أخبار عربية
خاطب منتدى التعاون بين كوريا الجنوبية والشرق الأوسط .. د. الحمادي:

تنامي العلاقات القطرية الكورية لمرحلة الشراكة الاستراتيجية

نائب وزير الخارجية الكوري: نسعى لعلاقات أعمق وأوسع مع المنطقة

د. عبد العزيز الحر: المنتدى تجمّع للحوار والتعاون

د. نايف بن نهار: اكتشاف الشرق لذاته بعيدًا عن الهيمنة

سفيرنا في سول: العلاقات شهدت تحوّلًا كبيرًا

الدوحة – طارق المساعفة :

أكَّدَ سعادةُ الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية، على أهميّة انعقاد الدورة ال19 لمُنتدى التعاون بين كوريا الجنوبية والشرق الأوسط في الدوحة في مدّ جسور التعاون والشراكة بين دول الشرق الأوسط وجمهورية كوريا الجنوبية، خاصةً أنَّ المنتدى حمل عنوان: «كوريا والشرق الأوسط: نحو تعزيز التعاون وترسيخ الشراكة»، وقال سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية في كلمته الافتتاحية: «نفتتح هذا المنتدى الذي تستضيفه الدوحة لأول مرّة ونحن على مشارف الاحتفال بمرور 50 عامًا منذ تأسيس العلاقات بين البلدين عام 1974»، مشيرًا إلى أن العلاقات بين دولة قطر وجمهورية كوريا شهدت تطوّرًا مستمرًّا على كافة الصعد والمستويات، وصولًا للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وأضاف: إنَّ هذا المنتدى ينعقد والمنطقة تمرّ بظروف سياسية وإنسانية صعبة تتمثّل في التدهور المستمرّ وتصاعد وتيرة الصراع على الأراضي الفلسطينية المحتلّة وإسرائيل، واستمرار القصف العشوائي على قطاع غزة، ومحاولات التهجير والنزوح القسري لشعبها المحاصر.

ووجَّه سعادته التحية والتقدير إلى الشعب الكوري والمنظمات الحقوقية في كوريا التي تنظم وقفات احتجاجية ضد ما تقوم به إسرائيل من إبادة مستمرّة للشعب الفلسطيني.

من جانبه، شدّد سعادة السيد بيونغ وون جونغ نائب وزير الخارجيّة للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الكوريّة، في كلمته، على أهمية المنتدى الذي يحمل «معنى خاصًّا لأنّه ينعقد لأوّل مرة منذ خمس سنوات في الشرق الأوسط»، وسلّط الضوء على أهمية الحوار والديمقراطية في حلّ الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأشار إلى أن بلاده تسعى إلى بناء علاقات أعمق وأوسع مع المنطقة، وخاصة دول الخليج العربي، وفي مقدمتها قطر، مؤكدًا أنه في حين ارتكزت هذه العلاقات تاريخيًا على قطاعي الطاقة والبناء إلا أنها تطورت خلال العقدين الماضيين وامتدت إلى مختلف المجالات. وقد أعرب نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية في جمهورية كوريا عن قلقه من تفاقم الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيًا إلى تضافر الجهود والسعي لوقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى.

وقد حضر المُنتدى لفيف من الشخصيات السياسية والاقتصادية والأكاديمية البارزة ورفيعة المستوى من كوريا الجنوبية ودول الشرق الأوسط، والذي عقد تحت رعاية وزارتَي الخارجية بدولة قطر، وجمهورية كوريا، وبالشراكة مع المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية ومجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، والجمعية الكورية العربية ومعهد جيجو للسلام، ومركز ابن خلدون في جامعة قطر.

واستضافت الدوحة المنتدى للمرّة الأولى منذ إطلاقه في ظلّ تنامي العلاقات والتعاون بين جمهورية كوريا ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجالات مختلفة، بما فيها السياسة والدبلوماسية والثقافة.

من جهته، أكَّدَ سعادةُ الدكتور عبد العزيز الحر، مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية، في كلمته، على متانة العلاقات بين كوريا وقطر ودول المنطقة كافة، وقال: إن القوة الحقيقية لعلاقتنا ليست محصورة في التكنولوجيا والبنى التحتية والغاز المسال، وإنّما في الروابط الإنسانية، والثقافية، والدبلوماسية، التي رعيناها على مرّ السنين، مشيرًا إلى أن الروابط هي شريان الحياة لشراكتنا، وهو ما يغذّي التفاهم والاحترام المتبادل بيننا، وأضاف: «هذا المنتدى تجمّع للحوار والتعاون ومكان تولد فيه الأفكار وتبرم فيه الشراكات، وتتطور فيه العلاقات، لذلك، فإنّ طموحاتنا لهذا المنتدى تتجاوز كونه مجرّد لقاء، ليكون حاضنًا للابتكار ومنصة لإطلاق المبادرات التي تجعلنا أكثر قربًا وأبعد نفعًا».

وشكر سعادة السيد يونغ هون كانغ، رئيس معهد جيجو للسلام، في كلمته، المسؤولين في وزارتي الخارجية بالبلدين، والمنظّمين على استضافة وتنظيم هذه الدورة، مشيرًا إلى أنّ هذا المنتدى سيكون وسيلة يمكننا من خلالها تعزيز التعاون في القطاعات الرئيسية، مثل: الدفاع والطاقة، مع توسيع نطاق التعاون أيضًا لمواجهة التحديات الجديدة.

وشدَّد د. نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون في جامعة قطر، على أهمية التعاون والتبادل الثقافي في تعزيز العلاقات بين كوريا والشرق الأوسط وشعوبهما، قائلًا: «هذا المنتدى مهمّ لأنّه يأتي في سياق اكتشاف الشرق لذاته واكتشاف العلاقات البينية بين دول المشرق وشعوبه بعيدًا عن هيمنة المركز الأوروبي».

وبدوره، قالَ سعادة السيد خالد بن إبراهيم الحمر، سفير دولة قطر لدى جمهورية كوريا: «شهدت العلاقات الثنائية تحوّلًا كبيرًا في خلال العقود القليلة الماضية في مختلف مجالات التعاون، من المجالات التقليدية، مثل: البنية التحتية والطاقة والبناء، إلى المجالات الجديدة، مثل الصناعات والزراعة الذكية والصحة والطاقة المتجدّدة والهيدروجين للتعاون في الصناعات المستقبلية والتقنيات المتقدّمة والشراكات التكنولوجيَّة والشركات الناشئة»، وأضافَ: «على صعيد العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية كوريا، لا بدّ من الإشارة إلى الحدث الهام، وهو ارتقاء البلدين بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التي ستفتح آفاقًا مستقبلية أمام القطاعات المختلفة والشرِكات للاستفادة من التنوع الاقتصادي القطري والكوري».

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X