مطلوب تعديل أوقات عمل المكتبات العامة
افتتاح المكتبات في الإجازات والفترات المسائية يستقطب القراء

الدوحة – أشرف مصطفى:
أكد عدد من المختصين وأمناء المكتبات العامة التابعة لوزارة الثقافة أن هناك تراجعًا في نسب الإقبال على المطالعة بالمكتبات، وأرجعوا ذلك لعدة أسباب، جاء في مقدمتها تغلب الوسائل التكنولوجية التي تقدم المعلومة بطريقة أسهل من الكتاب وتزامن مواعيد عمل المكتبات مع دوامات الطلاب والموظفين وطالبوا بأن تفتح المكتبات العامة أبوابها في الإجازات الأسبوعية، وإتاحة فترات مسائية للجمهور، كما قدموا نصائح للأسر من أجل جعل أطفالهم ينجذبون للقراءة.
ورغم أنهم أجمعوا على أن القراءة بالطريقة التقليدية لم تعد تلك العادة المُفضلة والمُمتعة لدى الكثير من الناس، إلا أنهم أكدوا على أن مطالعة الكتب الرقمية لن تستطيع إزاحة الكتاب الورقي الذي ما زال يعد المصدر الأساسي لجلب المعلومة المؤكدة والصحيحة، وقالوا في تصريحات خاصة لـ الراية إنه في ظل الإحصائيات المُرعبة الصادرة حول تراجع مطالعة الكتب، فإن المكتبات يقع عليها عاتق جذب القراء، وفي هذا السياق رصدوا عددًا من المتطلبات التي تحتاج إليها المكتبات العامة لتقديم خدماتها بصورة أفضل، من أبرزها ضرورة توفير خدمة الوصول للكتاب بطريقة تكنولوجية، وربط كل المكتبات التابعة لوزارة الثقافة ببعضها بعضًا ومن ثم البحث عن الكتاب بطريقة الفهرس من خلال العنوان أو المؤلف ورقم التصنيف، مع تنظيم أمسيات ومحاضرات ومسابقات بما يعد عامل جذب مهمًا للجمهور.
عبد الكريم الحميدي: معلومات الإنترنت ناقصة ولا غنى عن الكتاب
يقول السيد عبد الكريم سعد الحميدي -أمين مكتبة الخور العامة- رغم أن القراءة لم تعد تلك العادة المُفضلة والممتعة لدى الكثير من الناس وذلك بعد أن حلّت محلها وسائل تكنولوجية أخرى قدّمت المعلومة بطريقة أسهل من الكتاب الذي يتطلب تركيزًا بشكل أكبر، إلا أن أي وسيلة معرفية لم تستطع أن تزيح الكتاب الورقى نهائيًا حيث سيظل كل طالب للعلم والثقافة يدرك قيمة الكتاب الورقي لأسباب عدة.
ونوه إلى أن المكتبة لاتدّخر جهدًا في محاولات جذب الأطفال للقراءة من خلال عدد من الوسائل، كما نحرص على توفير الكتب التي تحظى بإقبال رواد المكتبة.
وعبر عن أمله في تغيير مواعيد دوام المكتبات العامة للصالح العام، بحيث تستطيع جذب عدد أكبر من الرواد، إذا ما وفّرت خدماتها في أيام إجازات المدارس .وشدد على ضرورة التنويه بأن المعلومات التي يعتمد عليها الطلاب من خلال الإنترنت ناقصة وغير مؤكدة وهو ما يحتاج للبحث والاطلاع، في المصادر الورقية.
لذلك نحرص دائمًا على أن نعلّم أبناءنا مهارات البحث والمطالعة من خلال الكتب، منوهًا أن للإنترنت دورًا لا يمكن الاستغناء عنه لكنه يقتصر فقط على التعريف ببعض الكتب، وأشار الحميدي إلى أن مكتبة الخور العامة افتُتحت عام 1979 وتُعتبر أول مكتبة فرعية تُفتح في قطر بعد دار الكتب القطرية، وهي تحتوي على ما يقارب 40 ألف عنوان باللغة العربية تغطي جميع المجالات بالإضافة إلى 4 آلاف عنوان بالإنجليزية.
