اختراعي «مصيدة التسلل» ينتظر الدعم

الدوحة – أشرف مصطفى:

أكَّدَ المخترعُ القطريُّ محمّد أحمد القصابي جاهزية مشروعه- الذي حصد مؤخرًا 4 جوائز رئيسية في معرض سيول الدوليّ للاختراعات 2023- لدخول حيز التنفيذ. وأعربَ القصابي خلال حوار خاص مع الراية عن تشريفه بتمثيل الوطن في هذا الحدث الدولي المهم، ومشاركته مع الأمانة العامة لمجلس التعاون التي اختارت من كل دولة خليجية مخترعًا واحدًا للمُشاركة في المعرض.

وأوضح أنَّ ما زاد من اعتزازه بهذه الجوائز كونه تنافسَ مع أكثر من 1000 مخترع من 25 دولة، تشاركوا جميعهم ضمن منافسات المعرض، منوهًا بأنها كانت المرّة الأولى له والتي شارك فيها بمثل هذه المعارض الجامعة لعدد كبير من المخترعين من حول العالمِ.

وأكد أنَّ الدعم النفسي الذي تلقاه طوال فترة المشاركة في المعرض، قد ألهبَ حماسه ودفعَه للعمل على التحقيق المزيد من النجاحات. تحدث خلال اللقاء عن طبيعة اختراعه والذي هو عبارة عن نظام خاص لمصيدة التسلل (OPAS) وتطرق القصابي بالحديث عن أوجه الاستفادة منه، وطريقة تسيير الأمور لتطبيق عمله على أرض الواقع من أجل توفيره كمنتج في الأسواق، كما شرح وجهة نظره فيما يخصّ مدى الاهتمام بالمخترعين، ودعم الابتكارات العلميّة في العالم العربي، متمنيًا أن تلقى اهتمامًا أكبر ودعمًا للمخترعين الذين يملؤُون أرجاء العالم العربي. واستعرضَ خططه المستقبلية، مؤكدًا أنَّه مازال في طور البحث عن داعم ليرى مشروعه النور، وفيما يلي نصّ الحوار:

– كيف تمَّ ترشيحُك للمُشاركة في هذا الحدث الدوليّ الهامّ والخاص بالمُبتكرين؟

طريقة الترشيح كانت عن طريق مكتب براءات الاختراع بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث أتاحوا رابط التقديم، واختاروا مخترعًا من كل دولة خليجيّة، وبعد تقدّمي بالمشروع وجدوا أن ملفّي من ضمن الملفات المميزة، وعلى ذلك تم اختياري كممثل قطر في هذا المعرض، مع العلم أن اختيار المخترعين من مواطني دول مجلس التعاون للمشاركة في هذا المعرض الدولي، تم من قِبل فريق مختص من المحكّمين في مكتب براءات الاختراع لاختيار الأفضل من ضمن الاختراعات التي تمّ التقدم بها. وكان الهدف هو الدعم وتشجيع المشاركين من دول مجلس التعاون، والمساهمة في تسويق اختراعاتهم، وإبراز جهود دول المجلس بهذا الشأن.

مصيدة التسلل

– ما هي طبيعة اختراعك وكيفية عمله وأوجه الاستفادة منه؟

اختراعي هو نظام مصيدة التسلل (OPAS)، والذي يعتمد على شرائح صغيرة تثبت في كرة القدم وملابس اللاعبين، دون أن تترك أيَّ تأثير عليهم نهائيًا، حيث تبدو وكأنها باركود مع موجود ماسح خارج الملعب يبين تحركات جميع اللاعبين، وفي حال وجود أي حالة تسلل، يتم التواصل مباشرة مع حكم المباراة عن طريق ساعته بطريقة أتوماتيكية، لتنبيهه بالحالات المخالفة، كما يتم تحليل أداء اللاعبين، وتِبيان الإصابات حال حدوثها وقت المباراة.

– ماذا عن حجم الحدث ومستوى التّمثيل الدولي، والمشاركات وأثر ذلك عليك؟

المعرض شهدَ أكثر من 25 دولة، وأكثر من ألف مخترع، شاركوا جميعهم في معرض سيول الدولي للاختراعات، وبالتالي فإن الفوزَ بأربع جوائز في هذا المعرض أعتبره إنجازًا كبيرًا، علمًا بأنني أشارك للمرة الأولى في مثل هذه المعارض التي تضم عددًا كبيرًا من المخترعين من حول العالم، ولذلك فإنني تشرفت بتمثيل وطني مع الأمانة العامة لمجلس التعاون التي اختارت من كل دولة خليجية مخترعًا واحدًا للمشاركة في المعرض.

