القاهرة  (د ب أ):

على الورق يبدو وليد الركراكي، المدير ‏الفني للمنتخب المغربي هو الأقرب للتتويج بجائزة أفضل مدرب في أفريقيا خلال ‏حفل ‏توزيع جوائز الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) الذي يقام بعد اليوم الاثنين ‏في ‏مدينة مراكش بالمغرب، لكن ذلك لا يقلل مطلقا من إنجازات منافسيه على ‏الجائزة، الجزائري عبدالحق بن شيخة‏ والسنغالي أليو سيسيه.‏ وسجل الركراكي إنجازا تاريخيا مع المنتخب المغربي بحصول أسود الأطلس على ‏المركز الرابع في مونديال قطر 2022، في إنجاز غير مسبوق للكرة العربية ‏والأفريقية في الوقت الذي قاد فيه بن شيخة فريقه اتحاد الجزائر للقبي كأس ‏الكونفيدرالية وكأس السوبر الأفريقي، كما فاز سيسيه بلقب كأس أمم أفريقيا مع ‏منتخب السنغال، في موسم استثنائي للمدربين الثلاثة.‏ وكانت بداية مسيرة الركراكي مع المنتخب المغربي وليدة الصدفة، بعد الإقالة ‏المفاجئة للمدرب البوسني وحيد خليلودزيتش في 31 /أغسطس 2022، أي ‏قبل أقل من ثلاثة أشهر من المونديال.‏ ولاقى تعيين الركراكي في منصب المدير الفني للمنتخب المغربي، عاصفة من ‏الاستهجان في الأوساط الكروية المحلية، وبدأ الحديث يدور حول فشل المشروع ‏المغربي في كأس العالم، من قبل أن يبدأ.‏ واستهل الركراكي مشواره مع أسود الأطلس بالفوز وديا على مدغشقر بهدف دون ‏رد، في إطار الاستعدادات لخوض غمار المونديال ضمن المجموعة الصعبة ‏التي ضمت إلى جواره كرواتيا وبلجيكا وكندا.‏ وصبت الترشحيات قبل انطلاق البطولة لصالح تأهل كرواتيا وبلجيكا إلى الأدوار ‏الإقصائية، لكن منتخب المغرب كان له رأيا مغايرا، حيث استهل مشواره في ‏المونديال بتعادل سلبي وأداء مشرف أمام كرواتيا، ثم أتبع ذلك بفوز تاريخي ‏مفاجئ على منتخب بلجيكا، الذي كان يحتل المركز الثاني في التصنيف العالمي ‏آنذاك، بهدفين دون رد، قبل أن يختتم مشواره بالفوز على كندا بهدفين مقابل ‏هدف.‏ وقاد الركراكي المنتخب المغربي لبلوغ الأدوار الإقصائية في المونديال للمرة الأولى ‏منذ عام 1986 في إنجاز لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعه.‏ وصعدت المغرب لملاقاة الماتادور الإسباني في دور الستة عشر وبدأ الحديث ‏يدور عن الاكتفاء بالأداء المشرف وأن ما تحقق حينذاك يعتبر إنجازا بكل ‏معنى الكلمة، لكن طموح الأسود كان أكبر من كل شيء، حيث فرض الفريق ‏بقيادة حارس مرماه المبهر ياسين بونو التعادل السلبي على الإسبان في الوقتين ‏الأصلي والإضافي للمباراة، قبل حسم الفوز عبر ركلات الجزاء الترجيحية 3 ‏‏/صفر.‏ وفي دور الثمانية حقق المنتخب المغربي انتصارا للتاريخ على المنتخب البرتغالي ‏بقيادة نجمه الأسطوري كريستيانو رونالدو، بهدف سجله يوسف النصيري ليصبح ‏أول فريق عربي وأفريقي يبلغ المربع الذهبي، لكن الحلم المغربي توقف على يد ‏منتخب فرنسا الفائز بنسخة 2018 لكأس العالم، حيث خسر الأسود أمام الديوك ‏بهدفين دون رد بعد أداء بطولي، قبل خسارة المغرب أمام كرواتيا في مباراة تحديد ‏المركز الثالث بهدفين مقابل هدف.