كتاب الراية

كلمات.. جرائم إسرائيل وصمة عار في جبين الإنسانية

لن أتطرق اليوم للدفاع عن القضية الفلسطينية ولا عن البشائع التي تعبث بجسدها المنهك، ولكن هل لي أن أتساءل عن حقها المشروع في إجلاء مُستعمرها بما استطاعت إلى ذلك سبيلًا؟ ودعوني أقف هنا عند جملة بما استطاعت إلى ذلك سبيلًا، حيث إني وجدت فيما يتناقله المتناقلون أفكارًا تجانب الصحة في منطقيتها وقد تؤثر في كثير ممن يتلقفون ظهور الكلمات ويجهلون أحشاءها وينفخون في المزامير كما ينفخ صاحب الكير فلا ينفثون إلا سمًا ولا تجد منهم سوى ريح التشكيك التي تعصف بالعقول وتعلق في النفس فتزعزع الأفئدة!

سأعرج اليوم عن الحق الإنساني لهذه القضية، وأهمها حق المقاومة، إن التشكيك في المقاومة وعدالة قضيتها ومحاولة شيطنتها الذي يقوم به شرذمة من المتسلقين والمراوغين باسم حرية الرأي والكلمة، رغبة في الظهور والانتشار أو ربما تنفيذًا لمخططات وأجندات ممنهجة لزعزعة الحق والثقة بالقضية الإنسانية الأولى والأهم لهو وجه آخر من الحرب ضدها، ولا يمكن أن نتجاهل أن حركة المقاومة لا تظهر في ظروف سلمية وأنها حركة دفاع وصمود ضد أي اعتداء على الأرض والعرض، إذًا هي حركة مشروعة وعادلة فرضت على الشعوب مقابل الحرب التي هي حركة عدوانية غير مشروعة ربما كانت عادلة أو غير عادلة! وبذلك فليس من الغريب أن يفرض هذا الحال قوانينه العرضية في سبيل تحقيق النصر والحفاظ على الكرامة الإنسانية رغم عدم مشروعيتها وجوازها ضمن ظروف أخرى أقل وطأة وألمًا، فالدواء المُرّ لن يكون خيارًا إذا كانت هناك خيارات أخرى أكثر قبولًا واستساغة على النفس!

والحق الإنساني في المقام الأول يجبرنا في هذا الوضع المأزوم أن نطلق أبواق حناجرنا بالرفض والاحتجاج على الوحشية اللاإنسانية والتي هدفها الانتقام والإبادة للشعب الفلسطيني. إن الاحتلال الإسرائيلي ودولته المزعومة لوصمة عار في جبين الإنسانية وخطأ جسيم وُلد من رحم المكر والخديعة لا يزال العالم الإنساني يدفع ثمنه باهظًا، فالفكر الإسرائيلي يتبنّى معتقدات يترجمها سلوكه العدواني تجاه بني الإنسانية وإن كان يزعم بأنها منبثقة من تعاليم شريعته فمن البديهي أن يميز العاقل بأن هذه التعاليم لا تصدر من الرب الرحيم وإنما من شياطين الإنس .

ومن منطلق رأسمالي فالفكرة التي تغيض منابع الربح يجدر التخلص منها وإن كُنا نعتقد ونؤمن بقيمتها فالقيمة الحقيقية تُقاس بالنتائج وليس للمعتقد ولا المجتمع ولا الدولة تأثير عليها، بجانب أن الاستثمار العقيم يبخس رأس المال ولا يراكمه ويجفف الثروات ولا ينميها. إن التمويل في مشروع ما يجب أن يكون مدروسًا بعناية حتى لا يتفتق عن عواقب كارثية لا يمكن دفع فواتيرها الباهظة، ومن هنا فإن كل الدلائل المنطقية تشير إلى أن إسرائيل مشروع ليبرالي رأسمالي يثبت فشله يومًا بعد يوم ويجدر بالجسد الإنساني لفظه والتخلص منه بشكل أو بآخر لعدم اتساق أنسجته وخلاياه الدموية البربرية مع النسيج الإنساني الأخلاقي.

 

[email protected]

@shaika_2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X