أدخلنا كَميات من المساعدات إلى غزة رغم التحديات
شحنات متتابعة من المساعدات عبر الجسر الجوي من قطر إلى مطار العريش
نسعى لمساعدة مستشفيات غزّة على مواصلة العمل والاحتياجات ما زالت كبيرة
ندعو الجميع للمساعدة في الدعم من خلال مشاريع «فداكِ فلسطين»
أطلقنا استجابة عاجلة بكلفة 5 ملايين ريال فور تصاعد الأحداث في غزة
الهلال الأحمر القطري يعمل في 60 دولة ويمتلك بعثات تمثيلية في 14 بلدًا
المساعدات الخارجية تتركز على الإغاثة والتنمية.. ومشروعات الصحة تمثل 70%

حوار – عبدالمجيد حمدي:
أكَّدَ الدكتورُ محمَّد صلاح إبراهيم، مدير قطاع الإغاثة والتّنمية الدولية بالهلال الأحمر القطري، أنَّه يتمُ العمل حاليًا على وضع خُطط العمل والمشاريع الإنسانية والتنموية التي سيتم تنفيذُها على مدار العام المُقبل، سواءً بالنسبة لقطاع الإغاثة والتنمية الدولية، أم بالنسبة للمكاتب الخارجيَّة.
وقالَ الدكتور محمد صلاح إبراهيم في حوار مع الراية: إنَّ الهلال الأحمر القطري قام فور تصاعد الأحداث في غزة بتفعيل مركز إدارة المعلومات في حالات الطوارئ لمتابعة مستجدات الوضع الإنساني في فلسطين، حيث تمّ إطلاق استجابة عاجلة بتكلفة 5 ملايين ريال قطري كتدخل أوّلي، كما تم إرسال شحنات متتابعة من المساعدات الإنسانية عبر الجسر الجويّ من دولة قطر إلى مطار العريش في مصر. وأشارَ مُدير قطاع الإغاثة إلى أنَّه على مدار أكثر من 4 عقود ونصفٍ، من الزمن، توسَّعت الرقعة الجغرافية لعمل الهلال الأحمر القطري، لتصلَ إلى قرابة 60 بلدًا في مُختلف المناطق والقارات حول العالم، وذلك تحقيقًا لرسالته الإنسانية القائمة على صون كرامة الإنسان، أينما كان.. وإلى نصّ الحوار:
– كيف يتمّ التعامل حاليًا مع الوضع في غزّة؟ وما آليّة توصيل المساعدات؟
– منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة، تمَّ تفعيل مركز إدارة المعلومات في حالات الطوارئ لمُتابعة مستجدات الوضع الإنساني في فلسطين، وأطلقنا استجابةً عاجلة بتكلفة 5 ملايين ريال قطري كتدخل أوّلي، وبالتعاون مع صندوق قطر للتنمية، وعدّة جهات في الدولة، وآليَّة توصيل المساعدات تكون من خلال إرسال الشحنات عبر الجسر الجوي من دولة قطر إلى مطار العريش في جمهوريَّة مصر العربية.
ونجحنا حتى الآن، بالرّغم من التحديات الكبيرة، في إدخال كَميات من المساعدات إلى قطاع غزة وتوزيعها على الأشقاء الفلسطينيين المُتضررين من العدوان الجائر، بالتّنسيق مع الهلال الأحمر المصري، والهلال الأحمر الفلسطيني، ويجري العمل على قدم وساق لتوزيع الطرود الغذائية على الأُسر المتضررة، وتوريد الأدوية والمستلزمات الطبية لمساعدة المستشفيات على مواصلة تقديم خدمات الرعاية الطبية الطارئة للمرضى والمصابين.
– ولكن رغم كلّ هذا الجهد والمساعدات المقدمة، فما زالت الاحتياجات أكبر، وما زلنا في حاجة لمزيد من الدعم من جانب أهل الخير في دولة قطر، الذين ندعوهم لمواصلة فزعتهم الأخوية لمدّ يد العون للشعب الفلسطيني الشقيق، عن طريق التبرع لمشاريع «فداكِ فلسطين» على الموقع الإلكتروني للهلال الأحمر القطري، فكل دعم يتم تقديمه لأهل فلسطين قد يكون سببًا في إنقاذ حياة طفل أو امرأة أو مصاب.
