غريب القرآن
قد تكونُ بعضُ الألفاظ في القرآن الكريم غريبةً على بعض القارئين، لكن عند قوم لا تُعدُّ كذلك، وتختلفُ من عصر لآخر، ودرجة الغرابة هنا نسبيةٌ، وغرائبُ القرآن ليست مُنكرة أو نافِرة أو شاذة، فالقرآنُ منزّهٌ عن كل هذا، وإنما اللفظة الغريبة هاهنا هي التي تكون حَسَنةً مستغربَةً في التأويل، بحيث لا يتساوى في العِلم بها أهلُها وسائرُ الناس.
ثَبت
– الثباتُ ضد الزَّوال، يقال: ثبَت وثَبُتَ، يثبُتُ ثباتًا، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبُتوا) الأنفال:٤٥، ورجل ثبْت وثبيتٌ في الحرب، وأثبته السَّقم إذا لم يكد يفارقه، ويقال: فلان ثابت عندي، ونبوة النبي صلى الله عليه وسلم ثابتة، والإثبات والتثبيت تارة يقال بالفعل، نحو: أثبتَ الله كذا، وتارة لما يثبت بالحُكم، فيقال: أثبت الحاكم على فلان كذا وثبَّته، وتارة لما يكون بالقول، سواء كان ذلك صدقًا منه أو كذبًا، فيقال: أثبت التوحيد وصدق النبوة، وقوله تعالى: (ليثبتوك أو يقتلوك) الأنفال:٣٠ ، أي: يثبطوك ويحيّروك، وقوله تعالى: (يُثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا) إبراهيم:٢٧، أي: يقوّيهم بالحجج القوية، وقوله تعالى: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشد تثبيتًا) النساء:٦٦، أي: أشد لتحصيل علمهم. وقيل: أثبتُ لأعمالهم واجتناء ثمرة أفعالهم، وأن يكونوا بخلافِ مَنْ قال فيهم: (وقدِمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورًا) الفرقان:٢٣، يقال: ثَبَّتُّه، أي: قوَّيتُه، قال الله تعالى: (ولولا أن ثبَّتْناك) الإسراء:٧٤، وقال: (فثبِّتوا الذين آمنوا) الأنفال:١٢، وقال: (وتثبيتًا من أنفسهم) البقرة:٢٦٥، وقال: (وثبِّتْ أقدامنا) البقرة:٢٥٠.
ثبر
– الثبور: الهلاكُ والفسادُ، المُثابر على الشيء أي: المُواظب عليه، من قولهم: ثابرتُ. قال تعالى: (دَعَوْا هنالك ثبورًا، لا تدعوا اليوم ثبورًا واحدًا وادعُوا ثبورًا كثيرًا) الفرقان:١٣ – ١٤، وقوله تعالى: (وإني لأظنك يا فرعون مثبورًا) الإسراء:١٠٢، قال ابنُ عباس رضي الله عنه: يعني ناقص العقل، ونقصان العقل أعظم هلكة.
ثَبَطَ
قال الله تعالى: (فثبّطَهم وقيل اقعُدوا مع القاعدين) التوبة:٤٦، حبسهم وشغلهم، يقال: ثبّطه المرضُ وأثبطه: إذا حبسه ومنعه ولم يكد يُفارقه.