حمى الضنك غير معدية ولا داعي للقلق
أنواع دخيلة من البعوض تنقل الفيروس تزامنًا مع الشتاء والأمطار
ضرورة التخلص من المياه الراكدة في الحاويات الخارجية بالمنزل
الإصابة تحدث نتيجة عدوى فيروسية بسبب لدغ البعوض
لا خوف من المخالطة.. والتشخيص من خلال فحوصات الدم
الدوحة- عبد المجيد حمدي:
أكدَ الدكتور عبد اللطيف الخال، مُدير التعليم الطبي ورئيس قسم الأمراض المُعدية بمؤسسة حمد الطبية والرئيس المُشارك للجنة الوطنية الصحية للاستعداد للأوبئة، أهمية التزام أفراد المُجتمع بالإرشادات الوقائية التي أوصت بها وزارةُ الصحة العامة لحماية أنفسهم من الإصابة بالفيروس المُسبّب لحُمى الضنك الذي تنقله أنواع دخيلة من البعوض تُعرف باسم ايدس ايجبتاي، وذلك تزامنًا مع حلول فصل الشتاء وبَدء موسم الأمطار.
وشددَ، في تصريحات لـ الراية ، على أهمية أن يكونَ أفراد المُجتمع على دراية بكيفية تجنب التعرض للدغات البعوض، بالإضافة إلى الإجراءات اللازمة التي يجب اتخاذها إذا ظهرت عليهم علامات وأعراض حمى الضنك، موضحًا أنه وَفقًا لبيانات مُنظمة الصحة العالمية فقد أصبح فيروس حمى الضنك مُستوطنًا في أكثر من 100 دولة حول العالم، وذلك بسبب الاحتباس الحراري والتغير المُناخي بالإضافة الى الازدياد الكبير في حركة التجارة العالمية والسفر. ولفتَ د. الخال إلى أن الأمر لا يدعو للقلق، حيث إن احتمال الإصابة لا يزال محدودًا، خاصة أن وزارة البلدية قد بذلت جهودًا كبيرةً في السيطرة على تكاثر البعوض والحدّ من انتشاره، موضحًا أن اتباع إجراءات وقائية بسيطة يمكن أن يُسهمَ بشكل كبير في الحد من الإصابة بفيروس حمى الضنك.
ولفتَ إلى أن هذه الإجراءات تشمل استخدام كريم أو بخاخ طارد للبعوض يحتوي على مادة DEET أثناء التواجد بالأماكن المفتوحة، وارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة لتغطية الذراعين والساقين وكذلك الرقبة، وإبقاء نوافذ وأبواب المنازل مُغلقة قدر الإمكان لمنع دخول الحشرات أو استخدام الشبك الذي يمنع دخول الحشرات.
كما نصحَ د. الخال بالتخلص من المياه الراكدة في الحاويات الخارجية بالمنزل، بما في ذلك الدلاء وأُصص النباتات وأحواض السباحة التي يكون الماء فيها راكدًا أو النُفايات مثل الإطارات القديمة، والتأكد من تغطية جميع خزانات المياه حتى لا يتمكن البعوض الناقل من وضع بيضه.
وقالَ إن بعوض أيدس أيجبتاي الناقل للمرض يكون شكله مُتميزًا، حيث يغلب اللون الأسود على جسمه مع وجود خطوط أو حلقات بيضاء على الأرجل وعلى البطن، وينتشر هذا النوع من البعوض في المناطق ذات المُناخ الاستوائي وشبه الاستوائي في مُعظم مناطق العالم.
وأضافَ: إن حمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل للفرد عندما يتعرّض للدغة بعوضة حاملة للفيروس، موضحًا أن الإصابة ليست مُعدية ولا تنتقل من شخص لآخر عن طريق المُخالطة.
وفيما يتعلق بالأعراض الناجمة عن الإصابة، قال الدكتور الخال إنه قد لا تظهر الأعراض على مُعظم الأشخاص الذين يُصابون بفيروس حمى الضنك، إلا أن بعض الأفراد المُصابين قد يُعانون من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا الشديدة خلال أربعة إلى عشرة أيام بعد تعرضهم للدغة بعوضة حاملة للفيروس، وقد تشمل الأعراض ارتفاع درجة الحرارة والصداع الشديد والألم خلف العينين وآلامًا بالمفاصل والعظام والعضلات والغثيان والطفح الجلدي والنزيف من الأنسجة المخاطية، وفي حالة حدوث إصابة شديدة قد يحتاج المريض الى دخول المُستشفى لتلقي العلاج.
وأوضحَ رئيسُ قسم الأمراض المُعدية أنه لا تتوفر حتى الآن أدوية مُضادة للفيروسات فعالة لمُعالجة حمى الضنك، ولكن العلاج المُناسب في حال الإصابة يتركز على تخفيف شدة الأعراض من خلال الأدوية التي تخفض الحمى وآلام المفاصل والعضلات والتعامل مع أي تعقيدات مرضية قد تحصل بالإضافة إلى الإكثار من تناول المريض السوائل خلال فترة الإصابة لتجنب الجفاف.
ولفتَ إلى أنه يمكن تشخيص المرض من خلال فحوصات يتم إجراؤها على دم المريض، كما يتوجب على أي شخص يُعاني من هذه الأعراض التوجّه إلى أي مرفق طبي للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.