خطط عمل
– ما هي الخطط التي تعملون عليها خلال الفترة المقبلة؟
– مع اقترابِ نهاية عام 2023، نعمل حاليًا على وضع خطط العمل والمشاريع الإنسانية والتنموية التي سيتم تنفيذها على مدار العام المقبل، سواءً بالنسبة لقطاع الإغاثة والتنمية الدولية، أم بالنسبة للمكاتب الخارجية.
وهناك توجّهٌ عامٌ لتعميق علاقات التعاون والشراكة مع العديد من الشركاء الاستراتيجيين، مثل: صندوق قطر للتنمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وغيرها من الجهات المانحة والمنظّمات الدولية.
والإدارة العُليا في الهلال الأحمر القطري تستعدّ للمشاركة في الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، والهلال الأحمر، والمقرّر انعقادها في جنيف خلال يومَي 11 و12 نوفمبر الجاري، والتي ستشهد إجراء الانتخابات لاختيار رئيس جديد للاتحاد خلفًا للرئيس الحالي فرانشسكو روكا.
4 عقود ونصف
– كم عدد البلدان التي يعمل فيها الهلال الأحمر القطري خارج قطر؟
– على مدار أكثر من 4 عقود ونصفٍ من الزمن، توسّعت الرقعة الجغرافية لعمل الهلال الأحمر القطري، لتصل إلى قرابة 60 بلدًا في مختلف المناطق والقارات حول العالم، وذلك تحقيقًا لرسالته الإنسانية القائمة على صون كرامة الإنسان أينما كان.
وبالتوازي مع عمل الهلال الأحمر القطري لتقديم الدعم والمساعدة والإغاثة في عدد كبير من البلدان، فإن الهلال يمتلك مكاتب وبعثات تمثيلية في 14 بلدًا، لتولي التنفيذ الميداني للمشاريع الإنسانية والبرامج التنموية في البلدان المضيفة وَفق خُطة عمل سنوية.
– ما هي نوعيَّة المساعدات التي يتم التدخل بها؟
– تتنوع أنشطة الهلال الأحمر القطري الخارجية ما بين الإغاثي والتنموي، فالتدخلات الإغاثية تشمل تقديم المساعدات المنقذة للأرواح والخدمات الطارئة للمتضرّرين من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، فعند حدوث أي كارثة، يقوم الهلال الأحمر القطري بتفعيل مركز إدارة المعلومات في حالات الطّوارئ، للتّنسيق مع مكاتبنا الخارجيَّة والجمعيَّات الوطنية الزميلة والمنظمات الدولية العاملة في البلد المتضرر، بهدف تقييم الأوضاع ونتائج الكارثة، ورصد أهمّ الاحتياجات الأساسية، ومن ثم العمل على توفير وتوزيع المساعدات العاجلة على المجتمعات الأكثر تضررًا.
أمّا المرحلة الثانية التي تلي ذلك، فهي مرحلة التعافي المبكّر من آثار الكارثة، والتي تشهد التحوّل إلى مشاريع التنمية والصمود وبناء القدرات على المستويَين: المتوسط والبعيد، حتى تسترد المجتمعات المتضررة عافيتها، وتبدأ في عملية إعادة الإعمار والعودة إلى الحياة الطبيعية.
تدخلات إنسانيَّة وتنموية
وبشأنِ نوعيَّة المشروعات التي يتمُ تنفيذُها في الخارج، قالَ الدكتور محمد صلاح إبراهيم: إنَّ مشاريع الهلال الأحمر القطري الخارجيّة تغطّي شتّى مجالات وقطاعات التدخل الإنساني والتنموي، وعلى رأسِها، بالطبع، قطاع الرعاية الصحية، الذي يمثل حوالي 70% من مشاريعِنا، ومن أمثلة هذه المشاريع، بناء وتشغيل المُستشفيات والمراكز الصحية، وتزويدها بالأدوية والأجهزة والمستلزمات والكوادر الطبية، وبناء قدرات الكوادر الطبية، وتسيير القوافل الطبية، وغيرها.
