قطر تقيم جسرًا من التضامن مع أهلنا في غزة
علاج 1500 جريح من مصابي العدوان
كفالة 3 آلاف يتيم من الأشقاء في غزة
الجسر الجوي القطري أرسل 54 طائرة للعريش المصرية
الدوحة- جنان الصباغ:
وصلت إلى مدينة العريش في جمهورية مصر العربية الشقيقة، طائرتان تابعتان للقوات المُسلحة القطرية، تحملان 49 طُنًا من المُساعدات، تتضمن موادَ غذائيةً وطبيةً ومُستلزمات إيواء، مُقدمة من صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية، تمهيدًا لنقلها إلى غزة، ليبلغ بذلك مجموع الطائرات 54 طائرة، بإجمالي 1642 طُنًا من المُساعدات. وتأتي هذه المُساعداتُ في إطار مُساندة دولة قطر للشعب الفلسطيني الشقيق، ودعمها الكامل له خلال الظروف الإنسانية الصعبة التي يتعرّض لها حاليًا.
التضامن القطري مع الأشقاء في فلسطين الحبيبة خاصة قطاع غزة المنكوب لم يقف عند الدعم السياسي والدبلوماسي، بل جاء على مُستوى الحدث، حيث وقفت قطر، قيادةً وحكومةً وشعبًا، في صف إخواننا في غزة ضد العدوان الظالم، وسخَّرت قطر كل إمكاناتها لدعم صمود الأشقاء في وجه هذه الهمجية والإجرام الوحشي للاحتلال الغاشم، فقطر ومنذ اليوم الأول للعدوان تحركت لنجدة الأشقاء وتقديم الدعم الإنساني والإغاثي.
وقد أطلقت قطر جسرًا إغاثيًا جويًا لمدينة العريش المصرية لنقل المعونات والمُساعدات القطرية العاجلة لغزة، حيث بلغت 1642 طُنًا من المُساعدات ضمن 54 طائرة بالإضافة إلى نقل عدد من جرحى القطاع لتلقي العلاج في قطر وإجلاء حَمَلَة الإقامة، وكذلك توجيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى بعلاج 1500 جريح، وكفالة 3 آلاف يتيم من الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
واستكمالًا لهذه الجهود الإنسانية والإغاثية جاءَ تدشين حملة «واجب فلسطين» في اليوم الوطني لدولة قطر لتبعث برسالة دعم في إطار موقف دولة قطر المُساند للشعب الفلسطيني الشقيق، لإغاثة ضحايا العدوان على غزة، خاصة المُصابين والجرحى والأيتام والأرامل، فمن حق أهلنا في فلسطين علينا أن نجودَ بالغالي والنفيس في سبيل حمايتهم ودعم صمودهم في ظل الظروف المأساوية التي يُعانون منها خاصة مع دخول فصل الشتاء وتشرد مئات الآلاف من بيوتهم المُهدَّمة وعيشهم في خيام تفتقر لأدنى مُتطلبات الحياة الكريمة، ومن هنا جاءت الفزعة القطرية لأهلنا في فلسطين ليبقوا صامدين في وجه العدوان الإسرائيلي الوحشي، وفي التقرير التالي نورد أبرز أشكال الدعم والتضامن القطري من أهلنا في قطاع غزة:
إجلاء حَمَلَة الإقامة القطرية
في إطار جهود دولة قطر الإنسانيّة في قطاع غزة لحماية المدنيين، وتقديم الدعم اللازم لهم، عملت الدولةُ على إجلاء حَمَلة الإقامة القطرية العالقين في قطاع غزة. وأجلت الدولة قرابة الـ 100 فلسطيني من حَمَلَة الإقامة القطرية من قطاع غزة، عن طريق مدينة العريش، بواسطة طائرات تابعة للقوات المُسلحة القطرية، بالتنسيق مع الحكومة المصرية. وشددت وزارةُ الخارجيّة بدولة قطر على أن كافة إجراءات إجلاء حَمَلة الإقامة القطرية من قطاع غزة مجانية بالكامل وتقوم على أسس واضحة وشفافة بواسطة الوزارة حصرًا. كما أعلنت وزارةُ الخارجية القطرية، يوم 23 نوفمبر الماضي، نجاح أول عملية لإجلاء 20 فلسطينيًا من حَمَلة الإقامة القطرية من غزة، وذلك عشية بَدء سريان الهدنة الإنسانية بين الاحتلال الإسرائيلي والمُقاومة.
1642 طُنًا مساعدات إنسانية
دشنت دولةُ قطر جسرًا جويًا لإرسال المُساعدات والمعونات الطبية والإغاثية والإنسانية لأهلنا في غزة، وذلك في إطار مُساندتها للشعب الفلسطيني الشقيق، ودعمها الكامل له خلال الظروف الإنسانيّة الصعبة التي يتعرّض لها منذ بَدء العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أرسلت 1642 طُنًا من المُساعدات الإغاثيّة والإنسانيّة، عبر مطار مدينة العريش في جمهورية مصر العربية، عبر أكثر من 54 طائرة تابعة للقوات المُسلحة القطرية.
