كتاب الراية

قادة المستقبل.. التأثير القيادي القائم على القدوة (القيادة التحويلية)

عندما نقرأُ كثيرًا عن القيادةِ التحويليَّة، نستذكرُ قيادةَ الرسول – صلى الله عليه وسلَّم- للأُمَّة، ويعتبرُ النبيّ محمد – عليه الصلاة والسلام- بلا منازع أعظمَ قائد تحويلي عرفته البشرية، وتشهد بذلك قيمه وأخلاقيّاته ومبادئه.

ولكن..

ماذا نعني بالقيادة التحويلية؟

تعدَّدت المفاهيمُ وتنوَّعت، ومنها: هي قيادة إيحائيّة تؤثر على الأفراد ليقدموا عطاءً يفوق التوقعات، غالبًا ما يتم في حالات التغيرات التنظيمية الكبيرة، وتقوم القيادة التحويلية على مفاهيم ذات أصول راسخة (الأمانة – الاستقامة الشخصية – ووضع اعتبار للقيم الاجتماعية والمهنية والالتزام الحقيقي بها واحترام الفرد والتفاعل مع الآخرين)، فالقائد التحويلي يملك الرؤية، الجاذبية، القدوة، التمكين، التحفيز والاستقامة.

وعرَّفها ماكجروجر بيرنز: «تفهم على أساس أنَّها عملية يسعى من خلالها كل من القائد والتابعين إلى رفع كل منهما الآخر إلى أعلى مُستويات الواقعية والأخلاقية».

إلامَ تسعى القيادة التحويلية؟

دائمًا تسعى إلى النهوض بشعور التابعين من خلال الاحتكام إلى أفكار وقيم أخلاقية، مثل: (الحرية، العدالة، المساواة، السلام، وغيرها من القيم التي تكفل حماية الإنسان وتحفظ كرامته، فسلوك القيادة التحويلية يبدأ من القيم والمعتقدات الشخصية للقائد، وليس على تبادل مصالح مع المرؤوسين.

وهناك من أوضح لنا نقطة جدًا مهمة، وهي أن كونجر ينظر إلى أنها القيادة التي تتجاوز تقديم الحوافز مقابل الأداء المرغوب، إلى تطوير وتشجيع المرؤوسين فكريًا وإبداعيًا وتحويل اهتماماتهم الذاتية لتكون جزءًا أساسيًا من الرسالة العُليا للمنظمة.

وعندما نقول القدوة الحسنة التي تمثل القيادة التحويلية خير تمثيل وضربت أمثلة عدة حول هذه الشخصية العظيمة، فهو محمد – صلى الله عليه وسلم- وهو القدوة والمثل الأعلى لأصحابه والأُمة الإسلامية جمعاء، وقد أثبت ذلك في القرآن الكريم قوله- تعالى-: (لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).

وتشهدُ بذلك قيمُه وأخلاقياته ومبادئه، التي انعكست في سلوكه القيادي المُتميز الفريد وسماته وخصائصه القيادية النادرة العظيمة، لقد أُوكلت إليه أعظم المهمات على وجه الأرض، هي تغيير قيم ومبادئ البشر من الوثنية البالية إلى قيم عُليا إنسانية سامية، فالمهمة التحويلية العظيمة التي حملها -عليه الصلاة والسلام- كانت مهمة (عظيمة ونبيلة للتغيير وتحويل المجتمع والعالمين من الكفر والضلال إلى الهداية والرشاد والعدالة والإسلام، وإلى توحيد الله عز وجل).

ولقد أصبح العالم اليوم- وليس فقط العالم الإسلاميّ- في أمسّ الحاجة إلى نموذج فريد من قيادة ذات قيم شخصية نابعة من أخلاقيات ومبادئ الإسلام المستمدة من كتاب الله، وهدي الرسول الأمين، فالقيادة التحويليّة هي النموذج الأفضل؛ لأنها تركز على القيمة الإنسانية، ثمّ العمل وتجعل القائد يلتف حول فريقه للارتقاء بمُستواهم من أجل الإنجاز والتطوير الذاتي والعمل على تنمية وتطوير الجماعات، بل إنّ هذا النموذج ينمي في الأفراد القدرة على أن يصبحوا قادة، ويعني ذلك أن القائد الفعال يقود الأفراد لكي يقودوا أنفسهم.

وأخيرًا يعتبر القائد العنصر البشري القوي والمؤثر الذي يستخدم القيادة من أجل نفسه والآخرين، ومن أجل بناء قاعدة العلاقات الإنسانية مع التطور والتنمية والنجاح في المُنظمة.

 

 

 

 fatma_al_marri

 tr_fatmaalmarri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X