المنبر الحر

طوفان الأقصى

بقلم/ محمد أسامة المخللاتي:

من تقديرات المولى عز وجل .. العزيز الحكيم وسُننه في خلقه هي تلك اللحظات التاريخية المفصلية في حياة الأمم إذ تأتي حوادث كاشفة لتسطع فيها شمس الحقيقة لتزيل أوهام الباطل وتهدم زخارف أقواله.

فيتابع أصحاب القضية الحق سبلهم التي يسرها الله لهم، وتنكشف لأهل الفطرة السليمة أقنعة المُخادعين ليفارقوا مسيرتهم، ويتبين من طغى خطأَه، فإما عودة إلى الصواب وإما متابعة حماقة طغيانه، وطوفان الأقصى بل إعصارها هو تلك اللحظة التاريخية ليست لفلسطين وأهلها فقط بل للعالم أجمع.

فطوفان أبطال غزة الأسطوري وعزيمتهم للدفاع عن حقهم الأصيل في وجه الغاصب المتغطرس -بالرغم من الحصار الخانق المفروض عليهم وخذلان بعض إخوتهم لهم، انسياقًا وراء سراب الحل السياسي المنشود من طُغمة إسرائيل- قد أزال وهْم القوة المُتخيلة لإسرائيل وأظهر ضعفها وهشاشتها وأزال الغشاوة أمام المجتمعات الإنسانية عن وحشية أدعياء الحضارة أمام مصالحهم وأظهر وجههم القبيح، ولأول مرة نرى سقوط سطوة الإعلام الغربي المُضلل أمام جماهيرهم، وكذلك انكشفت وجوه حكوماتهم أمام التعاطي الأحمق بمخالفة ما يدعون إليه من تقييد للحريات وعدم مبالاتهم تجاه الجرائم الإنسانية المُرتكبة، كما أظهر أبطال غزة في تعاملهم الحضاري مع أسراهم التزامهم بنهج الإسلام «وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحَقَّ بها وأهلَها» في مقابل وحشية أصحاب الغاية تبرر الوسيلة ممن يدّعون التمسك بالقيم الإنسانية.

أبطال غزة أرادوا طوفانهم صيحة حق في وجه الغاصبين وأرادها الله لهم إعصار الحق يهز العالم ليستفيق من غفلته، أرادوها تذكرة لقضيتهم المُحقة وأرادها العزيز الحكيم لهم نصرًا بأن يروْا انهيار مخططات أعدائهم وفشلها فقد جاءهم الطوفان في لحظة أوهامهم بتحقيق حلمهم وفرض باطلهم على الجميع فكانت ردود أفعالهم وأفعال من والاهم المُتشنجة والمتسرعة لوقف الانهيار التي كشفوا فيها وجههم الحقيقي أمام الجميع.

طوفان الأقصى منعطف تاريخي له ما بعدَه فاللهم انصر الحقَّ وأهلَه ويسر لنا سبل نصره.

ربِّ بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرًا للمجرمين، ربِّ إما تُريني ما يوعدون ربِّ فلا تجعلني في القوم الظالمين.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X