فنون وثقافة
خلال ندوة عقدها المركز القطري للصحافة .. سياسيون وإعلاميون:

طوفان الأقصى ذكّر العالم بالقضية الفلسطينية

الندوة ناقشت ما شهدته الأحداث الجارية من أخبار زائفة وتضليل إعلامي

الدوحة – أشرف مصطفى:

عقد المركزُ القطري للصحافة أمسية فكرية برؤية إعلامية بعنوان «فلسطين في قلوبنا» وتحدث خلال الندوة التي أدارها الإعلامي محمد مزيمز، نخبة من الأساتذة المُختصين في الشؤون السياسية، بحضور سعادة الشيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني مدير إدارة التطوير الإعلامي في المؤسسة القطرية للإعلام، وسعادة السيد سعد بن محمد الرميحي رئيس المركز القطري للصحافة، وعدد من الشخصيات الإعلامية البارزة وممثلي وسائل الإعلام. وقد ناقشت الندوة العديد من المحاور الهامة ذات الصلة بما تشهده الساحة الفلسطينية حاليًا بعد عملية طوفان الأقصى، وما يرافق هذه الأحداث من أخبار زائفة وتضليل إعلامي، وقتل للصحفيين والمدنيين، وجرائم حرب ترتكبها قوات الاحتلال في غزّة.

سعد الرميحي: التاريخ يعرّفنا أن الحق قوة لا يُستهان بها

أعقبت كلمات المتحدثين بالندوة مداخلات الحضور، واستهل هذه المداخلات الأستاذ سعد الرميحي رئيس المركز القطري للصحافة، والذي أكد فيها أن التاريخ يعرّفنا دائمًا أن الحق قوة لا يستهان بها، وأن ميزان القوة كثيرًا ما يتغير إذا ما كانت هناك عزيمة لتحقيق الانتصار، ودلل على ذلك بما عانته أمريكا من هزيمة رغم قوتها في فيتنام والعراق والصومال، كما دلل كذلك على حديثه بكلمة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر: «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة». واتفقت المداخلات في مجملها على أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى مزيد من الجهود والتضافر العربي، كما تم التأكيد على أن هناك العديد من الإجراءات التي يجب اتخاذها للضغط من أجل مناصرة القضية الفلسطينية، مع ضرورة إيصال صوتنا للخارج وترجمة آرائنا حتى تتعرف شعوب الغرب على الحقائق التي قد يخفيها إعلامه عنهم.

د. عصام نصار: الفلسطينيون عاشوا في سجن كبير ١٧ عامًا

قدم الدكتور عصام نصار أستاذ التاريخ العربي المعاصر سردًا لمراحل معاناة الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 حيث عمل الصهاينة على إقامة دولة لهم بناء على وعد بلفور دون أن يراعي أيًا من كان له يد في ذلك الأمر، هذا الشعب صاحب الأرض، والذي تم تهجيره ليحل محله المحتل الإسرائيلي، حتى أضافت نكسة ٦٧ أزمة جديدة للفلسطينيين وما سمي وقتها بالنزوح، إلى أن وصلنا إلى فصل جديد من المعاناة، ليشهد الشعب الفلسطيني مرحلة أكثر وحشية، خلال الفصل العنصري الذي تعمد المحتل جعله بمثابة خانق جديد للفلسطينيين، ما جعل الشعب الفلسطيني يعيش في سجن كبير يسمى قطاع غزة، الناس فيه ممنوعون من الخروج، ومحكومون بما يجود به المُحتل، فيعاني أكثر من مليوني فلسطيني من عدم توافر مقومات الحياة على شريط ضيق من الأرض التي سمح بها المحتل، ما جعلها أكثر منطقة مكتظة في العالم. ولفت نصار إلى أن ما يميّز الأحداث الأخيرة أنها جعلت العالم يتذكر القضية الفلسطينية وما يعانيه هذا الشعب على مدار سنين عديدة، ذلك بعد أن كان نسي الكثيرون قضية هذا الشعب الذي لم تتوقف معاناته رغم توقف من يناصرونه، فالقتل كان مستمرًا والمداهمات يومية، ورغم أن حصار الشعب الفلسطيني كان كبيرًا لأعوام طويلة إلا أنه كان خانقًا على مدار الـ ١٧ عامًا الأخيرة.