‏ وبدأ الركراكي 48/ عاما/ الظهير الأيمن السابق لمنتخب المغرب، مسيرته ‏التدريبية من خلال توليه منصب المدرب المساعد للمنتخب المغربي، ثم انتقل ‏لتدريب الفتح الرياضي في موسم 2014 2015/ وفاز معه بلقب كأس العرش ‏المغربي، وحصل على لقب أفضل مدرب في ذلك الموسم، واستمر مع الفريق ‏حتى مطلع عام 2020 قبل رحيله بالتراضي.‏ وانتقل الركراكي في صيف 2021 لتدريب الوداد وفاز معه بلقب الدوري المغربي ‏في العام التالي مباشرة، وأتبع ذلك بقيادة فريقه للقبه الثالث في دوري أبطال ‏أفريقيا بالفوز على الأهلي المصري في النهائي، ليصبح ثاني مدرب مغربي في ‏التاريخ يتوج باللقب القاري بعد الحسين عموتة الذي حصد اللقب مع الوداد أيضا ‏في.2017‏ وترشح الركراكي لجائزة أفضل مدرب في العالم في 2022 بعد أدائه المذهل مع ‏الوداد، قبل انطلاق رحلته التاريخية مع المنتخب الوطني.‏ ويبقى الجزائري عبد الحق بن شيخة المدرب السابق لاتحاد الجزائر والحالي ‏لسيمبا التنزاني مرشحا بقوة لجائزة أفضل مدرب في أفريقيا.‏ وحقق بن شيخة إنجازا تاريخيا مع اتحاد الجزائر بقيادته للقب كأس الكونفيدرالية ‏للمرة الأولى في تاريخ النادي، بالفوز على يانج أفريكانز التنزاني في النهائي، ‏واتبع ذلك بالحصول على لقب كأس السوبر الأفريقي للمرة الأولى في تاريخ ‏الفريق، بعد الفوز على الأهلي المصري بهدف.‏ وسجل بن شيخة إنجازا فريدا تمثل في الفوز بلقب كأس السوبر الأفريقي مرتين ‏متتاليتين ومع فريقين مختلفين، بعدما قاد نهضة بركان المغربي للقب في ‏‏.2022‏ وتضمنت المسيرة التدريبية لبن شيخة الفوز مع شباب بلوزداد بلقب الدوري ‏الجزائري مرتين متتاليتين في موسمي 1999 2000/ و2000 2001/ في ‏منصب المدرب المساعد وفاز مع الأفريقي بلقب الدوري التونسي ولقب كأس ‏شمال أفريقيا في 2008 ثم فاز مع فريق الدفاع الحسني الجديدي بلقب كأس ‏العرش المغربي في 2013، بالإضافة إلى فوزه مع أم صلال بلقب دوري ‏الدرجة الثانية القطري في موسم 2005 2006/ ليصعد به إلى دوري الأضواء.‏ وفرض أليو سيسيه نفسه بقوة على القائمة النهائية للمرشحين لجائزة أفضل مدرب ‏في أفريقيا لعام 2023 بعد قيادة المنتخب السنغالي لبلوغ الأدوار الإقصائية ‏لكأس العالم.‏ واستهل منتخب السنغال مشواره في مونديال قطر بالخسارة على يد هولندا صفر ‏‏2/ لكنه استعاد إتزانه سريعا وحقق انتصارين متتاليين على حساب قطر 3 1/ ‏ثم الإكوادور 2 1/ ليصعد إلى دور الستة عشر، لكن مسيرته انتهت بالخسارة ‏على يد إنجلترا صفر/.3‏ وقاد سيسيه المنتخب السنغالي للفوز بلقبه الأول في كأس أمم أفريقيا في 2021 ‏بتغلبه على نظيره المصري بركلات الترجيح في المباراة النهائية للنسخة الثالثة ‏والثلاثين من البطولة…. وذلك بعد عامين فقط من الحصول على المركز الثاني ‏في نسخة 2019 من ‏البطولة القارية، بالخسارة أمام الجزائر. ‏ وتضمنت المسيرة الاستثنائية لسيسيه مع منتخب بلاده، بلوغ كأس العالم مرتين ‏متتاليتين في 2018 و2022 بجانب تصدر المجموعة الثانية عشرة من ‏التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا في كوت ديفوار، بعد تحقيق أربعة انتصارات ‏مقابل تعادلين وبسجل خال من الهزائم.‏ ‏واستحق سيسيه الحصول على جائزة أفضل مدرب في القارة الأفريقية في ‏‏2022 كما ينافس بقوة على الجائزة للعام الثاني على التوالي.‏