قد تكونُ بعضُ الألفاظ في القرآن الكريم غريبةً على بعض القارئين، لكن عند قوم لا تُعدُّ كذلك، وتختلفُ من عصر لآخر، ودرجة الغرابة هنا نسبيةٌ، وغرائبُ القرآن ليست مُنكرة أو نافِرة أو شاذة، فالقرآنُ منزّهٌ عن كل هذا، وإنما اللفظة الغريبة هاهنا هي التي تكون حَسَنةً مستغربَةً في التأويل، بحيث لا يتساوى في العِلم بها أهلُها وسائرُ الناس.

ثَلَّ

– الثُلة: قطعة مجتمعة من الصوف، وفي قوله- تعالى-: (ثُلة من الأولين وثُلة من الآخرين)، الواقعة:٣٩ – ٤٠، قيل أي: جماعة، وثلَّلتُ كذا: تناولتُ ثُلة منه، وثلَّ عرشَه: أسقط ثُلةً منه، والثلل: قصر الأسنان لسقوط ثُلة منه، وأثَلَّ فمُه: سقطت أسنانُه، وتثللت الركية، أي: تهدَّمت.

ثَمَد

– ثمود قيل: هو أعجَمي، وقيل: هو عربي، وتُرك صرفُه لكونه اسم قبيلة، أو أرض، ومن صرفَه جعله اسم حي أو أب، لأنه يذكر فعول من «الثمد» وهو الماء القليل الذي لا مادة له، ومثمود: إذا كثر عليه السؤالُ حتى فقد مادة ماله.

ثمَر

الثمر اسم لكل ما يُتَطَعَّم من أحمال الشجر، الواحدةُ ثمرةٌ، والجمع: ثِمار وثَمَرات، كقوله- تعالى -: (وأنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقًا لَكُمْ)، (وأنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقًا لَكُمْ) إبراهيم 32:، وقوله- تعالى-: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا)، النحل:٦٧، وقوله – تعالى-: (انظروا إلى ثمرِهِ إذا أثمَر ويَنْعِه) الأنعام:٩٩، والثمر قيل: هو الثمار، وقيل: هو جمعُه، ويكنى به عن المال المُستفاد، وعلى ذلك حمل ابن عباس (وكان له ثَمَر) الكهف:٣٤، ويقال: ثمَّر اللهُ مالَه، ويقال لكل نفع يصدر عن شيء: ثمرة، كقولك: ثمرةُ العلم العملُ الصالح، وثمرةُ العمل الصالح الجنة.