كتاب الراية

لماذا؟.. الابتزاز النووي

حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، دلالةٌ صارخةٌ على أن جميع مواثيق حقوق الإنسان والاتفاقيات والمُعاهدات الدولية المُصادق عليها من قِبل جميع الدول الموقعة على هذه الاتفاقيات الأممية أصبحت في هذه الحرب المُستعرة حبرًا على ورق، لعجز هذه الدول عن اتخاذ قرار حاسم بوقف القصف الضاري المُتواصل ليلًا ونهارًا على غزة.

لماذا لا تقف هذه المُنظمات وقفة حازمة ضد ما ترتكبه إسرائيل في غزة من قتل مُتعمد للمدنيين؟

عدوان غاشم قُصفت فيه المدارس والمُستشفيات والمساجد والمنازل على رؤوس ساكنيها، ماذا يعني ذلك في قاموس الاتفاقيات الدولية ؟

مشاهد جثث الأطفال المُسجاة على الأرض والأخرى المُقطعة الأوصال المحمولة على الأكتاف، وعلى نقالات طواقم المُسعفين، تُظهر مدى وحشية ما يجري على أرض الواقع.

ما نراه على شاشات التلفاز يُدمي القلب ويبعث في النفس الألم والحسرة على العدوان الظالم الذي استخدمت فيه إسرائيل مُختلف الأسلحة المُحرّمة دوليًا من قنابل، وصواريخ، وطائرات مُسيّرة كبيرة، يطلق منها الرصاص على أي هدف مُتحرك على الأرض.

لقد بلغ الغرور مُنتهاه بتصريح وزير التراث الإسرائيلي مؤخرًا «بأن خِيار إسرائيل إسقاط قنبلة نووية على غزة لأنه لا يوجد فيها سوى مُقاتلين». ابتزاز نووي وتهديد يحمل في ثناياه غرورًا وعُنْجُهية أعمت أعينهم كمسؤولين عن الواقع الذي يعيشونه كمُحتلين غاصبين لأرض فلسطين. هل الابتزاز النووي الذي يُهددون به أمام العالم أجمع سيوقف الحرب الدائرة على الأرض ؟ أو سيفتح حروبًا وجبهات أخرى ؟

استراتيجية القنبلة النووية التي يُهددون بها تعني نهاية حُلمهم ومشروعهم الاستيطاني الذي كانوا يهدفون من خلاله استقطاب يهود العالم إلى فلسطين وجعلها موطنًا لهم، ألم يسألوا أنفسهم من سيُقامر بالهجرة لأرض محروقة أرضها بالإشعاع النووي المؤثر على سبل العيش فيها من ماء وهواء ونبات؟

جرائم الإبادة الصهيونية حرّكت الشعوب الحرة فخرجوا في مُظاهرات شعبية جابت الشوارع في معظم دول العالم احتجاجًا على ما يجري في غزة من إبادة جماعية للسكان المدنيين، مُطالبين بوقف عاجل لإطلاق النار. أخيرًا اكتشف العالم أجمع الوجه الحقيقي لإسرائيل الذي تدعّي فيه الديمقراطية وتُطالب في كل وقت وحين بحمايتها دوليًا، والآن تبتز العالم مُهددة بالقنبلة النووية، ما دفع بعض الدول العربية وعلى رأسها دولة قطر برفع رسائل احتجاج على هذا التهديد الصارخ الذي يُمثل عجرفةً وغرورًا ويفضح نياتهم الخبيثة في إخلاء قطاع غزة من السكان، لقد نسوا أنهم أمام أبطال عاهدوا الله سبحانه وتعالى على النصر أو الشهادة

قال تعالى «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين»، «الأنفال-30».

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X