المحافظة على البيئة خلال التخييم .. واجب شرعي
يجب أن يكون التخييم إضافة للمكان وليس هدمه أو تدميره

الدوحة – نشأت أمين:
أكَّدَ عددٌ من الدعاة أنَّ الشريعة الإسلاميَّة حريصةٌ على صيانة البيئة وتركها نظيفة حتى يستفيد منها كلُّ الناس، لافتين إلى أنَّها أمرت المؤمن بأن يتقي الملاعن الثلاث، وهي: البول في ظلّ النّاس أو طريقهم أو مورد مائهم؛ لأنَّ هذا السلوك هو مصدرٌ وبيئةٌ للجراثيم، مؤكَّدين في تصريحات خاصة لـ الراية أنَّ الشريعة حريصة على كل ما يصلح الإنسان ويحفظ صحته، داعِين المخيمين إلى عدم ترك مواقع التخييم متّسخة غير واضعين في الاعتبار إمكانية العودة إلى هذه المواقع مستقبلًا. وقالوا: إن ديننا هو دعوة لرعاية البيئة وحمايتها وصيانتها، ولذلك فقد نهى النبي- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف عن قطع الشجر الذي يستفيد منه الناسُ.
شقر الشهواني: احترام الجيران في المخيّمات الأخرى
أوصى فضيلةُ الشَّيخ شقر الشهواني، المُخيِّمين بالمُحافظة على مواقع التّخييم وعدم الوقوعِ في الإسراف أو إضاعة الصّلوات، وعدم جعل هذه الفسحة من مكان للراحة والأُنس إلى مكان لجمع الذنوب والآثامِ.
وقالَ: إنَّه يجب على الإنسان المُحافظة على مكان التخييم لكي يكون أفضل مما كان عليه، وعدم رمي المخلّفات، وكذلك محاولة تنظيف المكان المحيط بنا من الزجاج والمعادن أو غير ذلك من الأشياء التي يمكن أن يقع فيها أحد الأطفال فيصاب بجروح على سبيل المثال، وأن يكون التخييم إضافةً للمكان وليس هدمًا له أو تدميره.
وعن الأخطاء التي يرتكبها بعض المخيّمِين قالَ فضيلةُ الشيخ شقر الشهواني: بعض المُخيمين قد يترك المكان متّسخًا غير واضعٍ في الاعتبار أن هذا المكان يمكن أن يعود إليه مستقبلًا.
كما نصحَ بعدم وضع أي مُمتلكات ثمينة، وألا يكون المكان مأوى للأشخاص غير الموثوق بهم، أو العمّال غير المسجّلين على كفالة المخيّم.
ونصح أيضًا صاحب المخيّم بعدم وضع مخيّمه في مكان ليس لديه تصريح به؛ لأنّه قد يكون خاصًا بشخص آخر فيدخل في مشاحنة أو خلاف معه، داعيًا أيضًا إلى احترام الجيران في المُخيمات الأخرى.
حسين الغفراني: لا ضررَ ولا ضرار
أكَّدَ فضيلةُ الشَّيخ حسين الغفراني المري، أنَّ الإنسانَ مطالبٌ بالمُحافظة على البيئة أثناء التخييم، لافتًا إلى أنَّ المولى- عزَّ وجلَّ- نهى الإنسانَ عن الإفسادِ في الأرضِ. وقالَ: إنَّ بعضَ النّاسِ قد يقومُ بقطْع أو نزع الأشجارِ مثلًا، أو عدم الاهتمام بقضيّة النظافة، أو يقوم بشبّ النّار على الأرض دون أن يكون معه « مشبّ « يوقد النار فيه، فيترك الرماد على الأرض، رغم أن هناك قاعدة فقهية تقول: «لا ضررَ ولا ضرار».
د. أحمد الفرجابي: حفظ المكان ليسهل للآخرين استخدامه
قالَ فضيلةُ الشيخ د. أحمد الفرجابي: إنَّ النّاس شركاء في المُحافظة على البيئة، وينبغي أن يشتركوا في حمايتها؛ لأنَّها هي التي تضمن صحة الإنسان وسعادته، وقالَ: إن ديننا هو دعوة لرعاية البيئة وحمايتها وصيانتها، ولذلك فقد نهى النبي- صلى الله عليه وسلم- عن قطع الشجر الذي يستفيد منه الناسُ، ونهى النبي- صلى الله عليه وسلم- كذلك عن الاستخدام السيئ للأشياء التي فيها منافع للناسِ.
وأضافَ: نهت الشريعة عن ترك الأذى في مكان الناس أو ظلّهم أو مورد مائهم، وبالتالي فإنَّ الشريعة اهتمت بهذا الجانب لمصلحة الإنسان وحمايتِه.
وقالَ: الشريعة حريصةٌ على كل ما يصلح الإنسان، ويحفظ صحته، والإنسان ينبغي عليه عندما يتعامل مع البيئة سواء كانت موردَ ماء أو ظلًا أو مكانًا يستريح فيه الناس أو طريقًا يمشون فيه أن يحافظ عليها، فالإسلام طالبنا بأن نميط الأذى وأن نحفظ هذا المكان حتى يسهُل استخدامه للآخرين، وقد انعقد مؤتمر علمي قبل عدة سنوات يتكلم عن الجراثيم والميكروبات وعن عظمة هذا الدين العظيم الذي يأمر الإنسان أولًا بأنه إذا أراد أن يقضي حاجته في البراري، فليبتعد جدًا وأن يستر فضلاتهِ.
وأكَّد أن الشريعة حريصة على صيانة البيئة وتركها نظيفة حتى يستفيد منها كل الناس، لافتًا إلى أن الشريعة تريد للإنسان أيضًا أن يكون حريصًا في تعامله، فلا يجوز للناس أن يناموا والنار مشتعلة، وقد أشار النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى أهمية التحوط من النار قبل أن ينام الإنسان، وهو ما تدعو إليه الوسائل الصحية أيضًا.
وتابعَ: كذلك اهتمت الشريعة بمسألة النظافة، ومن النظافة ما شرعه الإسلام من الوضوء، مضيفًا: إن أحد مؤتمرات الإعجاز العلمي كان يتعجب من الأعضاء التي يغسلها الإنسان لمصلحته، كذلك أمرت الشريعة الإنسان أيضًا بأن يحكم غطاء آنيته حتى لا تتسلل إليها الجراثيم، مؤكدًا أنّ الشريعة حريصة على صيانة البيئة في هوائِها وبَرّها وبحرها.