كتاب الراية

خربشات قلم.. السلام المفقود

السلامُ هو حالة من الانسجام والهدوء وغياب الصراع، وحالة يتعايش فيها الأفراد أو المجتمعات أو الأمم بسلام، ويحترم كل منهم حقوق الآخر، وإن تحقيق السلام غالبًا ما ينطوي على تعزيز العدالة والمساواة والتعاون بين الأفراد والمجتمعات.

شمسُ السلام تكادُ تغيبُ عن بعض شعوب العالم وعلى رأسها منطقتنا العربية التي لم ترَ نورها منذ فترة والسببُ يعود أن هنالك مُعيقات تجعل من تحقيق السلام أمرًا صعبًا:

  1. المصالح المتضاربة، بين الدول أو المجموعات المُختلفة أو الأفراد تؤدي إلى التوترات والصراعات.
  2. الصراع على السلطة يؤدي السعيُ والسيطرةُ والهيمنةُ عليها إلى خلق صراعات، حيث يسعى البعض إلى تأكيد نفوذهم على الآخرين.
  3. عدمُ المساواة والظلم يولّد الاستياء وتأجيج الصراعات، حيث قد تسعى الفئات المُهمشة إلى معالجة مظالمها.
  4. يمكنُ أن يساهمَ التنافس على الموارد المحدودة، مثل الأراضي أو المياه أو الطاقة، في نشوب الصراعات، خاصة في المناطق التي تندُر فيها الموارد.
  5. الانقسامات التاريخية أو العرقية أو الدينية طويلة الأمد قد تخلقُ صراعات عميقة الجذور يصعب حلُّها.
  6. الافتقار إلى التواصل الفعال يؤدي إلى سوء الفهم وسوء التواصل، والفشل في الانخراط في حوار هادف، وإلى إدامة الصراعات وإعاقة الحلول السلمية.
  7. العوامل الجيوسياسية والنزاعات الإقليمية والمصالح الاستراتيجية بين الدول تساهم في الصراعات الإقليمية وتعطيل السلام العالمي.

وتتطلبُ معالجةُ هذه القضايا المُعقدة بذلَ جهود متواصلة على مستويات مُتعددة، بما في ذلك الدبلوماسية، وحل النزاعات، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتعزيز الحوار، وتعزيز التعاطف والتفاهم بين المجموعات المتنوعة. إنه تحدٍ مستمر يتطلب الالتزام الجماعي والتعاون من جانب الأفراد والمجتمعات والأمم في جميع أنحاء العالم. في حين أن تحقيق السلام العالمي هو هدف مثالي، فإن التنبؤ بيوم محدد يكون فيه العالم كله في حالة سلام أمرٌ صعب، لأن تحقيق السلام عملية مُعقدة ومستمرة تعتمد على عوامل مُختلفة، بما في ذلك تصرفات وخيارات الأفراد والمُجتمعات والأمم، ولكن يمكن للجهود المبذولة لتحقيق السلام أن تُسفر عن نتائج إيجابية، وقد حدثت تطورات كبيرة في تعزيز السلام وحل النزاعات عبر التاريخ، وقد لعبت المنظمات الدولية، والمفاوضات الدبلوماسية، والحركات الشعبية، ومبادرات بناء السلام أدوارًا حاسمة في تخفيف الصراعات وتعزيز التفاهم.

ورغم أننا لا نستطيع التنبؤ بيوم محدد يتحقق فيه السلام العالمي، فمن المهم أن نظل متفائلين، وندعم جهود بناء السلام، ونعمل على خلق عالم أكثر سلامًا بقدراتنا الخاصة، إن كل خطوة إيجابية نحو السلام، مهما كانت صغيرة، تساهم في تحقيق الهدف الأكبر المُتمثل في عالم أكثر انسجامًا وسلامًا.

 

[email protected]

@LolwaAmmar

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X