أخبار عربية
الدوحة أطفأت حرائق دبلوماسية وكتبت نهايات سعيدة لأزمات حول العالم في 2023

5 نجاحات للوساطة القطرية

قطر أهدت للعالم اتفاقيات تبادل سجناء ولم شمل أطفال بأسرهم

الهدنة بين حماس وإسرائيل أطلقت 240 أسيرة وطفلًا فلسطينيًا

الدوحة – طارق المساعفة:

كانَ العامُ 2023 عامَ الوساطات القطريَّة الناجحة، حيث أهدت قطرُ إلى العالم خمسَ وساطات، نجحت فيها الدوحة بإنهاء أزمات وإطفاء حرائق دبلوماسيَّة، وكتبت نهاياتٍ سعيدةً لمحنة العديد من الأسرى، والمُحتجزين في أكثر من بلدٍ، ولا تزالُ قطر تؤكّد مساعيها الدؤوبة؛ لأجل إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، بإبرام اتفاق بين إسرائيل وفصائل المقاومة، في مقدمتهم حماس، يضمن استدامة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإجراء صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين. وخلال السنوات الأخيرة، لعبت قطر دورًا بارزًا في دعم وتسهيل عمليات الوساطة في مناطق متعددة، تجاوزت الشرق الأوسط، وآسيا، وإفريقيا، ووصلت إلى مناطقَ أبعدَ وأصعبَ في ملفاتِها.

وقد حفلَ سجلُّ الوساطات القطرية بنجاحاتٍ كبيرةٍ، ذلك لأنّ دبلوماسية الوساطة تعتبر ركنًا أصيلًا وأساسيًا من أركان السياسة الخارجيّة القطرية، حيث تلعب دورًا مهمًا في تحقيق السلام، وحلّ النزاعات، وفي هذا التقرير نوردُ أبرزَ الوساطات القطرية الناجحة في العام 2023.

قطر لم تفقد الأمل بهدنة جديدة في غزة

لا شكَّ أنَّ دولة قطر، ومنذ اليوم الأوَّل للعدوان الإسرائيليّ على غزّة والذي يقتربُ من دخول شهره الثالث سخَّرت كلَّ طاقاتها من أجل حقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، وإيجاد اتفاق سياسي ينهي العدوان، ويسمح بتبادل السجناء، ودخول المساعدات، وخروج العالقين من القطاع.

وقد انفتحت قطرُ على جميع الأطراف، ونادت بضرورة تنسيق الجهود الدولية من أجل الدفع نحو حلّ الأزمة في غزة بشكل سِلمي، وقد توَّجت جهودها الدبلوماسية بالتوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية يوم 22 نوفمبر 2023، وذلك بوساطة مشتركة مع مصر والولايات المتّحدة، بين إسرائيل وحركة حماس، حيث شمل الاتفاق تبادل ٥٠ من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق سراح عددٍ من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق، وقد نجحت قطرُ لاحقًا في تمديد اتّفاق الهدنة حتى 7 أيام، حيث تم إطلاق سراح 110 نساء، وأطفال إسرائيليين وأجانب أسرى في غزة، مقابل إطلاق سراح 240 من النساء والفتيان الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية. إلا أن الاحتلال قرَّر استئناف العدوان أول ديسمبر، حيث أعربت قطر عن أسفِها الشديد لاستئناف العدوان.

وأكَّدت أن المفاوضات بين الجانبَين: الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة؛ بهدف العودة إلى حالة الهدنة، كما أوضحت أنَّ دولة قطر ملتزمة مع شركائها في الوساطة باستمرار الجهود التي أدَّت إلى الهدنة الإنسانية، ولن تتوانى عن القيام بكلّ ما يلزمُ للعودة إلى التهدئة.

نهاية سعيدة لأطفال أوكرانيا في روسيا

تمكّنتْ قطرُ من التّوسط للمِّ شملِ أطفال أوكرانيين في روسيا بذويهم في أوكرانيا، حيث نجحت قطرُ مرتَين في إتمام المهمّة الإنسانية، ففي يوم 16 أكتوبر 2023، أعلنت قطرُ عن نجاح عمليّة لمّ شمل عددٍ من الأطفال الأوكرانيين بعائلاتهم في أوكرانيا، وقد عدّتها بدايةً مهمة نحو لمّ شمل بقية الأطفال المتأثرين بالحرب الروسية – الأوكرانية بعائلاتهم.وأشارت قطرُ في بيان لوزارة الخارجية إلى أنها سهلت استضافة الأطفال وعائلاتهم في مقرّ سفارة دولة قطر في موسكو، ومن ثَم نقلهم إلى وجهتهم النهائية، لضمان سلامتِهم وراحتهم والتأكّد من احتياجاتهم.

