المحليات

واحة النفس.. صفحة متخصصة في الطب النفسي

يسبب الاضطرابات والمشاكل الاجتماعية والعصبية

سوء استخدام «التواصل الاجتماعي» يهدد الصحة النفسية

إدمان المراهقين لمواقع التواصل يؤدّي إلى الانفصال الاجتماعي

كل شيء نمرُ به خلال يومنا، يؤثّر على الصحة النفسية سواء بالسلب أو الإيجاب، ولأنَّ مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت صارت جزءًا من حياتنا اليومية فأصبحت تؤثر بشكل كبير على مظاهر الصحة النفسيّة المختلفة، خاصة أنَّ استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل خاطئ من الممكن أن يتسبب في الاضطرابات النفسية، والكثير من المشاكل الاجتماعية والعقلية والعصبية، ولذلك من المهم معرفة كيفيَّة حماية الصحة النفسية من التكنولوجيا الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية استخدامها لدعم الصحة النفسية.

ففي دراسة أُجريت مؤخرًا ونُشرت في «الهيلث داي نيوز»، اكتشف العلماء أنَّ الكثير من المراهقين يعانون من اضطرابات نفسية بسبب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، من الفيسبوك، أو تويتر أو إنستجرام، وتشير الدراسة التي ُأُجريت على المراهقين فقط، إلى أنه من الصعب التكهن بما إذا كان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي هو الذي يتسبب في الأمراض النفسية، أو أن انخفاض مظاهر الصحة النفسية لدى المراهقين هو ما يدفعهم إلى إدمان مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشير الباحثون إلى أنه تمَّ إخضاع 750 طالبًا لاختبار الصحة النفسية، وأعمارهم في المتوسط حوالي 14 عامًا، ووُجد أن أكثر من ربع الطلاب يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من ساعتَين في اليوم، وحوالي النصف يقومون بالتجول في هذه المواقع لمدة ساعة أو أقل، بينما خُمس العينة يستخدمونها بدرجات متفاوتة، ووُجد أن 17% من العينة البحثية علاماتهم سيئة للغاية في اختبار الصحة النفسية. وقال نحو 13%: إنهم فكروا في الانتحار.

وهنا يحاول الباحثون أن يجدوا الرابط بين ظهور الأمراض النفسية، وبين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ووجدوا أن استخدام هذه المواقع بشكل مفرط ومبالغ فيه يتسبب في نوع من الانفصال الاجتماعي والعزلة، ويحوّل حياة مستخدميها إلى علاقات افتراضيّة، ما يؤثر على الصحة النفسية. وعند عمل بحث عن الصحة النفسية سوف نجد أن المراهقين في هذه المرحلة العمرية بحاجة إلى دعم نفسي، وأخذُ هذا الدعم من أصدقاء افتراضيين وعلاقات غربية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أمرٌ مضرٌ للغاية بالصحة النفسيةِ. وينصح العلماء والباحثون بأن يتم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متوازن وألا يتجاوز الساعتين في اليوم، كما يشير الباحثون إلى أنه كما أثّرت مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين، فمن الممكن أن تؤثر على الصحة النفسية للمرأة والأطفال والرجال، ولكن هذا ما زال قيد البحث والتجاربِ.

فهناك منظّمات تتخذ نهجًا أقلَّ إثارة للجدل من خلال أبحاث تجريها على الفيسبوك عبر جمع المعلومات عن الأشخاص من خلال «البوستات» والتغريدات وغيرها.

كما أن القدرة على التحليل السريع لكَميات كبيرة من البيانات عبر الإنترنت يمكّن من إعطاء فكرة ذات مغزى عن الحالة النفسية للأفراد والجماعات، وحتى البلدان بأكملها، ما يمكّن من تحليلها بالنسبة للوقت أو بالنسبة لأحداث معينة، وفي الآونة الأخيرة، قامت مواقع التواصل الاجتماعي بمنح مُمارسي الصحة النفسية مساراتٍ جديدةً لتوفير الدعم والعلاج لمن يعانون من الأمراض النفسيةِ.

