آسيا ترفض المفاجآت !

متابعة – صابر الغراوي:

كشفتْ مُنافساتُ الجولة الأولى من مرحلة المجموعات ببطولة أُمم آسيا قطر 2023 عن الكثيرِ من ملامح المُنافسة على بطاقات التأهّل إلى دور ال16، وذلك بعد أن تكشّفت أوراقُ الفرق ال24 المشاركة في هذا التجمع الكُروي الكبير.

ورغم كثيرة العناوين التي يمكن أن نستخلصها من المباريات ال12 التي أُقيمت حتى الآن فإنّ العنوان الأبرز حتى الآن يتعلق بغياب المفاجآت عن البطولة بنسبة كبيرة، حيث فاز جميع المرشحين لتحقيق الفوز، وخسرت المنتخبات المتوقع خسارتها، وذلك باستثناء لقاءَين يمكن أن نقول إن نتيجة كلٍ منهما كانت بمثابة «نصف مفاجأة» والحديث هنا عن تعادل طاجيكستان مع الصين، وفوز تايلاند على قيرغيزستان.

وبخلاف ذلك فرضت المنتخباتُ الكُبرى سيطرتها على منافسات الجولة الأولى، حيث حقَّق المنتخب القطري حامل اللقب فوزًا مريحًا على المُنتخب اللبناني بثلاثية نظيفة، وفاز الكوري الجنوبي على البحرين بالثلاثة أيضًا، أما اليابان وإيران فتفوق كلاهما بالأربعة على منتخبَي فيتنام وفلسطين، والعراق على إندونيسيا والأردن على ماليزيا، وأستراليا على الهند، والسعودية على عُمان.

وفرضت منافسات الجولة الأولى بشكل عام هدنةً مؤقتةً في منافسات البطولة باعتبار أنّ المرشحين للتأهل حافظوا على حظوظهم كاملة في حصد إحدى البطاقات، كما أن توزيعة مباريات البطولة أجّلت الصدام بين الكبار في كل مجموعة.

ولعلّ أهم ما يميز هذه البطولة حتى الآن هو أنّ البطاقات الحمراء لم تظهر مطلقًا في البطولة، وفي كافة المباريات، وفي جميع المجموعات، وذلك رغم قوة المباريات والإثارة الحاضرة والندية الكبيرة التي تابعناها في معظم المُواجهات.

والخلاصة التي يمكن أن نذكرها ونستخلصها من الجولة الأولى هو أن هذه الجولة شهدت إقامة 12 مباراة، عشر منها انتهت بفوز أحد الفريقين، بالإضافة إلى تعادلَين فقط، وكلاهما كان سلبيًا، ونجح المهاجمون في إحراز 37 هدفًا في هذه المباريات، أي بمعدل تهديفي يزيد على ال3 أهداف في اللقاء الواحد.

حامل اللقب يواصل الانتصارات

فوزُ قطر على لبنان 3-0، بفضل ثنائية أكرم عفيف، يعني أنّها حقَّقت ثمانية انتصارات على التوالي في كأس آسيا، فقد فاز المنتخب العنابي بجميع مبارياته السبع في نسخة 2019، كانت قمتها عبر الفوز أمام اليابان 3-1 في المباراة النهائية.وكانت آخر خَسارة لقطر في كأس آسيا عام 2015، عندما خسر الفريق الذي كان يدربه جمال بلماضي آنذاك، أمام البحرين 1-2 بدور المجموعات في سيدني.

نقطة طاجيكية تاريخية

يشاركُ منتخبُ طاجيكستان للمرَّة الأولى في نهائيات كأس آسيا، وقد تمكّن من الحصول على أول نقطة له على الإطلاق عندما تعادل 0-0 مع الصين، وصيفة البطل مرتَين، والتي فازت بمباراتها الافتتاحية في كل من النسخ الأربع الماضية من البطولة، ابتداءً من عام 2007.

فريقُ المدرب بيتار سيغرت هو الفريق الوحيد الذي يشاركُ للمرَّة الأولى في البطولة هذه المرَّة، في حين تظهر قيرغيزستان للمرّة الثانية، وتعود هونج كونج إلى المسرح القاري للمرَّة الأولى منذ عام 1968.