وهناك أيضًا مشاريع المياه والإصحاح لتوفير مياه الشرب النقيّة، عبر إنشاء وتشغيل محطات تنقية المياه، وحفر وتأهيل الآبار، ومدّ شبكات المياه والصرف الصحي، وتسيير صهاريج توزيع مياه الشُرب على اللاجئين والنّازحين في المخيماتِ. وكما نهتمّ أيضًا بقطاع الإيواء، سواءً الإيواء الطارئ أو الدائم على حسَب السياق الإنساني واحتياجات المستفيدين، بالإضافة إلى توفير موادّ غير غذائية، مثل: الملابس، والفرشات، والبطانيات، ووقود التدفئة، وغيرها من المستلزمات المعيشية. وبالنظر إلى أهميَّة قطاع الغذاء لمن فقدوا مقدّرات الرزق والمعيشة، نحرص على تحقيق الأمن الغذائي من خلال الحملات الموسمية السنوية، مثل: حملة رمضان، وحملة الشتاء الدافئ، وحملة الأضاحي، كما نعمل على توزيع السلات الغذائية، بشكلٍ مستمرٍ لتلبية احتياجات الأسر الفقيرة، ودعم المزارعين بالبذور والأدوات الزراعية، وحفر وتأهيل قنوات الري. ويرتبطُ بهذا النشاطِ قطاعٌ آخر لا يقلّ أهمية وهو دعم سبل كسب العيش، والذي نهدفُ من خلالِه إلى تمكين الأسر التي فقدت العائل، بمساعدتها على إقامة المشاريع الإنتاجيَّة والتجارية المدرّة للدخل، كما نركّز أيضًا على مشاريع دعم التعليم في كافة المراحل الدراسية، علاوةً على التعليم الطبي.
تعزيز التنسيق الدولي في مناطق الكوارث
وبشأنِ كيفيَّةِ التّنسيقِ في مناطقِ الكوارث للحفاظ على سلامة العاملين بالهلال الأحمر القطريّ، قالَ الدكتور محمد صلاح إبراهيم : يعملُ الهلالُ الأحمرُ القطريُّ كجزء من الحركة الدوليَّة للصليب الأحمر، والهلال الأحمر، وقد وضعت مكوّنات الحركة عددًا من النقاط الهامة التي تتبعُها كوادرنا في الميدان للحفاظ على إيصال المُساعدات الإنسانيَّة وتنفيذ التدخلات المختلفة، مع ضمان سلامتهم وحمايتهم في المقام الأوَّل.
ومن هذه المعايير، التخطيط والتنسيق الجيد مع شركائنا في الميدان، لا سيّما الجمعيات الوطنية، حيث يتمُّ إعداد خطط مسبقة للتعامل مع الكوارث بالتعاون مع الجمعيَّات الوطنية الزميلة، التي تكون على دراية بطبيعة مجتمعاتِها المحليّة، ويربطنا بها تواصلٌ وثيقٌ وتنسيقٌ دائمٌ لتحديد الاحتياجات والأدوار والمسؤوليات.
كما تشمل المعايير التوعية والتدريب، حيث يتم تدريب الكوادر الإغاثية والإشرافية الميدانية على معايير الأمن والسلامة، لتزويدهم بالمهارات الضرورية للتعامل مع الحالات الطارئة، مثل كيفيّة التصرّف في مواقف الخطر للحفاظ على حياتهم وضمان سلامتهم.
كما تتضمّن المعايير، التعاونَ والتنسيق مع الجهات المحلية والدولية، حيث يتم العمل دومًا على تعزيز التعاون مع كافة الجهات الفاعلة في مناطق العمل، ومنها الجمعيَّات الوطنية والحكومات المحليّة والوكالات والمنظمات الإنسانية الدولية؛ بهدف تبادل المعلومات وضمان توفير الدعم اللازم للفرق الميدانية. وتشمل المعايير أيضًا الاسترشادَ بالمبادئ الأساسية، حيث نلتزم في كل ما نقوم به من عمل، بالمبادئ الأساسية للعمل الإنساني الدولي، من حياد وإنسانية وخدمة طوعية، فنقدّم المساعدة لكل من يحتاج لها، ونهتمّ بكل إنسان دون أي نوع من التمييز أو التفرقة، وبالتالي تكتسب كوادرنا الميدانية ثقة المجتمعات المحلية المستفيدة، كما تشمل المعايير أيضًا التقييمَ المستمر، حيث تقوم الفرق الميدانية بإجراء تقييم مستمر للاحتياجات والظروف في مناطق الكوارث، فضلًا عن استخدام الوسائل الآمنة للوصول، حيث إنَّ أمن وسلامة العاملين أولوية.