راية قطر

– وما هي ردودُ الأفعال التي لاقيتَها في سيول، بعد إعلان فوزِك بأربع جوائز؟

جاءني العديد من ردود الأفعال الجيدة، سواء في المعرض بعد فوزي بهذه الجوائز ورفعي راية قطر عاليًا، أو على المستوى الجماهيري، الأمر الذي تمثل فيما لاقيته من قبل الشعب القطري، حيث لم يقصروا من ناحية التبريكات والدعم النفسي طوال فترة المشاركة في المعرض، وعودتي حاصدًا هذه الجوائز والألقاب.

تجربة عمليّة

– هل خرج مشروعك من حيز الإطار النظري، وتمت تجربته بشكل عملي؟

اختراعي تم تجربته في مباراة ودية وصارت الأمور على الوجه الأكمل، لذلك فإنني أرى أنه بعد النجاح الذي حققه على المستوى العملي، وتمكني من حصد الجوائز وإحداث صدى دولي، من المجحف أن يقف ويكون حبيس الأدراج، والأمر بلا شك بحاجة إلى موافقات رسمية واعتماد من بعض الجهات من أجل تطبيق الفكرة وتنفيذها بشكل فعلي. ولقد اجتمعت مع «الفيفا» وأخبروني أنهم بحاجة لمخاطبتهم بصورة رسمية من قبل جهة مختصة، وأنه لا يتم التعامل بصورة شخصية، ولذلك أدعو الجهات في قطر للوقوف مع مثل هذه المشروعات.

أنتظر الدعم

– كيف ستسيرُ الأمور لتطبيق عملك وتوفيره كمنتج في الأسواق؟

أقومُ بتحويل الفكرة لاختراع بالمساعدات المتوفرة في النادي العلمي والجهات المشابهة، ولكن فيما بعد النموذج أجد نفسي بحاجة إلى جهة تتبنَّى المشروع، وتكون معنيّة بموضوع الاختراع، مثل: الاتحاد القطري لكرة القدم، حيث إن الأمر بحاجة إلى دخوله إلى حيز التجارب العملية من خلال المباريات، ومن ثم توافر الاختراع سوقيًا؛ لذلك أتمنَّى أن تكون هناك جهة داعمة لهذا الاختراع خاصة بعد تحقيقه الفوزَ بهذه الجائزة المهمة، أو حتى تقديم الدعم الذي يساهم في تطوير الاختراع، الأمر الذي يشكل حافزًا لتكملة الطريق في هذا المشروع.

– ما هو تقييمك لمدى الاهتمام بالمخترعين ودعم الابتكارات العلمية في العالم العربي؟

هناك الكثيرُ من الموهوبين وأصحاب المهارات المتفوقة والذين يمتلكون العديد من المقومات، سواء كان ذلك في قطر أو العالم العربي بصورة عامة، لكنّ المبتكرين ما زالوا بحاجة في عالمنا العربي إلى مزيدٍ من الدعم.

خُطط مستقبلية

– هل يأتي تطوير الذات للمُخترعين عبر الجانب الأكاديمي أم العملي أم أن هناك ترابطًا بينهم؟

المخترع لا يوجد له تخصص محدد في الجامعة، فلا يفترض أن أكون مهندسًا أو مبرمجًا أو ما شابه، بل من الممكن للمخترع أن يكون تخصصه القانون أو الإعلام أو أي شيء آخر، سواء كان علميًا أو أدبيًا، في النهاية تبقى الحاجة هي أمّ الاختراع، مع العلم أنّ فكرة الاختراع جاءتني عندما تعرضت كلاعب كرة قدم لإشكالية الاختلاف في الرأي بخصوص احتساب التسلل، وكان الهدف اتخاذ قرارات أدقّ فيما يخص هذا الجانب. وبالتالي يتجلَّى لنا أن أي شخص يواجه صعوبات حياتية محددة يمكنه اللجوء للتكنولوجيا من أجل تخطّي تلك الصعوبات عبر ابتكار يمكنه من فعل ذلك.

– ما هي خططك المستقبلية، وما هي أحدث أفكارك التي تعمل على تطويرها؟

أتمنَّى أن يدخل اختراعي حيز التنفيذ وهو ما أعمل عليه حاليًا من خلال بحثي عن راعٍ يقوم بدعم المشروع، وفي الوقت ذاته أسعى لحصد المزيد من الجوائز، فيما يخصّ هذا الاختراع أو غيره من الاختراعات الأخرى، التي سأعمل عليها خلال الفترة المقبلة.

منافسة قوية

– حدّثنا عن الجوائز التي حصلت عليها بعد مشاركتك بمعرض سيول الدولي للاختراعات؟

هي أربعُ جوائز رئيسية، وجاءت كالتالي: الميدالية الذهبية الخاصة بمعرض سيول الدولي للاختراعات 2023، وجائزة خاصة مقدمة من معهد معلومات براءات الاختراع في كوريا الجنوبية كأفضل اختراع، والجائزة الخاصة للابتكار والمقدمة من سنغافورة، ودرع من مكتب براءة الاختراع في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك عن اختراعي نظام مصيدة التسلل (OPAS).