اخر الاخبار

اليوم العالمي للتراث السمعي البصري.. مناسبة لرفع الوعي بأهمية الوثائق والمواد السمعية البصرية

الدوحة – قنا:

يحتفي العالم، في السابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، باليوم العالمي للتراث السمعي والبصري.
ويهدف اليوم العالمي للتراث السمعي البصري إلى إحياء ذكرى اعتماد المؤتمر العام في دورته الحادية والعشرين، في العام 1980، التوصية بشأن حماية الصور المتحركة وصونها. حيث يقدم اليوم العالمي الفرصة لرفع مستوى الوعي بشأن الحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة والإقرار بأهمية الوثائق والمواد السمعية البصرية، إذ تحمل محفوظات التراث السمعي والبصري في طياتها حكايات عن أشكال حياة الأشخاص وثقافاتهم في جميع أنحاء العالم.. كما تمثل تراثا ثمينا يؤكد ذاكرتنا الجماعية، وكذلك مصدرا قيما للمعارف باعتبار أن هذه المحفوظات تجسد التنوع الثقافي والاجتماعي واللغوي في المجتمعات.
وتساعد محفوظات التراث السمعي والبصري على النضوج وفهم العالم الذي نتشاركه جميعا. وبالتالي فإن الحفاظ على هذا التراث وضمان أن يبقى في متناول الجمهور والأجيال القادمة هدف هام لجميع المؤسسات المعنية بالذاكرة بالإضافة إلى عامة الجمهور.
وفي قطر، تقوم مكتبة قطر الوطنية بجهد كبير في حماية التراث السمعي والبصري، من خلال برنامج حماية والذي يقوم بتدريب المسؤولين عن التراث السمعي والبصري ليس في مكتبة قطر فحسب بل في المنطقة العربية والشرق الأوسط، باعتبارها مركزا للاتحاد الدولي للمكتبات /الإفلا/.
وفي هذا الصدد، قالت مريم المطوع، رئيس قسم الإتاحة في المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: “بمناسبة اليوم العالمي للتراث السمعي البصري، ندرك في مكتبة قطر الوطنية القيمة الهائلة لتراثنا السمعي البصري بالنسبة لجميع القطريين وكافة سكان منطقتنا”.
وأضافت: “مع بلوغنا لحظات فارقة في تاريخ الإنسانية، أصبحت حماية هذه الكنوز التي لا تقدر بثمن ضرورية أكثر من أي وقت مضى”.
وتابعت مريم المطوع قائلة: “لقد عملنا بجد لأكثر من عقد من الزمن، وحتى قبل افتتاح المكتبة، على رقمنة هذه المواد وإتاحتها من خلال المستودع الرقمي ومكتبة قطر الرقمية باستخدام أحدث التكنولوجيا المتوفرة”، مؤكدة أنه بالحفاظ على هذا الجانب الدقيق من تراثنا، “فإننا نصونه ونحميه لفائدة أولئك الشغوفين بالتاريخ والتقاليد والمقاطع الصوتية والقصص في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج، وكذلك نحافظ عليه للأجيال القادمة، مما يتيح لهم اكتشاف وفهم أسلافهم وتعلم تقاليدهم”.
من جهة أخرى، فإن للجهود الفردية والشخصية دورا كبيرا في حفظ وصون التراث السمعي البصري، إذ يدرك المقتني القطري دوره الطلائعي في هذا المجال، ويقدر ما بين يديه من كنوز.
وفي هذا الصدد، قال السيد كمال ناجي، صاحب متحف خاص متخصص في المقتنيات المتعلقة بالسمعي البصري، في تصريح مماثل لـ/قنا/، إن التراث إرث إنساني عالمي مشترك ما بين شعوب العالم.. بدليل أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم /اليونسكو/ تعنى به، إذ من حق أي فرد الاطلاع على هذا التراث ومعرفة تاريخه، وهو ما يتسنى لنا بزيارة المتاحف الوطنية للدول التي نسافر إليها، وأيضا حرص المسافر أن يجلب معه مقتنيات خاصة للبلد التي زارها.

