المنبر الحر

الأجهزة الذكية وأثرها على أطفالنا

بقلم/ مفيد عوض حسن علي:

هنالك الكثير من الأمهات، وحتى تتمكن من أداء واجبات بيت الزوجية، تقوم بإشغال طفلها الذي لم يبلغ الثالثة من عمره، فتقوم بإعطائه جهاز الموبايل لينشغل به ويلعب ويمرح، ولكنه لا يدري مدى خطورة هذا الجهاز وتأثيره عليه وعلى مستقبله، فقط عليه أن يلهو ويلعب، في حين أن بعض الأمهات يعلمن بخطورة تلك الأجهزة على أبنائهن ومستقبلهم والبعض الآخر منهن لا يعلمن بهذه الأشياء لجهلهن، ويكفيها أن تلهي طفلها بما يُسكته ويلهيه عنها، وقد يستغرقُ الطفل ساعات وساعات عديدة في اللعب، فقد أثبتت الدراسات أن هذا الطفل الذي يمارس اللعب بالأجهزة الذكية ومنها الهاتف المحمول والآي باد، تؤثر هذه الأجهزة على دماغه تأثيرًا شديدًا وتقلل ذكاءه، وأيضًا قد تؤدي حالةُ العزلة التي يقضيها أو يستغرقها في اللعب إلى الانطوائية والخجل وعدم التركيز وأحيانًا كثيرة تؤدي إلى مرض التوحد.

أيتها الأم اشغلي ابنك بالأشياء المفيدة لصحته، ولا تهملي طفلك لأنك يومًا ما ستندمين وتعضين على إصبعك على تلك العملية والتي تعتبرينها نوعًا من التسلية لطفلك.

عزيزتي الأم عليك بتعليم ابنك الاستماع إلى القرآن الكريم، وتعليمه التلاوة والقراءة، وكل ما هو مفيد له في تلك الفترة واشغليه بما هو صالح لجسده وعقله فهذا فلذة كبدك فلماذا تجعلين من طفلك سببًا من أسباب الحياة التعيسة، ولماذا تجلبين لطفلك الأمراض بيدك ومن صنعك، ومن الآيات القرآنية التي نزلت بهذا الخصوص: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) الآية (40) من سورة إبراهيم. أي فيما معناه علينا بالاستعانة بذرياتنا والاهتمام بها وأيضًا في الآية (38) من سورة آل عمران يقول الله سبحانه وتعالى: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) وهذا دعاء زكريا لربه ومن دعاء عباد الرحمن قوله في الآية (74) من سورة الفرقان (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)، وقد يأتي اليوم الذي تتذوقين فيه ثمرة طفلك بهذا التعليم والذي هو مستقبل أطفالنا، والقرآن هو قدوتنا ومفتاح الفرج والسبيل الوحيد إلى الله سبحانه وتعالى حتى ينعمنا بما هو مفيد وصالح للمجتمع وللدولة وللأمة الإسلامية جمعاء.

[email protected]

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X