القراءة تعزز القدرات الذهنية

تختلفُ أهميَّةُ القراءة لدى الأشخاص باختلاف ميولِهم واهتماماتهم، فمنهم من يعتبرها وسيلةً جيدةً ومفيدةً للاستمتاع بوقت الفراغ، ومنهم من يعتبرها ضرورةً ومنهجًا للحياة، إلّا أن القراءة تتجاوز حدود المتعة والمعرفة لما لها من فوائد عديدة تعود على الصحة النفسية والعقلية والقدرات الذهنية.

كما تُعد القراءة من أكثر الأنشطة التي تحفّز الدماغ للقيام بمهامه وتُطوّر القدرات الدماغية التواصلية والتحليلية، خصوصًا لدى الأطفال واليافعين، كما تقوّي عمل الوصلات العصبية الموجودة في الدماغ.

إنَّ العمليات التي يقوم بها الدماغ أثناء قراءة النصوص وتحليلها تتنوع بين التأمل والتفكير والتخيّل والتحليل وربط الظواهر مع مفاهيمها؛ ما يؤدي إلى تنمية القدرات التأملية والتعبيرية الكتابية منها والشفوية، وتطوير القدرات التحليلية، ورفع مُستوى التركيز.

تتناسب القدراتُ الإبداعيةُ طرديًا مع معدّلات القراءة، إذ إنَّ القراءة تمكّن الفرد من التفكير بشكل غير مألوف، وتمكّنه أيضًا من الإتيان بما هو غير مسبوق؛ نظرًا لتجدّد أفقه الثقافي والفكري المستمر نتيجة القراءة والاطلاع. وقد ربط العديد من المختصين بالصحة العقلية مدى تطور القدرات الإبداعية لدى الأفراد بمعدلات القراءة والمطالعة، وأكدت دراسة طبية حديثة تم نشرها في مجلة العلوم الاجتماعية والطب، أن الأشخاص الذين يقضون 30 دقيقة فأكثر من وقتهم يوميًا في قراءة الكتب أقل عرضة للإصابة بالأمراض من غيرهم.

وأجريت الدراسة على 3635 شخصًا، وجد أنَّهم بفضل القراءة أصبح لديهم قدرات صحية ونفسية أفضل من غيرهم بنسبة تزيد على 20%، ويعتبر ذلك بشرى للمثقفين، حيث أكد فريق الباحثين الذين أشرفوا على الدراسة من جامعة «ييل» أن الأشخاص الذين يقضون أوقاتهم في القراءة والاطلاع هم أفضل حالًا من هؤلاء الذين يقضون وقتهم أمام شاشة التلفزيون وبالتالي هم معرضون للوفاة فجأة.

وأشارت الدراسة إلى أن القراءة توفر للأفراد فرصة للتفكير العميق والانخراط في كثيرٍ من العلومِ والشخصيات، ما يتيح للعقل فرصةً للاستمتاع بالتفاصيل والتعمُّق في بحور العلوم المختلفة فتجعل العقل يفرز هرمون السعادة «السيروتونين» بطريقة طبيعيَّة وبصورة أكبر، مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتعوّدوا عادة القراءة. وأكَّدت النتائج النهائية للدراسة أنَّ الأفراد المشاركين كانوا من فئات وطبقات مختلفة، حيث كانت الدراسة تنطبق على نوعية الكتب المقروءة وليست الإلكترونية أو المسموعة.

إذًا كان السؤال «ما هي أهمية القراءة؟» فإنَّ القراءة المنتظمة بكونها واحدة من الأنشطة الدماغية ومصدرًا لتعزيز المهارات العقلية تقلل من فقدان الذاكرة وتَحِدُ من الإصابة بمرض الزهايمر؛ فقد أظهرت بعض الدراسات أن القرّاء من مرضى الزهايمر ظهرت عليهم أعراض الإصابة بالمرض في وقت متأخّر مقارنةً بغيرهم من غير القُرَّاء.

