راية الإسلام

الأمثال في القرآن الكريم

(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) المعنى مثلُ الذين كفروا في دعائهم الآلهة الجماد كمثل الصائح في جوف الليل فيجيبه الصدى، فهو يصيحُ بما لا يسمع، ويجيبه ما لا حقيقة فيه ولا منتفع . وقال قطرب: المعنى مَثَل الذين كفروا في دعائهم ما لا يفهم -يعني الأصنام- كمثل الراعي إذا نعق بغنمه وهو لا يدري أين هي. قال الطبري: المرادُ مثل الكافرين في دعائهم آلهتهم كمثل الذي ينعق بشيء بعيد فهو لا يسمع من أجل البعد، فليس للناعق من ذلك إلا النداء الذي يُتعبه ويُنصِبه . ففي هذه التأويلات الثلاثة يشبه الكفار بالناعق الصائح، والأصنام بالمنعوق به. والنعيق: زجر الغنم والصياح بها، يقال : نعقَ الراعي بغنمه ينعق نعيقًا ونعاقًا ونعقانًا، أي صاح بها وزجرها. قال الأخطل:

انعق بضأنك يا جرير فإنما

مَنَّتك نفسُك في الخلاء ضلالا

والنداء للبعيد، والدعاء للقريب، ولذلك قيل للأذان بالصلاة نداء لأنه للأباعد. ثم شبه الله تعالى الكافرين بأنهم صمٌّ بكمٌ عميٌ.

فالكافرُ في قلة فهمه عن الله مما يُتلى عليه في كتابه، وسُوء قبوله لما يُدعى إليه من توحيد الله ويوعظ به، مثلُ البهيمة التي تسمع الصوتَ إذا نُعق بها، ولا تعقلُ ما يقال لها. وعن عكرمة: «ومثلُ الذين كفروا كمثل الذي ينعقُ بما لا يَسمع إلا دعاء ونداءً» قال، مَثلُ البعير أو مثل الحمار، تدعوه فيسمع الصوت ولا يفقه ما تقول. وعن ابن عباس في قوله تعالى: « ومثل الذين كفروا كمثل الذي يَنعِق بما لا يَسمع إلا دعاءً ونداءً»، كمثل البعير والحمار والشاة، إن قلت لبعضها « كُلْ» لا يعلم ما تقول، غير أنه يسمع صوتك. وكذلك الكافر، إن أمرته بخير أو نهيته عن شر أو وَعظته، لم يعقل ما تقول غير أنه يسمع صوتك.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X