فنون وثقافة
قدمه «واقف للفنون» لمناصرة فلسطين .. مشاركون لـ الراية :

رسائل تتخطى الحدود في معرض «غزة بأعيننا»

الدوحة – أشرف مصطفى:

أكدَ عددٌ من الفنانين أن التشكيل العربي اهتمَّ كثيرًا بالقضية الفلسطينية واتخذها موضوعًا رئيسيًا في العديد من الإبداعات، وقالوا في تصريحات لـ الراية على هامش افتتاح معرض «غزة بأعيننا» الذي أطلقه أمس مركز سوق واقف للفنون، إن الفنَّ من أهم الوسائل التي تُعدُ مُحرّكًا رئيسيًا لحلِّ قضايا المُجتمعات، وشدَّدوا على أن التشكيل في قطر يُعد من أقدر الفنون على دعم القضيّة الفلسطينية لقدرتِه على توصيل الرسائل العميقة بصورة سريعة، حيث يقوم المُبدع بإيصال فكرته مع سرد الكثير من التفاصيل في رسمةٍ بسيطةٍ، وأجمعوا أنَّ الفن القطري والعربي عمومًا قد استطاع عبر عقود أن يُعبّر بأدواته الإبداعية عمَّا تُعاني منه غزَّة من اعتداء آثم، كما نوّهوا بأن الفنون البصرية تمتلك قدرةً كبيرةً على تحقيق الانتشار، في وقت لا تحتاج إلى مُترجمين لتوصيل الرسائل، ورأوا أنه الأنسب لنشر حقيقة الموقف الفلسطيني وتحقيق رؤية إعلامية واعية توضح زيفَ الإعلام الغربي والإسرائيلي، خاصة أنَّ صورة قد تُغني عن ألف كلمة.

روضة المنصوري :

الأحداث الجارية استفزت ريشات المبدعين

أوضحت السيدة روضة المنصوري، مُدير مركز سوق واقف للفنون، أن عددًا من فناني المركز قد اجتهدوا في إيصال رسائلهم الإبداعية من خلال معرض «غزة بأعيننا» الذي تضمن ناتج مُلتقى أُقيم بالمركز مؤخرًا تحت نفس الاسم، وقالت إن الأحداث الجارية استفزت ريشاتهم فتناولوا في أعمالهم حجم الدمار الذي تعرضت له غزة جراء العدوان، علاوة على إبراز الصمود الفلسطيني، والتطلع إلى الأمل من أجل مُستقبل أفضل، وذلك بالرسم والنحت والخزف والخط، إلى غير ذلك. مؤكدة أن المركز أتاح الحرية كاملة للفنانين لإنجاز أعمالهم، فعبّر كل فنان عن عمله بأسلوبه الفني الخاص، وقالت إن المعرض يحتوي على أعمال مُختلفة ومُتنوّعة سيستمر عرضها بمقر المركز حتى يوم 14 يناير المُقبل، بمُشاركة نخبة من التشكيليين القطريين والمُقيمين من مُختلف الجنسيات، وأكدت على أن هذا المعرض إنما يؤكد أن الفنانين في قطر غير مُنفصلين عن قضايا مِنطقتنا العربيّة، بل إنهم مُتفاعلون معها من نابع إدراكهم بقدرة تأثير الإبداع، ولعلمهم أن الفن يتجلى دوره وقت الأزمات.

ورود السعدي :

الفنون قادرة على كشف الحقائق

قالت السيدة ورود السعدي، مُنسقة الفنون بالمركز: إن الفنان التشكيلي يتمتع بقدرته على إيصال فكرته التي تشرح العديد من الأمور وتسرد الكثيرَ من التفاصيل في رسمةٍ بسيطةٍ، وأضافت: هذا الموضوع صعبٌ للغاية، ويحتاجُ لموهبة استثنائيَّة. ولأنَّ مُخاطبة العالم بلغةٍ يفهمها أمر في غاية الأهمية، فقد رأت أنَّ التشكيل يُعدُّ من الفنون الهامة للغاية لتحقيقه هذا الهدفَ؛ كون رسائله عالمية، وتتخطَّى الحدود، وهي الفرصة التي رأتها مُناسبةً لنشر الحقائق وتوضيح المشهد، لتسليط الضوء على حقيقة الموقف الفلسطيني مع تحقيق رؤية إعلامية واعية توضح زيفَ الإعلام الغربي والإسرائيلي.