وتلعبُ القراءة دورًا في تقليل معدلات الاكتئاب والتوتر العصبي؛ لأنَّ القارئ يكتسب أبعادًا فكرية جديدة قد تقلل من سلبية أفكار معينة اكتسبها بفعل بعض التجارب الاجتماعية والشخصية. وتعد القراءة من مقاومات الأمراض العصبية البسيطة مثل الصداع والأرق. غني عن الذكر أن من أهمية القراءة وفوائد المطالعة تنمية الجانب المعرفي لدى الشخص القارئ في المجال الذي يقرأ فيه، وفيها أيضًا اكتساب للخبرات والمعارف والنظر لوجهات نظر مختلفة حول المواضيع والمجالات المتعددة.

مُستشارك الأسري

هل القولون العصبي يستدعي مراجعة عيادة صحة نفسية؟

أعانِي من القولون العصبي من الصغر والآن عمري 33 عامًا، وما زالت الأعراضُ نفسُها. في آخر زيارة لي للطبيب كتب لي مضادَ اكتئاب كعلاج للقولون، ولكني لم آخذ العلاج؛ لأن الطبيب «باطني»، وغير مختص بالصحة النفسية.

هل القولون العصبي يستدعي مراجعة عيادة صحة نفسية، مع العلم أن هذه الأيام لديّ قلق وتوتر واضطرابات بالنوم.؟

الإجابة:

يجبُ أن تعلم أنَّ القولون العصبي مرضٌ وظيفيّ، أي أنَّه اضطرابٌ في وظيفةِ القولون، وكل التَّحاليل والتصاوير والمناظير والعينات تكونُ طبيعية في هذا المرض وله علاقةٌ وطيدةٌ مع العواملِ النَّفسية والقلق، فتزدادُ الأعراض مع الضغوطات النَّفسية، والتوتر والقلق، خاصةً عندما تصادفُ الإنسانَ مشكلة أو يريدُ أن يقومَ بعملٍ ما، وتخفّ عند الراحةِ النَّفسية، ولذا كثيرًا ما يكونُ هناك جزءٌ من العلاجِ بالأدوية التي تقلِّلُ من القلق.

يُعتبرُ القولون العصبيّ المسبّب الرئيسيّ للقلقِ والتوترِ النَّفسي لدى غالبيةِ الناس، فإذا تمَّ علاجهم وتخفيف التوتر عنهم زال ألم هذا المرض، واختفت أعراضُه، فالضغوطُ النَّفسية أيضًا ارتبطت بتحليلِ هذا النوع من المرض.

ولهذا فقد ارتبط عندك -أخي الفاضل – تهيُّج القولون بالخوف والقلق والاكتئاب وعدم استقرار المِزاج، أما بالنسبة لسؤالك حول علاقة القولون بزيارة الطبيب النفسيّ، فالقولون العصبي، كما ذكرت لك، مرتبطٌ بالأعصاب، فكلما تهيّج القولون زاد عندك القلق والتوتر والخوف والحزن وعدم الرغبة في الأكل أو في التحدّث مع الآخرين وتصاب بكآبة حادة، لأنَّ ذلك مرتبط بالأعصاب، وفي هذه الحالة تحتاج إلى بعض الأدوية النفسية منها مضادات الاكتئاب والقلق.

ولهذا أنصحك- أخي الحبيب- باتباع الخطوات التالية حتى لا يتهيج عندك القولون وتعيش في راحة وطمأنينة بعيدًا عن التوتر والقلق، وشرب الأدوية:

1- ابتعد عن كل ما يقلقك ويوترك.

2- إذا أمكنَ أن تمارس تمارين الاسترخاء، وذلك باتِّباع الخطوات التالية:

– اختر مكانًا هادئًا خاليًا من الضوضاء ومشتتات الانتباه.