بابكر عيسى: تحية لقناة الجزيرة التي كشفت الأكاذيب

حول الآلة الإعلامية التي استخدمتها إسرائيل قال الإعلامي بابكر عيسى في مداخلة له: في البداية يجب أن ننحني إجلالًا لأرواح الشهداء الذين سقطوا نتيجة الغدر، الذين ضحوا بأنفسهم لكشف الكثير من الحقائق التي تعامى عنها العالم لسنوات طويلة، مشيرًا إلى أن المقاومة استطاعت أن تبرز صورة حقيقية للجيش الذي تم الترويج له على أنه لا يُقهر، ووضح جليًا اعتماد الجيش الإسرائيلي على أكاذيب لا تستند إلى أي وجه من الحقيقة، حيث التضليل الإعلامي والكذب، لترويج قصص غير حقيقية من أجل كسب تعاطف زائف، من مناصرين لهم في كل الأحوال، ودلل على ذلك بالمقولة الأمريكية الأخيرة: «لو لم تكن هناك إسرائيل لأوجدناها» ما يدل على إصرار دعم إسرائيل في كل الظروف، وقال عيسى: على الرغم من ذلك فإن الدرس الذي قدمته فصائل المقاومة والذي مفاده أنه لا يضيع حق وراءه مُطالب لا يمكن أن يمحوه أحد، مهما تفننوا بالأكاذيب الإعلامية، وفي ختام كلمته وجه تحية لقناة الجزيرة التي أبرزت مشاهد حقيقية توضح زيف من قصدوا إخفاء الحقائق وتغييب الشعوب.

د. خليل العناني: المقاومة حققت إنجازات كبرى

تطرق الدكتور خليل العناني -أستاذ العلوم السياسية في جورج تاون- إلى ما استطاعت أن تحققه المقاومة الفلسطينية من إنجازات كبرى في ساعات قليلة، حركت المياه الراكدة، بعد أن عانت القضية الفلسطينية من حالة صمت اتسم بها عالمنا العربي لسنوات، وأضاف: نحن أمام حالة من الإعجاز حققتها المقاومة في ظل إمكانيات قليلة، وأحرجت بها المُحتل الإسرائيلي الذي تحققت له قوة وصلت لتصديره تكنولوجيا عسكرية شهد لها العالم، ونوه إلى أن أكثر ما ميز هذه الحرب، كونها تعد الأولى هجوميًا من الجانب الفلسطيني على الأرض المُحتلة، وقال إن ما يؤكد القوة والعزيمة للفلسطينيين في هذه الحرب، طلب المحتل الإسرائيلي للمساعدة بعد ٦ ساعات فقط من بدء الهجوم عليه، لافتًا إلى أن هذا الأمر يؤكد أيضًا اعتماد إسرائيل على محاولات تفخيم قدراتها، مشيرًا إلى أن قوتهم ترجع للمساعدات العسكرية الأمريكية المُستمرة والدعم غير المحدود الذي يضمن التفوق النوعي لإسرائيل، وفي ختام حديثه أكد أن من ضمن ما تجلى من وراء هذا الحرب استحضار الدين اليهودي في حديث من تدخلوا بالتصريحات حول الحرب الحاصلة اليوم، رغم أن العرب يتحرجون دائمًا من ذكر الدين في هذا الصراع، وهو ما يكشف الكثير مما يحمله جوهر هذا الاحتلال.

د. محمد المسفر: مؤامرة عالمية تحاك ضد العالم العربي

قال الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر: لا أجد كلمة في قاموسي اللغوي تساعدني في شرح ما يحدث في فلسطين الآن، وكل الكلمات التي يمكنها أن تعبر يكتظ بها الكثير من الحزن والحسرة. وأضاف: لا أريد أن أخوض في التاريخ لكني سأقفز إلى ما يحدث حاليًا، وأركز على ضرورة اتخاذ مواقف إيجابية من الدول العربية، دون الاكتفاء بترديد مناشدات للكف عمَّا يُمارس ضد هذا الشعب الذي عانى ويلات الاحتلال لسنوات طويلة، ولفت إلى أن الأمر أصبح مؤامرة عالمية تحاك ضد العالم العربي دون أن نجد حالة الاستنفار التي تلائم ما نراه بأعيننا يتزايد يومًا بعد الآخر.

 

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X