المحليات
دشّنتها حمد الطبية لنشر الوعي حول أضرار التبغ

الراية تشارك في مبادرة «مجالس خالية من التدخين»

د. أحمد الملا: 25 % من السكان مدخنون

المجالس أحد الأماكن المجتمعية الرئيسية للتدخين والتدخين السلبي

895 مليون دولار حجم الإنفاق على أمراض تتعلق بالتدخين

استهلاك التبغ لا يزال أحد التهديدات للصحة العامة رغم الحملات التوعويّة

استيراد 400 مليون سيجارة و 700 ألف كيلو تبغ سنويًا

الدوحة- عبدالمجيد حمدي:

دشَّنَ مركزُ مُكافحة التدخين التابع لمؤسَّسة حمد الطبية برنامج: « معًا لمجالس خالية من التدخين»، وذلك خلال زيارة لمجلس المواطن عبدالله أحمد العبيدلي، ووسط ترحيبٍ كبيرٍ من روَّاد المجلس الذين أثنوا على البرنامج وأهدافه، وطالبوا باستمراره على مدار العام؛ أملًا في تحقيق الهدف المرجو، وهو تقليل التدخين في المجتمع إلى أكبر نسبة ممكنة.

الراية رافقت مسؤولي مركز مكافحة التدخين خلال تدشين البرنامج، والذين أكّدوا أهمية تضافر جهود المُجتمع؛ لإنجاح البرنامج، والوصول للهدف الأسمى، وهو التوقف عن التدخين، خاصةً في ظلّ انتشار أنواع عديدة منه، بدايةً من السجائر إلى الشيشة، وصولًا إلى السجائر الإلكترونية أو الفيب، وأكياس النيكوتين.

وقالَ الدكتورُ أحمد محمد الملا – استشاري الصحة العامة، مدير مركز مكافحة التدخين-: إنَّ البرنامج سوف يتضمن زيارة مجلسٍ أو أكثر في الأسبوع، حيث سيجري نشر التوعية، وتبادل الآراء حول الأضرار الصحية للتدخين على الفرد والمجتمع، وفوائد الامتناع عن التدخين.

وكشفَ أنَّ نسبة التدخين في قطر وصلت إلى أكثر من 25%، من السكان البالغين الذين يستخدمون منتجات التبغ يوميًا، منهم 43 % من مدخّني السجائر، و21 % من مُستخدمي الشيشة، والنسبة المتبقية يستخدمون السجائر أو الشيشة الإلكترونية، وبدائل النيكوتين، موضحًا أن المجالس تعد أحد الأماكن المُجتمعية الرئيسية للتعرّض للتدخين، والتدخين السلبي.

وأضافَ: إنه من هذا المنطلق، فقد قرَّر المركز البدء في هذه الحملة التي نأمل من خلالها تقليلَ عدد المجالس التي يتم التدخين داخلها، موضحًا أن مثل هذه الحملات التوعويَّة، تهدف إلى نشر المعلومات والرسائل الصحيحة حول قضية التدخين، والحدّ من زيادة معدلاته بين أفراد المجتمع، خصوصًا في الأماكن المغلقة التي اعتادوا الجلوس فيها كالمجالس، منوّهًا إلى أنه على الرغم من تنفيذ العديد من الحملات التوعويّة والبرامج الوقائية لمكافحة التدخين، إلا أنّ استهلاك التبغ لا يزال يعد أحد التهديدات للصحّة العامة في المجتمع، وخصوصًا بعد دخول منتجات جديدة السوق المحلي، مثل: السجائر الإلكترونية، والسويكة الأوروبية، «أكياس النيكوتين».

وتابع: إنّه سيتم تكريم المجالس الملتزمة؛ تشجيعًا على الاستمرار في منع التدخين والمشاركة في هذه الحملة المجتمعية التي تهدف لتعزيز الصحة العامة بالبلاد، موضحًا أن برنامج: « معًا لمجالس خالية من التدخين» يعدّ البرنامج الأول من نوعه على مُستوى دول مجلس التعاون الخليجي.

وكشفَ الدكتور الملا أن تكلفة الإنفاق على علاج الأمراض المُتعلقة بالتدخين تبلغُ حوالي 895 مليون دولار سنويًا، موضحًا أنه وَفقًا للإحصاءات فإنه يتم استيراد أكثر من 400 مليون سيجارة وحوالي 700 ألف كيلو من التبغ، وهو ما يوضح أهميّة العمل والتحرك بقوة نحو التصدّي لهذه الظاهرة السلبيّة.

د. جمال باصهي: السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد مسرطنة

أكدَ الدكتورُ جمال باصهي- اختصاصي مكافحة التدخين، بمركز مكافحة التدخين- توفيرَ خِدمات مُتميزة في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة من خلال عيادات متخصصة على أعلى مستوى، لافتًا إلى أن انتشار التدخين في قطر يعد منخفضًا، مقارنةً بدول أخرى والتي تصل فيها نسبة التدخين إلى 65%، في حين أن النسبة في قطر لا تتعدَّى 25%. وحذَّر من انتشار السجائر الإلكترونية أو الفيب الذي أصبح موضة بين الشباب، بشكل خاص، موضحًا أنه يحتوي على مواد كيماوية مسرطنة تؤدي لالتهاب الرئة، ومن ثم التهاب رئوي حاد، ومن ثم الوفاة، لا قدر الله.