ولقد كثفت دولةُ قطر من تحرّكاتها الإنسانية على الأرض في قطاع غزة، حيث زارت وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية غزة في أواخر نوفمبر الماضي ضمن وفد دبلوماسي قطري، للإشراف على عملية إدخال وإيصال حُزمة مُساعدات قطرية إضافية للشعب الفلسطيني، حيث وقفت سعادتها على عمليات تدفق المُساعدات الإنسانية القطرية من معبر رفح، وذلك في أول زيارة لمسؤول عربي رفيع، منذ بَدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، مؤكدة على استعداد قطر الكامل لإرسال المزيد من المُساعدات إلى غزة، خاصة في ظل عدم الرضا عن وتيرة المُساعدات الحالية من الدول المُختلفة التي لا تفي بالاحتياجات في ظل الوضع الإنساني الكارثي.
طاقم طبي قطري بالعريش
قامت قوةُ الواجب من الطاقم الطبي القطري التابع للقوات المُسلحة القطرية بمُساعدة طاقم سفينة المُستشفى البحرية الإيطالية (فولكانو) المتواجدة في ميناء العريش على علاج الجرحى من الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج على متنها. وتفقّدت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، والوفد المُرافق لها، الجرحى المتواجدين على متن السفينة، وتبادلت سعادتها الأحاديث الودّية معهم، كما أعربت عن تعاطف دولة قطر واهتمامها بهم، في إطار دعمها الكامل للشعب الفلسطيني الشقيق، لا سيما خلال الظروف الإنسانيّة الصعبة التي يتعرّض لها حاليًا.
علاج الجرحى وكفالة 3 آلاف يتيم
كان لمُصابي العدوان الإسرائيلي النصيب الوافر من الاهتمام القطري، حيث وجَّه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى بعلاج 1500 جريح، وكفالة 3 آلاف يتيم من الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وستتكفل دولة قطر بنقل الجرحى ومُرافقيهم بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية الشقيقة، تمهيدًا للعلاج في المُستشفيات المُحددة. وتأتي هذه المُبادرةُ امتدادًا لدعم قطر الثابت وجهودها المُستمرة للتخفيف عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لا سيما خلال الظروف الإنسانية الصعبة التي يتعرّض لها حاليًا. وقد بلغ مجموع ما وصل من الجرحى خمس دفعات، وكانت الدفعة الأولى من الجرحى قد وصلت في الرابع من ديسمبر الحالي، كما أعلنت قطر عن تعهدها بتقديم 50 مليون دولار كحُزمة مُساعدات إنسانية أوليّة تستهدف اللاجئين والنازحين والجرحى والأيتام والمُتضرّرين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.كما تعهدت دولة قطر، بتقديم 100 منحة دراسية للشباب الفلسطينيين، من خلال برنامج الفاخورة التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع.
حملة «واجب فلسطين»
تبرع حضرة صاحب السمو الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدَّى، بمبلغ 100 مليون ريال قطري لحملة: «واجب فلسطين»، المُخصصة لإغاثة أهل غزَّة. وأسفرت حملةُ «واجب فلسطين»، التي أطلقتْها هيئةُ تنظيم الأعمال الخيرية، بدولة قطر، بالشراكة مع الهلال الأحمر القطري، وجمعية قطر الخيرية، وبالتعاون مع المؤسسة القطرية للإعلام، وفي اليوم الوطني لدولة قطر، عن جمع 200.048.750 ريالًا قطريًا لدعم أهل غزة وتوفير الاحتياجات العاجلة لهم من دواء وغذاء في ظلّ الحملة العدوانيّة التي يقودُها جيشُ الاحتلال الإسرائيلي ضد القطاع، التي تسبّبت في مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، والنساء والشيوخ والأطفال، فضلًا عن مئات آلاف النازحين. وتهدفُ الحملةُ لإغاثة ضحايا العدوان على غزة، خاصة المُصابين والجرحى والأيتام والأرامل والثكالى والأطفال والمُسنين والنساء الحوامل، وأطلقت هيئةُ تنظيم الأعمال الخيرية، حملة «واجب فلسطين» الإغاثية، لمُساعدة المُتضرّرين من العدوان على غزة، بالشراكة مع جمعية الهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية، وبالتعاون مع المؤسسة القطرية للإعلام «تلفزيون قطر». وأكدت الهيئةُ، أن حملة «واجب فلسطين» تهدف إلى تلقي التبرعات من شرائح المُجتمع كافة، من قطريين ومُقيمين، لشراء ما يلزم من احتياجات عاجلة من دواء وغذاء، وخيام، وكساء، ومياه ومواد التنظيف ومُستلزمات الأطفال والنساء. وقامَ تلفزيون قطر في اليوم الوطني للدولة الموافق الثامن عشر من ديسمبر، بتغطيةٍ مُباشرةٍ للحملة ولمواقع التبرّعات.