رقْم قياسي للحضور الجماهيري

بدأتِ البطولةُ القارية بشكلٍ مذهل يوم 12 يناير، من خلال حضور 82,490 متفرجًا على استاد لوسيل لمشاهدة مباراة قطر ولبنان، وهو أعلى حضور جماهيري يتمُّ تسجيله على الإطلاق في المباراة الافتتاحية لكأس آسيا، متجاوزًا الرقم السابق البالغ 40,000 متفرج المسجل في نسخة 2004 عندما تقابل منتخب الصين مع البحرين على استاد العمّال في بكين.

سونيل يواصل الحضور بقوة

بعمر 39 عامًا و163 يومًا، كان كابتن الهند سونيل تشيتري أكبر لاعبٍ سنًا يدخل الملعب في الجولة الأولى، حيث شارك أساسيًا خلال المباراة التي خسرتها الهند أمام أستراليا 0-2 ضمن المجموعة الثانية. وهذه المُشاركة القارية الثالثة للمهاجم الذي كان سجَّل هدفين في نسختَي 2011 و2019.

حارس المرمى التايلاندي سيواراك تيدسونجنون، الذي سيبلغ 40 عامًا في أبريل من هذا العام، هو في الواقع أكبر لاعب سنًا في البطولة. ومع ذلك، فقد بقي على مقاعد الاحتياط خلال المباراة التي فاز فيها منتخب بلاده على قيرغيزستان 2-0 يوم الثلاثاء.

5 منتخبات بلا بطاقات

خمسةُ منتخبات نجحت في الحفاظ على سجلها نظيفًا من البطاقات الصفراء خلال الجولة الأولى، وهي: أستراليا، وفيتنام، والعراق، وماليزيا، وعُمان، في حين كان المنتخب الفلسطيني الأكثر حصولًا على تلك البطاقات ب 6 بطاقات، تلاه كوريا الجنوبية ب 5 بطاقات.

بطولة نظيفة

لم تشهدِ المبارياتُ ال12 التي أُقيمت في الجولة الأولى من مُنافسات بطولة أمم آسيا الحالية إشهارَ أي بطاقة حمراء حتى الآن للفرق ال24 التي لعبت أولى مبارياتها «بطولة نظيفة»، في حين شهدت الجولة الأولى من البطولة السابقة في الإمارات طرد 3 لاعبين دفعة واحدة في الجولة الأولى.

حيوية لي جانغ- اين

كانَ الكوري لي جانغ- اين أبرز اللاعبين خلال الجولة الأولى على صعيد المُراوغات، حيث قامَ لاعب الوسط بعمل 12 مراوغة، نجح في ثمانٍ منها، وأنهى المباراةَ بتسجيل هدفَين خلال فوز منتخب بلاده على البحرين 3-1.

وجاء في المركز الثاني العُماني صلاح اليحيائي، الذي أكمل سبعًا من مراوغاته التسع، وسجل هدفًا في السعودية، في حين نجح الياباني جونيا إيتو في 6 من أصل 9 مراوغات.

سيطرة أسترالية

خاض منتخب الهند معركةً شجاعةً في مواجهة أستراليا ضمن الجولة الافتتاحية، لكن فريق جراهام أرنولد هو الذي انتصر بهدفَين في الشوط الثاني عن طريق جاكسون إيرفين وجوردان بوس. وقد استحوذَ المنتخبُ الأسترالي على الكرة بنسبة 71%، وحصل على 14 ركلة ركنية طوال 90 دقيقة، أي أكثر بثماني ركلات ركنية من السعودية، بطلة آسيا ثلاث مرات، التي احتلت المركز الثاني في هذا الصدد. كما لم تستقبل أستراليا أي ركلة ركنية أمام المنتخب الهندي، وكان السعوديون الفريق الآخر الوحيد الذي كرر هذا الرقم خلال مباراتهم أمام عُمان ضمن المجموعة الأولى.