– استلقِ على ظهرك على السرير، أو على كرسي مريح، وتأكَّد من خلوّ المكان الذي تستلقي عليه من أي أجزاء نافرةٍ أو ضاغطةٍ على بعضِ أجزاء الجسم.

– اصرف انتباهك عن المشكلات التي تشغل بالك في هذه اللحظة، وتفكَّر في حدثٍ سعيد، مع التَّركيز على إتمامِ وتجويدِ الخطوات التي تقوم بها.

– خذْ نفسًا عميقًا عن طريق الأنف، ثم احبسه بالصدر لمدة 10 ثوانٍ، ثم أخرجه تدريجيًا ببطءٍ وقوةٍ عن طريق الأنف والفم معًا، وكرّر هذا التمرين ثلاث مرات.

– اقبض كفّة اليد اليمنى، واضغط عليها بشدةٍ لمدةِ خمس ثوانٍ، ثم ابسطها، ودعها مسترخيةً لمدة 10 ثوانٍ، ولاحظ الفرق بين التوتر والاسترخاء، كرِّر ذلك ثلاث مرات.

ولتصبح هذه القاعدة مكرَّرة في الخطوات القادمة دونَ الحاجةِ لتكرار ذكرها، وهي: قبضٌ وشدٌ وتوترٌ لمدَّة خمس ثوانٍ، ثم بسطٌ وإطلاقٌ واسترخاءٌ لمدة 10 ثوانٍ، وكرِّر ذلك ثلاث مرات، مع ملاحظةِ الفرق بين التوترِ والاسترخاء في كل مرة.

3- حاول أن تكونَ صاحب ابتسامةٍ عريضة؛ فالابتسامةُ تخفِّف من خوفك وهلعك، وتُنسيك كل الهموم والأحزان.

4- حاول أن تعتمدَ على تناولِ الأعشاب مثل: (البابونج، النعناع، الكراوية، الينسون)، كلها تعتبرُ من المهدئات لتهيجِ القولون، بالإضافةِ إلى تنظيمِ الوجبات الغذائية، والابتعاد عن الأكلات الدَّسمة، وحاول أن تضع برنامجًا للرياضة، فهو يحدّ أيضًا من آلام وتهيج القولون.

5- مارس التَّمارين الرياضية، فهي علاجٌ نفسي وجسدي، وتعطيك راحة واطمئنانًا، وتُخفف من آلام القولون.

همسات:

– ما أحوجنا إلى المُثابرة واستثمار الوقت، ومسابقة الأنفاس بالعمل الصالح النافع المفيد.

– التوسّط في المعيشة أفضل ما يكون فلا غنًى مُطغيًا ولا فقرَ مُنسيًا، وإنما ما كفى وسقى وقضى الغرض وأتى بالمقصود في المعيشة، فهو أجلّ العيش عائدةً وأحسن القوت فائدةً.

– إذا انتهى وقت المشاورة والاستخارة، وعزمت وتوكلت وصممت وجزمت، فاترك حياة التردد والاضطراب.

– إنَّ التردد فساد في الرأي وبرود في الهمّة وخَور في التصميم وشتات للجهد وإخفاق في السيرِ.

 التفكير الإيجابي:

– إنَّ الراحة في أداء العمل الصالحِ، واستثمار الوقت فيما يقرب من اللهِ.

– إن حياتنا تحتاج إلى رفق نرفق بإخواننا، نرفق بالمرأةِ.

– إنَّ العجلة والهوج والطيش في أخذ الأمور وتناول الأشياء كفيلة بحصول الضرر وتفويت المنفعةِ؛ لأنَّ الخير بني على الرفق « ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع الرفق من شيء إلا شانه « .

– إنَّ الرفق في التعامل تذعن له الأرواح وتنقاد له القلوب وتخشع له النفوسُ.

-إنَّ الرفيق من البشر مفتاحٌ لكل خير تستسلم له النفوس المستعصية، وتثوب إليه القلوب الحاقدة.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X