخطوات التالية، وبإذنِ الله تعالى سيذهب عنكِ الخوف والقلق:
1- الدعاءُ والتَّضرع إلى الله تعالى بأن يخففَ عنكِ الألم.
2- استعيني بالصلاةِ، وأريحي نفسك بها، واخشعي فيها.
3- وطِّدي صلتكِ باللهِ- عزَّ وجلَّ- بقراءةِ القرآنِ، والذكرِ والدُّعاء.
4- تخلَّصي من الخوفِ بأن تعرفي أسبابه، وتعملي على حلِّها، لتتخلَّصي منه إلى غير رجعةٍ.
5- فتِّشي عن هدفكِ واعملي على تحقيقه، وضعي رسالةً لحاضرك ورؤية لمستقبلك.
6- ارسمي في عقلك الباطني سلوك التَّفاؤل وعدم اليأس، والإيمان به، وبإذنِ الله تعالى سيتحقَّق على أرض الواقع، وكوني متفائلة.
7- أوصيكِ من الإكثار من الاستغفارِ، وهذا مصداقًا لقول الله- تعالى-: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) «نوح»، وقول الحبيب- صلى الله عليه وسلم-: (من لزمَ الاستغفارَ جعلَ الله له من كل ضيقٍ مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب).
8- لا ترسمي العوائق في وجهك، بل دائمًا توقَّعي الأفضل، وأنَّك ستنالين مرادك بإذن الله تعالى.
9- استبدلي الكلمات السَّلبية في حياتك بكلماتٍ إيجابية، وحاولي أن تكتبيها وتضعيها أمامك، واقرئيها صباح مساء حتى ترسخَ في ذهنك.
10- انزعي من دماغك الأعشاب الضَّارة، والأفكار السوداوية، واستبدليها بالأعشاب النافعة، والأفكار الإيجابية.
وبالله التوفيق
همسات:
– إذا أردت أن يكون ابنك صادقًا، فلا تزرع في نفسه الخوفَ.
– اعدل بين أبنائك فإنَّ ذلك أفضل وسيلة لتعليمهم خلق العدلِ.
– إذا أظهر ابنك شجاعةً في بعض المواقف فامدحه على ذلك وكافئه، وبيّن له أن الشجاعة هي أن تفعلَ ما هو صحيح وضروريّ.
– لا تعوّد ابنك على الإغراء المادي لحثّه على فعل أمرٍ ما، فإنَّ ذلك يضعف شخصيته أمام المادةِ.
– لا تتضجر من كثرة أسئلة ابنكَ، وحاول أن تجيب عن كل ما يسأل عنه بإجابات بسيطةٍ ومقنعةٍ.
– اعلم أنك قدوة لأبنائك فإذا تهاونت بالعبادة أو تكاسلت عنها وتثاقلت عن القيام بها تأثر أبناؤك بك في ذلك واستثقلوا العبادة وربما تهربوا منها.
– علّم ابنك أنَّ الناس يتفاضلون بالتقوى والعمل الصالح لا بالأنساب والأحساب والأموال.
– لا تخلف وعدك أبدًا وبخاصة مع أبنائك، فإنَّ ذلك يرسّخ في نفوسهم فضيلة الوفاء بالعهدِ.
التفكير الإيجابي:
– إنَّ تحديدك أهدافَك وسعيك إلى تحقيقها، سوف يعطيك ذلك الشعورَ بأنك تتحكّم في حياتك بإذن الله تعالى.
– الإنسان الفعّال حقًا هو الذي يجعل المبادئ القويمة مركزًا لاهتمامه ومنطلقًا لرسالتهِ.
– الأسرة المستقرّة المتكاتفة مصدر أساسي من مصادر سعادة الإنسان، ومهما حقق الإنسان النجاح في عمله فإنه لا يشعر به إذا فشل في بناء أسرته.
– إنَّ جسدك هو وسيلة المواصلات التي تسير بك في رحلة النجاح، وبدون التمتع بصحة قوية يصعب على الإنسان أن يستمر في الفاعلية.
– لا يستطيع الإنسان مهما أُوتي من مهارات وقدرات أن ينجحَ نجاحًا كاملًا بمفرده، فهو كائن اجتماعي بطبعه يحتاج للإحساس بالصداقة والألفة.
– كافئ نفسَك على الأفعال المرغوبة على فترات مختلفة، فحين تفتر عزيمتك عن فعل ما تريدهُ، قُمْ بإعطاء نفسك مكافأةً غير متوقعة تعمل على إثارة حماسكَ.