جيرونا المذهل يحلم بأوروبا!
الفريق المغمور يقفز من قاع الدرجة الثانية إلى قمّة الأولى
تشافي: فريق استعراضيّ.. مشروعهم واضح ولديهم مدرب جيّد
مدريد – (أ ف ب) :
يعيشُ نادي جيرونا، المتصدِّر- المفاجئ- بطولة إسبانيا لكرة القدم، حلمًا ورديًا إثر تقدّمه على العملاقَين: ريال مدريد، وبرشلونة، وأصبح الفريق الذي اشترته المجموعة الإماراتية المالكة لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي عام 2017 حديث عشّاق المستديرة في القارة العجوز. استفاد الفريق الصاعد في موسم 2022 من قرعة سمحت له بتحقيق الانتصار تلو الآخر، فحصد حتى الآن 34 نقطة من 13 مباراة، وخسر مرة يتيمة أمام ريال بنتيجة ثقيلة 0-3.
رحلة لا تُصدّق إذا ما أُخذ بعين الاعتبار حلول جيرونا في المركز التاسع عشر ضمن الدرجة الثانية قبل سنتين في الفترة نفسها من الموسم. تنافس آنذاك للهرب من منطقة الهبوط مع أمثال: ليغانيس، أموريبييتا، وألكوركون.
يقرُّ المدير الرياضي للنادي كيكي كارسيل: «ما يحصل ليس طبيعيًا. هذا حلم، نحن في حالة هلوسة. أعتقد أننا سجلنا حتى الآن أهدافًا أكثر من مانشستر سيتي (29-28)، هذا يفوق الواقع. ونحن مدركون لذلك». وعندما سألته فرانس برس في سبتمبر عن تطلعات النادي، عشية مواجهة ريال مدريد وهو في موقع المتصدر في المرحلة السابعة، قال كارسيل: إنَّ هدف فريقه الوحيد هو الصمود في الدرجة الأولى، على غرار المدرّب ميتشل الذي أكّد أن «الهدف الوحيد» هو «الصمود» في الدرجة الأولى.
الستة الأوائل
يتابع كارسيل: «بعد الخسارة ضد مدريد، كان من الممكن أن يظنّ المرء أن الفريق سينهار، لكننا فزنا في ثلاث مباريات تواليًا أمام فرق صعبة، بينها اثنتان خارج أرضنا (ضد قادش 1-0 وأوساسونا 4-2)».
وأردف قائلًا: «يتعيّن الآن أن نحاول البقاء بين المركزَين: الرابع والسادس، علمًا أننا نملك 34 نقطة وأفضلية على باقي الفرق المنخرطة في المسابقات الأوروبية.. لن تكون الأمور سهلة لكننا سنقاتل».
يشاركه ميتشل الرأي، معتبرًا أنَّ جيرونا لم يصبح بعدُ في نفس «الدوري» مع ريال مدريد، برشلونة، أو أتلتيكو مدريد، لكنه «يحلم بمنافسة» باقي المرشحين للتأهل إلى البطولات الأوروبية، «ريال سوسييداد، فياريال، إشبيلية أو أتلتيك بلباو».
بعدد سكان يبلغ 110 آلاف نسمة وموقع بين جبال البيرينيه والكوستا برافا، منتصف المسار بين برشلونة والحدود الفرنسية، لا تملك جيرونا مواصفات مدينة الأبطال.
بفضل كرة القدم الهجوميَّة لمدربه، أنهى جيرونا الذي يملك ملعبًا صغيرًا يتسع ل14 ألف متفرّج، الموسمَ الماضي في المركز العاشر، بفارق أربع نقاط فقط عن أوساسونا المتأهل إلى ملحق مسابقة كونفرنس ليغ القارية.
وبالنسبة لتشافي مدرب برشلونة، فإنَّ البداية الصاروخية للجار الصغير «ليست مفاجئة. يستحقون ذلك. هو فريق استعراضي. يقومون بالعمل المناسب منذ عدة سنوات، مشروعهم واضح ولديهم مدرب جيّد هو ميتشل».
انتداب ذكي
وحسب المدير الرياضي، فإنَّ استمرارية التشكيلة من الموسم الماضي تفسّر النجاح «رغم خسارتنا أربعة لاعبين أساسيين، احتفظنا ب15 أو 16 لاعبًا، يتمتعون بالتأقلم ويؤمنون بأفكار المدرّب».
بعد خسارة لاعب الوسط أوريول روميو إلى برشلونة وقلب الدفاع الأوروغوياني سانتياغو بوينو إلى ولفرهامبتون الإنجليزي، قام الفريق الكاتالوني بانتدابات ذكية، بفضل انتمائه إلى مجموعة سيتي فوتبول غروب وشبكة الكشافين الواسعة. والنادي مملوك بنسبة 47% من مجموعة سيتي التابعة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وتعود نصف حصصه لبيري جوارديولا، شقيق مدرب سيتي الفذّ بيب.
نجح في ضمّ المهاجم الأوكراني أرتيم دوفبيك، بانتقال هو الأغلى في تاريخه (7.5 مليون يورو)، ولاعب الوسط الفنزويلي يانخل هيريرا القادم بخمسة ملايين يورو من مانشستر سيتي، والجناح البرازيلي سافيو المعار من تروا في الدرجة الفرنسية الثانية، أحد أندية المجموعة أيضًا. كان هؤلاء من أبطال البداية الرائعة لجيرونا، فسجّل دوفبيك ستة أهداف مع أربع تمريرات حاسمة، أضاف سافيو (19 عامًا) المميّز على الجهة اليسرى ثلاثة أهداف مع أربع تمريرات حاسمة. يشرح كارسيل: «يملك دوفبيك قدرات بدنية هائلة. هو متعطش ويريد أن يصبح هدافًا. أعتقد أن بمقدوره أن يكون أفضل، لكنه يمنحنا رغبة الفوز، وقدرة التفوّق في المبارزات الثنائيَّة وإلقاء العبء على دفاع الخصوم».