كلفني سعادة الأستاذ إسماعيل عبدالله رئيس مجلس الأمناء، الأمين العام في الهيئة العربية للمسرح، أن أحضر اجتماعات مُنظمة الدعوة الإسلامية «الاسيسكو» وطرحت عليه تساؤلًا مُحددًا، كيف تجد الوسيلة؟ هل عن طريق طرح سيرة أبطال التاريخ العربي، لدينا خالد بن الوليد، طارق بن زياد، صلاح الدين، صمت قليلًا، ثم قال: هل نحن في حالة حرب؟! ما أقصده أن نقدم صورة عن دور العلماء في الحضارة الإنسانية، لأننا ساهمنا بدور بارز، أنا لا أتحدث عن المُعلم الثاني الفارابي، ولا عن ابن سينا، ولا عن الجاحظ، هناك عشرات من العلماء والمُفكرين ساهموا بدور تنويري في الحضارة، وهذه الكوكبة من العلماء من الممكن استحضارهم عبر الدراما، سواء حلقات مُتصلة تحت عنوان «عصر العلماء، سادة المعرفة، أسماء أضاءت العالم» ولا يهم العنوان، لكن ما أقصده أن نقدم للعالم الدور البارز لعلماء الإسلام وإسهاماتهم، مثل الإدريسي العالم الجغرافي، ابن النفيس، وأن يتم تقديم سيرة هؤلاء عبر ممثلين عرب في النسخة العربية وأن يستعان بنجوم من الغرب في النسخ الإنجليزية والفرنسية والإسبانية أو يتم ترجمتها عبر الدوبلاج.

ولكن أخي بوفهد.. مثل هذا الأمر يحتاج إلى ميزانيات؟

نعم، أعرف جيدًا، لذا تتقاسم كل الدول العربية والإسلامية، كل حسب إمكاناته، لأننا لا نُقدّم نماذج عربية فقط أو إسلامية، ولكن نقدم سيرة الإسلام وعظمة الإسلام عبر هذه القرون ودورهم الهام وإننا بناة الحضارة، لأن هناك من شوّه صورة الإسلام عبر الادعاء وإلصاق التهم بالدين الحنيف.

قلت: أخي، إن طرحك أكثر من رائع، وسوف أقوم بطرح هذا الأمر، لأننا الآن في مسيس الحاجة إلى تقديم طرح مُغاير، وإننا بناة حضارة.

والآن اسمع أخي حسن، أردف بوفهد قائلًا: لدينا من العلماء ذات التأثير على الآخر:

1- أبوالعلاء المعري رسالة الغفران الذي استمد منه دانتي «بشهادة أدباء الغرب» وأقصد «الكوميديا الإلهية».

2- ابن خلدون المثال الآخر وتأثيره على علم الاجتماع.

3- ابن فضلان عبر رحلته، كانت بحق واحدة من أهم أهم الرحلات في بلاد خوارزم وروسيا، وكيف درس أحوال تلك الشعوب، وكيف رصد، ولماذا أطلق عليه «سفير عربي» عبر مُغامراته، لماذا؟ لأنها من أهم وأقدم الرحلات.

علينا أن ننفض الغبار عن دور المُفكرين والأدباء، فتاريخنا الإبداعي مليء بنماذج لعبت دورًا مؤثرًا في الحضارة الإنسانية، هنا بمقدورنا أن نقول بالفم المليان، هذا تاريخنا الثقافي الإسلامي، المهم أن نعرف كيف نُخاطب الآخر عبر الفكر والثقافة، والأمر بسيط جدًا إذا أخلصنا النية.

[email protected]