ريم الخاطر: تنظيم فعاليات للقراءة بالتعاون مع مدارس الوكرة
أكدت السيدة ريم سيف الخاطر -مديرة مكتبة الوكرة العامة- أهمية حث أولياء الأمور لأبنائهم على زيارة المكتبات والاستفادة من التنوع المعرفي الذي توفره الكتب الموجودة بها، وقالت: إن مكتبة الوكرة العامة مفتوحة للجنسين من جميع الفئات، والإقبال عليها كبير في جميع الأوقات سواء وقت الدراسة أو الإجازات، ويستفيد روادها من استعارة الكتب أو القراءة داخل القاعات، وفق إجراءات العمل بالمكتبة. ولفتت إلى أن مكتبة الوكرة العامة تقدم العديد من الأنشطة والفعاليات التي تستهدف المدارس كتنظيم زيارات لتعريف الطلاب بالمكتبة وأقسامها المُتاحة، كما تنظم ورشًا منوعة لحث الطلاب على القراءة والاستفادة من وجود المكتبات العامة، ونوهت إلى أن ثمة تعاونًا مستمرًا بين المكتبة والمدارس من أجل تفعيل الأيام العالمية كيوم الكتاب وأسبوع القراءة، فضلًا عن تقديم ورش لمسؤولي مصادر التعلم من المدارس بمقر المكتبة. وأشارت إلى أن مكتبة الوكرة التي تأسست عام 1985 يصل عدد الإصدارات بها إلى 37 ألف كتاب بالعربية و2500 بالإنجليزية في كافة العلوم والتخصصات. وأكدت الخاطر أن المكتبات عمومًا لها دور كبير في تنمية روح الشخص ودفعه للقراءة، إلى جانب المُساهمة في حفظ التاريخ وتوفير المعرفة بالاكتشافات وزيادة الثقافة المُجتمعية.
نورة المناعي: مواعيد العمل أكبر عائق أمام المكتبات
أشارت نورة المناعي مديرة مكتبة الخنساء للنساء، إلى أن المكتبة تعد ركنًا هادئًا للمرأة وبيئة حاضنة للطفل، وقالت إن العمل في مكتبة الخنساء يتم وفق استراتيجية تعمل على جذب رواد المكتبة من الأطفال والنساء عبر التعاون مع عدة جهات، وإعداد ورش ومسابقات، مع اللجوء إلى وسائل التواصل مع أصدقاء المكتبة، ونوهت إلى أن أكثر المُعيقات في عمل المكتبة هي مواعيدها التي تتلاقى مع مواعيد دوامات الطلاب والموظفين، مؤكدة أن المكتبة إذا ما فتحت أبوابها في أوقات الإجازات الأسبوعية، وعملت في توقيت مسائي ستجذب عددًا كبيرًا من الجمهور، خاصة أنها توفر العديد من الكتب الهامة للمرأة والطفل وطلاب المدارس والجامعات وربات البيوت والمُهتمات والباحثات، وأشارت إلى أن المكتبات عمومًا تعد عنصرًا رئيسيًا في تطور المجتمعات الثقافية والحضارية، وتعد معبرًا عن ثقافة المجتمع، وأشارت إلى أن مكتبة الخنساء تأسست عام 1981 وبها 71 ألف كتاب ما بين كتب عربية وأجنبية وقصص للأطفال.
إبراهيم الحسيني: توفير خدمة الوصول الإلكتروني للكتاب
قال السيد إبراهيم الحسيني -مشرف قاعة بمكتبة الشمال- أن التطور التكنولوجي عمل على تعطيل دور الكتاب نوعًا ما بعد أن زاحمته وسائل معرفية أخرى، حيث أصبح من السهل أن يطلع الباحث على المعلومة التي يريد معرفتها في ثوانٍ معدودة، ولكن هذا النوع من المعرفة لا يُغني عن الثقافة التي تأتي من الكتاب وتركَز في الأذهان بعد أن يتعب الباحث عليها. وطالب الحسيني بتحقيق العديد من الآليات لإعادة المكتبات العامة للكثافة التي كانت عليها ، وتوفير خدمة الوصول للكتاب بطريقة تكنولوجية، حيث يتم ربط كل المكتبات التابعة لوزارة الثقافة ببعضها بعضًا ومن ثم البحث عن الكتاب بطريقة الفهرس من خلال العنوان أو المؤلف ورقم التصنيف.