كتاب الراية

رأيت ذات فيلم.. Napoleon

لا أظن أنّ أحدًا يجهل اسم «نابليون بونابرت» فمنذ طفولتنا ونحن نقرأ ونستمع للقصص التاريخية، في حصص التاريخ، في المدرسة، وفي البرامج التلفزيونية والمُسلسلات والأفلام وغير ذلك.
تمَّ إنتاجُ العديد من الأفلام من مُعظم دول العالم حول «نابليون بونابرت» أو الحِقبة الزمنية التي عاصرها، وحين قرأت أنّ «ريدلي سكوت» يُخطّط للعمل على فيلم جديد حول «نابليون» فرحتُ كثيرًا، فهو مُخرج مُبدع في الأفلام الملحمية التاريخية التي تتضمن حروبًا ومعاركَ ضاريةً، مثل فيلمه الأشهر «Gladiator».
بعد مُشاهدتي للفيلم، لم تخِب توقعاتي، فقد كان فيلمًا جميلًا وأنيقًا حول مراحل صعود وسقوط الإمبراطور الفرنسي «نابليون بونابرت»، وسعيه المُستميت للسلطة والقوة، وأيضًَا علاقته المُتقلّبة مع زوجته «جوزفين». الفيلم لا يستعرض سيرة حياة «نابليون» بشكل مُسهَب أو مُفصّل، بل بدأ في لحظات نهاية الثورة الفَرنسية ونهاية عصر الملكية مع إعدام الملكة «ماري أنطوانيت»، ومن بعدها انطلق الفيلم بشكل مُنتظم وسريع لأهم المحطات في حياة «نابليون»، والتركيز على حياته الشخصية والزوجية. مدة الفيلم تتجاوز الساعتين ونصف الساعة، وكانت مثالية بالنسبة للأحداث الكثيرة، ومع ذلك تمنّيت إضافة أحداث أخرى كعَلاقته مع الموسيقار «بيتهوفن»، وقصة حبّه مع الشابة «ديزيريه»، ولكن بالتأكيد يصعب اختزال قصة حياة إنسان بكامل تفاصيلها في فيلم بهذه المدة. الجدير بالذكر أن «ريدلي سكوت» أعلن عن وجود نسخة مُطوّلة للفيلم وتصل مدتها إلى 4 ساعات، وسيعرضها على إحدى المنصّات في وقتٍ لاحق، وبالتأكيد ستحتوي على أحداث وتفاصيل أكثر، وأنا مُتحمّس لمُشاهدتها. هاجمَ الكثيرون «ريدلي سكوت» لاختياره «خواكين فينيكس» لأداء شخصية «نابليون»، وذلك لأنه غير مُناسب من الناحية العمرية. تبدأ أحداث الفيلم عندما كان «نابليون» في سن 24 عامًَا، وتستمر مُعظم أحداث الفيلم وهو في سنوات شبابه، وفي الواقع كان «خواكين فينيكس» على مشارف سن الخمسين، وقد قام بأداء الشخصية من بداية الفيلم حتى النهاية دون الاستعانة بمُمثل أصغر سنًّا.
الدقة في هذه الأمور مُهمة، وخصوصًا في أفلام السير الذاتية والتاريخية، وتمنّيت لو تمّت مُراعاة ذلك، ولكن بصرف النظر عن ذلك، كان أداء «خواكين فينيكس» رائعًا ومُتميزًا، وكذلك «فانيسا كيربي» بشخصية «جوزفين»، ولا أنسى بقية المُمثلين. النص السينمائي الذي كتبه «ديفيد سكاربا» كان سلسًا ومُستوفيًا لأهم مراحل حياة «نابليون». الفيلم مُبهر بصريًا من ناحية التصوير بالإضاءة الطبيعية ومواقع التصوير وتصميم الأزياء والمكياج، وأكثر ما أبهرني هو الإخراج المُتميز لمشاهد الحرب والمعارك، فقد كانت مشاهد ملحمية مُتقنة، والمؤثرات الصوتية مُدهشة أيضًا. الأمر الجميل هو استخدام مجموعة من المعزوفات الكلاسيكية في الموسيقى التصويرية، وفي أحد المشاهد تمَّ استخدام معزوفة البيانو الشهير «Dawn» من الفيلم العظيم «Pride & Prejudice» وقد كانت لحظةً ساحرةً ومُفاجئةً بالنسبة لي.

[email protected]
Twitter: @alqassimi88

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X