في أي زمن نعيش؟!
بقلم/ خديجة فاروق المطري:
الصمتُ طال على المدى زمنًا، تهالك من وميض التكرار، بقي حائرًا في غيهب السماء.
ضجيج ساكنٌ ووعد بثورة غرّاء ونصر، وحلم شعب ما زال صامدًا يؤجج الأمل بظَفَر قادم، بلاد تعاني الظلم موتًا.
وتحترق أمام العالم حسرة، شعبٌ تخلّى عنهم كلُّ الورى، لكنهم ثابتون بالآمال، تلقاهم في قلب الوغَى ضياغِم أشاوس.
استبسلت زنودهم بعناد جبابرة كسرت الأصفادَ. هم حُماة الأرض، أرواحهم تروي قصص الكفاح والإباء.
أيا أرضًا نزفت من هول المصائب.
تنادي: ساعدوني يا إخوة العرب، جُرحي غائر، عيونُ العوالم خائرة، تراقب، جامدة بلا مشاعر.
وأم تنادي: أنقذونا من فرط المواجع.
وقلب تمزَّق بلا نبض، مكسور الخاطر.
وغزةُ تحترقُ بنار صمت هوجاء، فوق برك الدماء.
لظى لهيب ثائر ودخان ينفث من رماد الأطفال، وعالَم يشاهد مذابح الأهل بصمت خانع من فرط المكاسب.
مسلسل طالت حلقاته فاحترق …فهيا يا بواسل العودة؛ زفوا الأموات فرحًا وعُرسًا للشهداء.
ووعد المُقاتلين البواسل بالصمود، ونصر من رب العالمين قادم.
ونحن شعوب تأكلُنا المواجع بلا حول ولاقوة ولا وحدة أوإرادة.
توجهنا بدعواتنا للنصر وهزيمة الغدر من منبع العَنَت، وسُهد طال في ليلة غرّاء، ودعوة الثبات والصمود لغزة البواسل.
إلى متى نبقى خانعين للغرب حُبًا؟
نطأطئ لها رؤوسنا ذلًا، وتأتي لحظة اليقظة فينا على حين غِرة، تفجر مشاعرنا ثورة الظفر الأخير بالفتح؟
وتشرقُ السماءُ بنور ربها فرجًا لفلسطين وشعبها، وتَنْثالُ عفة وطُهرًا.
وشعبنا تهالك من سفك دماء وذبح، لكنه يواصل معاركَه حتى آخر شهقة.
أيا وطنًا تجلّى بكل صور الكفاح والنزال؛ هيهات أن تسمع الحياة أنين الانكسار.
وتستمر البطولة على مدى الأزمان إلى أن يعود الأمن في بلد السلام.
هي أقدارُنا مكتوبة في صحف الله منذ بدء الخلائق.
والأرض المباركة تحتضن آلاف البواسل.
وتزغرد الأمهاتُ مع كل شهيد رغم الأسى وآلام الفقد والنوازل.
سكونُ العالم مُوجع وضمير العدالة غائب!.
وحروف الهجاء ثكلى تندُب أهلها الغارقين في سُبات خانق!.
تفاهةُ الواقع تدعو للتشاؤم.. أمَا رحمة تنادي.. أما نخوة تؤازر … أما ضجيج يهدم الأصنام والأوثان منذ غابر الزمان.
سؤال مُحير يستشيط قهرًا من صمت لا تحركه زخات المدافع وأنات الأيامى وأشلاء شعب يناضل.
وغزة هاشم تنتظر الإخوة، تبتهل إلى الله أن يُطل سيف أو عتاد وتفتح الأبواب لدحر قاتل.
غَضَبُ شباب أينعتْ أرواحهم، ضاجة حسرة من تفاهة الحقائق،
وجموع الناس تصلي لنصرة إخواننا البواسل.. إلى متى هذا الصمت المُطبق على شفاه العوالم.. فالعين تجهش بالبكاء وصوت العويل يخترق المفاوز.. وقلب الأم تفّجر من هول الفواجع.. فالصبر حُلتهنّ في وداع الشهداء ليلبسن من سندس دائم.. فاللهَ اللهَ يا آل الكرامة والشمائل!