وخصص محمد ناجي غرفة كبيرة من بيته أضحت متحفا مصغرا متخصصا، وظب فيها مقتنياته المتعلقة بالسمعي البصري، بدءا من /الحاكي (الفونوغراف)/ الذي اخترعه العالم الأمريكي توماس أديسون عام 1887، ويمتلك نسخة مصنوعة في العام 1900، ومرورا بالكاميرات القديمة وآلات الفونوغراف والعرض السينمائي والفيديو وآلات التسجيل (الكاسيت)، وغيرها الكثير.
ونظرا لشغفه وحبه لهوايته التي نمت معه منذ الصغر، فإنه عندما يتابع شريطا مصورا أو يستمع لتسجيل صوتي، فإنه يعيده للأيام الخوالي.
وأكد أن الاختراعات المتعلقة بالمجال السمعي البصري، وخصوصا في بداياتها قبل أن يلحق بها التطوير والتجديد بشكل متسارع في العقود القليلة الماضية، تدل على عظمة الإنسان وعبقريته، حيث إنها كانت في البداية مجرد فكرة.
وبيّن كمال ناجي بهذا الخصوص، أن المؤرخين المعاصرين أوضحوا في كتبهم، أن مخترعا مثل توماس أديسون الذي قام بأكثر من 200 تجربة في اختراعه لبعض الأجهزة، أنه كان مع كل فشل يزيد إصرارا، ويعتبر ذلك نقطة البداية فإنه لم ينطلق من الصفر، بل بنى على ما وصل إليه من سبقوه، ممثلا لذلك بالكاميرا التي قدح شرارة اختراعها الأولى عالم البصريات المسلم الحسن بن الهيثم صاحب كتاب /المناظر/، وكانت تسمى بـ/القمرة/، ونظرا لأن حرف القاف لا يوجد في اللغات اللاتينية، فإنهم ترجموها بـ/كاميرا/
ولفت إلى أن العديد من الأشخاص يقصدونه من أجل تلبية شغفهم في رؤية تسجيلاتهم على الآلات السمعية البصرية القديمة، وتحويلها إلى الصيغ الحديثة من أجل سماعها ومشاهدتها. وحفظها وصونها من الاندثار، منوها في الوقت نفسه، بأن شعورهم لا يكاد يوصف عندما يرون بأم أعينهم تاريخهم وذكرياتهم.
إلى ذلك أثنى كمال ناجي على ما تقوم به بعض الجهات في الدولة التي تشجع المقتنين وأصحاب المتاحف الخاصة، من قبيل متاحف قطر التي دأبت منذ سنوات على تنظيم معرض /مال لول/، كاشفا بأنه تلقى دعوة للمشاركة في النسخة الرابعة من المعرض التي ستنظم في ديسمبر المقبل وتستحضر ذكريات ألعاب الفيديو في التسعينيات، وكيف حافظ مقتنو الألعاب من خلال مقتنياتهم على ذكريات من فترة زمنية تعد مثيرة وهامة في مجال ألعاب الفيديو.
تجدر الإشارة إلى أن الدورة الثالثة والثلاثون للمؤتمر العام لليونسكو، اعتمدت القرار 33 م/53 لإعلان 27 أكتوبر يوما عالميا للتراث السمعي البصري، وذلك بمناسبة قيام الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام في عام 1980، باعتماد توصية صون وحفظ نقل الصور.
وسيتم الاحتفال باليوم العالمي للتراث السمعي البصري لعام 2023 في 27 أكتوبر تحت شعار /نافذتك إلى العالم/. يعد هذا الاحتفال مبادرة رئيسية لليونسكو والمجلس التنسيقي لجمعيات المحفوظات السمعية والبصرية (CCAAA) لتكريم المتخصصين في مجال الحفاظ على السمعي البصري والمؤسسات التي تحمي التراث للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X