غزة -أ ف ب:
قرابة المئة يوم مرت على اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى خراب مع أحياء كاملة لم يبق منها سوى أنقاض ونظام صحي مُنهار ومشارح تغُص بالعائلات الثكلى ومواطنين منهكين يسيطر عليهم الرعب.في مخيم مُستحدث في مدينة رفح في جنوب القطاع، يقول عبد العزيز سعدات «إنها مئة يوم فقط، لكن كأنها مئة سنة». فرّ سعدات من منزله على غرار غالبية سكان غزة. في خيمته، يشعر ببرد قارس في الليل.
تركت الحربُ بصمات بدّلت تمامًا شكل القطاع الساحلي الصغير المُكتظ بـ 2,4 مليون نسمة، فبعدما كانت أحياؤه تضجّ بالحركة والسيارات، باتت الآن مملوءة بالركام والمباني المُهدمة.ويقول سعدات «يعيش البعض في مدارس، والبعض الآخر في الشوارع، ينامون على الأرض أو على مقاعد. لم توفّر الحرب أي شيء». ونزح حوالى 1,9 مليون شخص يمثلون 85 في المئة من سكان القطاع المحاصر من منازلهم، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
مكان للموت واليأس
ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث قطاع غزة بأنه بات «بكل بساطة غير صالح للسكن…وأصبح مكانًا للموت واليأس». ويسعى الغزاويّون للاستمرار كما يتيسّر لهم، وتمكّن بضع مئات منهم فقط من الخروج من القطاع الخاضع منذ 2007 لحصار فرضته إسرائيل.
وخلّف العدوان حفرًا في مخيمات اللاجئين والطرق، وتضرّرت مدارس وجامعات ومساجد ومرافق عامة.
دمار هائل
وخلص أستاذان جامعيان أمريكيان هما: خامون فان دين هوك وكوري شير -استنادًا إلى صور عبر الأقمار الصناعية- إلى أن 45 إلى 56% من مباني قطاع غزة دمرت أو تضررت حتى الخامس من يناير.
ورأى كوري شير أن الدمار «واسع جدًا وكان سريعًا للغاية»، معتبرًا أن حجم الأضرار «مُماثل للدمار في المناطق الأكثر عرضة للقصف في أوكرانيا».
وكشفت دراسة أجراها مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية أن 18% من المباني دمرت أو تضررت بعد خمسين يومًا من الحرب. وفي حال انتهاء القتال، فهذا لا يعني أنه سيكون بإمكان سكان القطاع العودة إلى منازلهم، إذ إن إعادة الإعمار ستكون عملية شاقة تتطلب مجهودًا هائلًا.فقد أصيبت مواقع أثرية ومعالم مهمة في قطاع غزة، وعلى الأخص بين الأزقة الضيقة المُتشابكة في وسط مدينة غزة التاريخي، حيث دمر المسجد العمري، أقدم مساجد القطاع.