كما نجحت قطر مجددًا يوم 6 ديسمبر 2023 في لمّ شملِ الأطفال الأوكرانيين للمرَّة الثانية مع عائلاتهم في أوكرانيا،وذلك ضمن وساطتها المستمرة في جمع الأسر المُشتتة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية. وأوضحت أنّه تمّت استضافة 6 أطفال وعائلاتهم في مقرّ سفارة قطر في موسكو، ومن ثَم تمّ نقلهم إلى وجهاتهم النهائية لضمان سلامتهم وراحتهم، والتأكد من احتياجاتهم.

تبادل سجناء بين أمريكا وفنزويلا

كعادتِها نجحتْ دولةُ قطر بعد سلسلةٍ من المفاوضات والجولات المكوكيّة بين واشنطن وكاراكاس في التوصّلِ لاتفاق تبادلِ سجناء يوم 21 ديسمبر 2023، وذلك بعد أن عملت قطر على عدّة إجراءات لبناء الثقة بين الطرفَين، رغم الخلافات السياسيّة العميقة، وقد تدخلت قطر لأسباب إنسانية لإتمام هذا الاتفاق وسخّرت دبلوماسيتها بناءً على رغبة الطرفين. وفي هذا الصدد، أوضحَ سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية، أنَّ فنزويلا، أطلقت سراح 10 سجناء أمريكيين، مقابل إطلاق الولايات المتحدة سراح سجين فنزويلي، بعد عقد عددٍ من جلسات الوساطة بين الطرفين.وأكّد أن هذه الخطوة جزءٌ من وساطة أشمل لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين. وشدّد سعادته، على أن نجاح هذه الوساطة يؤكد مجددًا مكانة قطر كشريك موثوق على المستويَين: الإقليمي والدولي، كما يعكس دورَها الفعَّال في صناعة السلام، وتعزيز الأمن والاستقرار في المِنطقة والعالم.

صفقة تبادل محتجزين بين واشنطن وطهران

لقد خطفتْ قطرُ الأنظارَ بنجاحِها في الوساطة بين الولايات المتحدة، وإيران وشمل الاتفاق – الذي تم تنفيذه يوم الثامن عشر من سبتمبر- الإفراجَ عن 5 إيرانيين، كانت تحتجزهم الولايات المتحدة، وتحويل 6 مليارات دولار من أموال طهران. في المقابل، أفرجت إيران عن 5 سجناء أمريكيين، وفور تنفيذ بنود الاتفاق، شكرَ الرئيس الأمريكي جو بايدن حكومتَي قطر، وعُمان على مساعدتهما في تأمين الإفراج عن مُواطنيه.

وفي هذا الصدد، قالَ المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الدكتور ماجد الأنصاري: إنَّ تنفيذ اتفاق تبادل السجناء بين أمريكا وإيران يدلّ على مكانة دولة قطر كشريك دولي موثوق به في مجال الوساطة.

وأكَّد الدكتور الأنصاري أن تنفيذ هذا الاتفاق يمثل نجاحًا جديدًا يضاف إلى النجاحات المشهودة للدبلوماسية القطرية في عددٍ من الملفّات الإقليمية والدولية. كما عبَّر، وزيرُ الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن «تقديره العميق» للدور الذي لعبته قطر خلال العامين الماضيين في التوسط في الاتفاق مع طهران، مؤكدًا أن مفاوضات صفقة تبادل السجناء مع إيران منفصلة تمامًا عن علاقات واشنطن مع طهران. كما ثمَّنت وزارة الخارجية الإيرانية دور دولة قطر المؤثر في عملية انتقال أصول مالية إيرانية، وتبادل السجناء مع واشنطن، ووجّهت الشكر لسلطنة عُمان وسويسرا على جهودهما.

وقالت الخارجية الإيرانية -في بيان-: إن إنفاق الأموال المحررة في قطر سيتم بناءً على احتياجات إيران وأولوياتها.

 

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X