فحص جينومي لحديثي الولادة في سدرة للطب
فحص التركيب الجيني الكامل لـ 2000 طفل بالمرحلة الأولى
توفير رؤية أكثر شمولًا للصحة الوراثية للطفل

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:
كشفت الدكتورة أميرة الشبيب عقيل الباحثة الرئيسية في قسم الطب الدقيق في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، أن سدرة للطب يخطط لإطلاق برنامج بحثي للفحص الجينومي لحديثي الولادة.
وأكدت الدكتورة أميرة عقيل أهمية البرنامج في الكشف عن الأمراض الوراثية الجينية وكيفية التعامل معها أو الوقاية منها مستقبلًا حيث سيساعد البرنامج في تشخيص بعض الاضطرابات الوراثية والوقاية من حدوثها، فضلًا عن المساعدة في الأبحاث في مجال الطب الجيني والطب الدقيق.
وأضافت إن برنامج التسلسل الجيني للفحص سيبدأ بمرحلة تجريبية بحثية أولية، مما يضع حجر الأساس لمبادرات أوسع تسخر علم الجينوم لتقييم مخاطر الأمراض الوراثية والتدابير الوقائية، موضحة أنه سيتم تنفيذ ذلك بالشراكة مع مركز أبحاث صحة المرأة بمؤسسة حمد الطبية وبرنامج قطر جينوم.
وأكدت أن المشروع التجريبي الذي يستمر مبدئيًا لمدة عامين يهدف إلى فحص ما يقرب من 2000 طفل حديث الولادة ولدوا في مركز سدرة للطب بالإضافة إلى مركز صحة المرأة والأبحاث لأمراض معينة منها درجة الخطورة للإصابة بداء السكري من النوع الأول، موضحة أن موافقة الوالدين ستكون مطلوبة حتى يتمكن أطفالهم من التسجيل في هذه الدراسة البحثية.
ولفتت إلى أن برنامج تسلسل الجينوم يتضمن كشف الحمض النووي الكامل للكائن الحي، بما في ذلك جميع جيناته، موضحة أن الطب الجينومي والوراثي يعد بمثابة الرابط الحيوي الذي يربط الأفراد الذين يعانون من اضطرابات وراثية بالعلاجات المخصصة والدعم لإدارة حالاتهم.
وأضافت إن الاضطرابات الوراثية المتعلقة بالأعصاب والتمثيل الغذائي وأمراض الدم ومجموعة من أمراض أخرى تعد أكثر شيوعًا بين الأطفال في قطر موضحة أن مركز سدرة للطب يعمل بشكل وثيق مع الباحثين للنظر في نهج الطب الدقيق لعلاج مثل هذه الحالات بهدف الكشف عن أسبابها وطرق علاجها وكيفية التدخل في التوقيت المناسب من أجل الوقاية أو العلاج أو حتى إدارة الحالة بأسلوب عملي وصحي دقيق يمنع تفاقمها.
وأكدت الدكتورة أميرة عقيل أن مركز سدرة للطب، باعتباره مستشفى رائدًا للأطفال ومؤسسة بحثية متخصصة في علم الجينوم والطب الجيني، يقدم جميع الموارد اللازمة لإطلاق برنامج الفحص الجيني الجديد الذي لا شك سيكون إضافة قوية لخدمات الأطفال ليس في قطر فقط بل في المنطقة بأسرها إذ سيكون له تأثير كبير في الكشف عن الاضطرابات الوراثية وعلاجها والوقاية منها، فضلًا عن المساعدة في الأبحاث.
وأشارت إلى أن سدرة للطب يمتلك البنية التحتية اللازمة لتنفيذ البرنامج، موضحة أنه في الواقع تقوم وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة بالفعل بفحص الأطفال المولودين بأمراض لفهم الحالة الوراثية لأمراضهم، والتدخل بالعلاج المناسب.
وأكدت أن الفحص الجيني يتجاوز الاختبارات التقليدية حيث إنه يفحص التركيب الجيني الكامل للطفل، ويبحث عن مجموعة واسعة من الاختلافات الجينية وعوامل الخطر المحتملة لمختلف الأمراض كما يوفر الفحص الجينومي رؤية أكثر شمولًا وشخصية للصحة الوراثية للطفل، مما يتيح الكشف المبكر عن مجموعة واسعة من الحالات ويسمح بوضع خطط وقائية أو علاجية متخصصة.