د. أحمد الحسن: 35 % نسبة النجاح في الإقلاع عن التدخين

قالَ الدكتورُ أحمد الحسن- اختصاصي مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية-: إنَّ المؤسسة توفر من خلال مركز مكافحة الإقلاع عن التدخين العديدَ من الوسائل العلاجية للتوقّف عن التدخين، مُوضحًا أنَّ نسبةَ النّجاح في المركز بلغتْ حوالي 35%، وهو معادلٌ للنسبة العالمية في هذا الصدد، لافتًا إلى أنَّ المركز يوفّر العلاج بأقراص النيكوتين والعلاج النفسي، وأيضًا العلاج بالليزر.

ولفتَ إلى أنَّ إرادة المدخن هي العامل الأساسي في التوقف أو الإقلاع عن التدخين، موضحًا أن المركز هدفه مساعدة الراغبين في التوقف عن التدخين، خاصة أنَّ الإحصائيات العالمية تشير إلى أن نسبة الذين نجحوا في التوقف عن التدخين بدون مساعدة قليلة، ومن ثم جاءت فكرة إنشاء المركز.

وقالَ د. عاشور إبراهيم- اختصاصي نفسي- بمركز مكافحة التدخين: إن خدمة الطبيب النفسي تعدّ من الخدمات الهامة التي تقدَّم للمراجعين الراغبين في الإقلاع عن التدخين، موضحًا أنه يتم عقد جلسات توعويّة منفردة تصل إلى 40 دقيقةً مع كل مراجع جديد لتوعيته بأهمية التوقّف عن التدخين ومخاطر الاستمرار في هذه الظاهرة.

مواطنون شاركوا في المبادرة لـ الراية:

المجالس مدارس للتوعية والحفاظ على صحة المجتمع

أشادَ عددٌ من المُواطنين ببرنامج: «معًا لمجالس خالية من التدخين»، للعمل على نشر الوعي بين أفراد المُجتمع حول التأثيرات السلبية الخطيرة للتدخين، وأهمية العمل على التصدي له، خاصةً في ظلّ ارتباطه الكبير بالكثير من الأمراض الأخرى، مؤكدين أنّ هذه المبادرة فريدة من نوعها في التواصل مع أفراد المجتمع في مكان تواجدهم، والنزول إليهم في منازلهم.

وأثنى المواطن عبدالله أحمد العبيدلي على مبادرة مركز مكافحة التدخين في هذا الصدد، والعمل على جعل مجالس قطر خالية من التدخين؛ بهدف الحفاظ على الصحة العامة للجميع، مشيرًا إلى أنَّ مجلسه، الذي شهد انطلاق الحملة، خالٍ من التدخين منذ 12 عامًا. ولفتَ إلى أهمية العمل على زيادة الوعي بين جميع أفراد المجتمع، موضحًا أن المجالس تضم الآباء والأصدقاء والزملاء في العمل، ومن ثم فإنها فرصة جيدة لتعزيز الوعي من خلال المحاضرات التوعويَّة التي يوفرها المركز بهذه المجالس، ومن ثم نقل المعرفة لأفراد العائلات، حتى تعم الفائدة والوعي بين الجميع.

وقالَ المواطن أحمد الملا: إنَّ مثل هذه المبادرات المجتمعية لا شكَّ سيكون لها تأثير كبير في تعزيز الوعي بين أفراد المجتمع، حيث إنّها تقتحم المجالس وتنخرط مع السكان على الأرض؛ أي أنها تسعى للوصول إلى المُستفيدين، ولا تنتظرهم في أماكن توفير الخدمات، معبرًا عن أمله في أن تستمر هذه الحملة وألا تكون عبارة عن فقاعة، سريعًا ما تنتهي، بل لابد من العمل على تعزيزها واستمرارها على مدار العام؛ للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المُنتفعين.

وطالبَ الملا – الذي يعمل معلمًا للغة العربية – بأهمية الحرص على نشر الوعي بين الآباء والأمهات، بشكل خاص، حول المتابعة والمراقبة الشديدة للأبناء، ورصد متغيراتهم السلوكية؛ لمنع انتشار التدخين بين الطلاب الصغار.

وقالَ المواطنُ أحمد علي محمد: إنه من أكثر المؤيدين لهذه المبادرات المجتمعية المفيدة للجميع، والتي تعزز الوعي بشكل كبير من خلال نشر المعرفة عن طريق المحاضرات والنقاشات التي تدور بالمجالس وتبادل الأفكار والآراء حول أهمية مكافحة التدخين والعمل على منع انتشاره بين السكان، وصولًا إلى أقل نسبة انتشار للتدخين في البلاد.

وأوضحَ حسن الملا، أن مُبادرة «معًا لمجالس خالية من التدخين» تعدّ إحدى المُبادرات التوعوية المبتكرة، والتي، بلا شك، سيكون لها تأثير في مسألة نشر الوعي بين جميع أفراد المجتمع، مؤكدًا على أهمية زيادة الإنفاق على الحملات التوعوية التي سيكون لها تأثير إيجابي هام في الحد من الظاهرة، ومواجهة شركات التبغ العالمية الكبرى التي تنفق الملايينَ على منتجاتها وتسويقها.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X