كتاب الراية

إبداعات.. إرادة وصمود الشعب الفلسطيني

نعيشُ لحظاتٍ مؤلمةً مع الأحداث السياسيّة الراهنة منذ بداية شهر أكتوبر، حيث توالى القصف الجوي وقتل المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن وهدم البيوت والمساجد والمُستشفيات والمرافق الصحية والخدمية والكهرباء والماء، ولم يترك العدو الصهيوني وسيلة إبادة جماعية إلا ارتكبها وقام بها، والعالم في لحظات الصمت والتأمل لشعب مُحاصَر سنوات طويلة.

لهذا الشعب منذ الاحتلال ١٩٤٨ مسيرة من المُقاومة الشعبية ولا يمتلك الأدوات والأسلحة كما يمتلكها الاحتلال الإسرائيلي، لا يملك سوى الحجارة والدعاء وقوة الإيمان والإرادة القوية والصمود أمام العدو بقوة إيمانية، لإيمانهم الشديد بالنصر واسترداد الأراضي الفلسطينية وفك أسر المسجد الأقصى وتحريره من دنس اليهود، ورغم كل المشاهد الواقعية للشعب الفلسطيني الذي لا يعيش حياة هادئة ولا عادية كالشعوب العربية والإسلامية الأخرى سوى الحروب والقصف والجرحى والهدم والدمار الشامل إلا أنك تجد فيهم التاريخ والحضارة والمفخرة العربية والإسلامية للصمود العربي لأصحاب قضية يعيشون من أجلها وراح ضحيتها الآلاف من الشهداء، وكل منهم على أتم الاستعداد لأن يُقدم الأكثر والأكثر من أجل الأرض الفلسطينية والكرامة العربية، ولم تجد على ألسنتهم رغم كثرة الشهداء كل يوم سوى كلمة «الحمد لله» وكلنا فداء الأقصى والأرض الفلسطينية، وتجد للطفل وكبير السن رؤية وهدفًا واحدًا، وهي إما أن نعيش بكرامة وإما أن نموت من أجل فلسطين مربوطة بالكرامة العربية والمُقدسات الإسلامية، رغم كل التحديات السياسية والاقتصادية والإنسانية المؤلمة إلا أنهم صامدون بروح الإيمان واليقين بالنصر وتحرير الأرض.

وما نراه اليوم من أحداثٍ مؤلمةٍ للشارع العربي عما يحدث بغزة من انعدام الإنسانية ومفاهيم القيم وحقوق الإنسان وشعارات كاذبة لا تخدم سوى مصالحهم الدنيوية وتحولات ثقافية وسياسية ودينية كبيرة جعلت العالم أمام علامات استفهام لما يحدث اليوم بالأراضي الفلسطينية، ولكن سنجد الإجابة فقط في سطور القرآن الكريم والسنة النبوية، وإن عدوك عدو دينك، وإن وعد الله قريب وحق.

وهذا الشعب قوي الإرادة والصمود العربي علّم قيادات وشعوب العالم المعنى الحقيقي لكلمة الوطن ومُقدساته والقيمة الحقيقية لمفاهيم الكرامة والثوابت العربية، وما يكسر الإنسان سوى غياب الثوابت الدينية والثقافية والإنسانية والوطنية، فهي التي تخلق القيمة في الإنسان العربي وتجعله يعيش شامخًا لا يهتز ولا يميل تجاه أي عواصف، وهذا ما جعل الشعب القطري، قيادةً وشعبًا، يسير على نفس النهج بالاحتفاظ بالقيم والثوابت، لم تتخلَ قطر عن دعمها للقضية الفلسطينية في كل محافلها السياسية ودعمها التنموي والاقتصادي والإنساني والتطوعي لوقف القصف وتحرير الأرض باعتبار أن فلسطين دولة عربية وعاصمتها القدس ولا يزال الحُلم العربي في خيالنا، واثقين بالله بأنه سيكون حقيقة واقعية ونصلي بالمسجد الأقصى شامخين مُنتصرين، وتحية من القلب للشعب الفلسطيني، فقد تعلمنا منك معنى الكرامة والصمود.

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X