فيصل العبدالله :

الفن مسؤولية اجتماعية في الأساس

أشارَ الفنان فيصل العبدالله إلى أنه يُشارك بعمل حاول من خلاله أن يُعبّرَ بأدواته الإبداعية عن فلسطين، مؤكدًا على أهمية تعبير الفنان عما تُعاني منه غزة في الوقت الحالي من اعتداء آثم، وأكد في هذا الإطار أن الفن مسؤولية اجتماعية في الأساس، وفي ذات الوقت الذي يحرص فيه الفنان أو المُثقف على التواصل مع قضايا مُجتمعه، عليه ألا ينسى دورَه الإنساني، وقال: إن الرسائل التي تحملها الأعمال الفنية هي الأسرع في الوصول للناس، مُشيرًا إلى أن الفن التشكيلي يستطيع أن يُرسلَ عشرات الرسائل في لقطة واحدة.

وفاء السباعي :

التشكيل دافعٌ للتأمل في أبعاد المشكلة

أكدت الفنانة وفاء السباعي أنها أبدعت عملًا يُصوّر تفاني الإعلاميين في إظهار الحقيقة بتصوير جهود الإعلامي وائل الدحدوح، وشددت على أهمية الفن التشكيلي كونه دافعًا للتأمّل بطريقة مُختلفة أكثر عمقًا في مُشكلة فلسطين، ويُساعد المُتلقي على النظر إلى الواقع بطريقةٍ أكثر تفهّمًا، وأكَّدت أنَّه من أقدر الفنون على دعم القضيّة، بوضع الصورة واضحة بطريقة فنية أمام الناس، وقالت إنَّ أكثر ما يُميّزُ هذا الفن، قدرته على رؤية التناقضات. ودعت الفنّانين للخروج عن طريقة التفكير التقليديّة، والتطرّق للمشاكل بطريقة إبداعية، وقالت إن أكثر الأعمال التي يُقدّر ثمنها بأرقام كبيرة، قدرت على هذا النحو بعد أن أصبح لفنانٍ ما اسم كبير نتيجة عمله واجتهاده وإبداعه.

الخط العربي يجسد مشاهد الواقع الفلسطيني

أوضح الفنان علي جوهر أنه حاول من خلال الخط أن يُقدّم دمجًا مع التشكيل بالتعاون مع الفنان خالد الميساوي، حيث أبدعا ثلاثة أعمال جدارية بطول 10 أمتار لكل عمل، وأوضح أنهما سعيا من خلالها لإبراز القضية، واستحضار الأمل، حيث امتزج التراث والخط الذي جاء بعبارات من قلب القضية الفلسطينية مع التشكيل، وقال: تمت الاستعانة بأصول الخط العربي وجماليات التشكيل في طريق حصولهما على خطابين أحدهما موجّه إلى الروح والآخر إلى القلب. بينما أكد خالد الميساوي أن عملهما جمعا بين الفكر والإحساس، مُتضامنين مع غزة، سواء بالرسم أو بخط العبارات التي جاءت على لسان الأطفال، مُشيرًا إلى أن تلك العبارات قادرةٌ على استحضار صور من خيال المشاهد لتتجاور إلى جانب ما تمّ رسمه من أشكال تعود إلى التراث فتستحضر الماضي وتجعله يتجاور مع الحاضر، وأكد أن هذا هو دور الفنان الذي يجب أن يكونَ مُعبّرًا عن نبض المُجتمع.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X