كتاب الراية

لماذا؟.. إبادة الأطفال لا تُحرّك الأفئدة والوجدان

هل أصبح قتلُ الأطفال في غزة حدثًا مألوفًا للعيان، في عالم اختلّت فيه موازين العدالة والأمان؟ وأصبحت حقًا مشروعًا لبعض القوى تتغاضى عن مُلاحقته قوانين الشرعية الدولية، وتتجاهلُه المُنظمات الأممية المُنادية بحقوق الطفل والإنسان، نعيش عالمًا تسودُه ازدواجية المعايير وغلبة المصالح الدولية، أين دعاةُ حقوق الطّفل، والمنظمات الأممية التي تصدح ليلًا ونهارًا بضرورة تطبيق هذه الحقوق، وضرورة التقيّد باتفاقية حقوق الطفل المُوقعة من قبل (197) دولة، والتي من أهم بنودها حق الطفل في الحياة والبقاء والنماء، ليتمكن من العيش بسلام؟.

أين كل هذه الدول من المجازر الدموية التي يرتكبها جيشُ الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين العُزل من الأطفال والنساء والشيوخ؟.

لقد بلغ عددُ الأطفال الشهداء في غزة وفقًا لمسؤول باليونيسيف (700) طفل، عدا غيرهم من المصابين بجروح وحروق بليغة والذين بلغ عددهم (1600) طفل منذ اندلاع الأحداث في 7 أكتوبر الجاري، والأعداد آخذة في التزايد، الوضع كارثي في غزة يا بني الإنسان، مبانٍ تتهدّم على رؤوس ساكنيها وهم نيام، قنابل حارقة تُقذف على الأحياء السكنية المأهولة بالسكان، صواريخ موجهة لقتل الأبرياء دون أدنى اعتبار، وحشية وغدر وانتقام، ضحايا هذا العدوان معظمهم أطفال أبيدوا بغارات غاشمة وهم نيام.

ما ذنب هؤلاء الأطفال ليُبادوا تحت أنقاض الأسقف والجدران بالنيران، حتى الأجنَّة في بطون الأمهات لم تسلم من غدر الاغتيال.

هل تحجرت الضمائر، وصدأت القلوب، وعميت الأعين عن رؤية ما يجري على أرض غزة؟ أين مؤسسات المُجتمع الدولي من مشاهد العنف والتنكيل الموجهة ضد الأطفال، والمتداولة عبر وسائل الإعلام الحُر، وفيديوهات الصحفيين الأحرار، وفرق الإنقاذ التي تَصِلُ الليلَ بالنهار لإنقاذ الأرواح البريئة من الموت تحت الركام.

صور تهز الوجدان، أجساد غضة بريئة لأطفال في مختلف الأوضاع، بعضهم مدفون جسدُه تحت الركام وبعضهم ملطخٌ جسدُه بالدماء، وعيناه مُغْمَضتان، ومنهم من يبحث عن أهله بين الركام، ومنهم من لا يدري هل هو في عتمة الليل أم في وضح النهار من هول ما يشاهده من تدمير انعدمت فيه المشاعر والخشية من الرحمن.

سقطت الأقنعة يا من تنادون بحقوق الطفل والإنسان، إبادة أطفال غزة وصمة عار سيُسجلها التاريخ الإنساني بمِداد من دماء الشهداء الأبرار عبر العصور والأزمان «لكم الله يا أطفال غزة» ولنا البشرى في قوله سبحانه وتعالى «وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ» آل عمران: «126».

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X