المحليات
د. خالد فخرو رئيس قسم الأبحاث مدير برنامج الطب الدقيق في سدرة للطب لـ الراية :

أسماك «الزرد» تشخص الأمراض الوراثية للأطفال

دراسة تأثيرات الطفرات الجينية بواسطة أسماك تتشابه مع البشر بنسبة 70%

خطط للتعاون مع شركات الأدوية لتطوير علاجات للأمراض النادرة

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:

كشف الدكتور خالد فخرو رئيس قسم الأبحاث مدير برنامج الطب الدقيق في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن سدرة تتبنى نهجًا رائعًا للتعرف بسرعة على أسباب الأمراض النادرة للأطفال واستكشاف الحلول العلاجية المحتملة وذلك من خلال مركز علم الجينوم الوظيفي لأسماك الزرد والذي يسهم بشكل كبير في تشخيص الاضطرابات الوراثية لدى الأطفال وعلاجها.

وقال الدكتور خالد فخرو في تصريحات لـ الراية إنه تم تصميم سدرة للطب خصيصًا لمواجهة التحديات الفريدة لتشخيص وعلاج الأمراض النادرة، حيث يتم التركيز بشكل رئيسي على المرضى الأطفال، كما يهدف المستشفى إلى أن يصبح مركزًا إقليميًا لهذا الجانب المهم من الرعاية الصحية لافتًا إلى أن 90% من المرضى في سدرة للطب هم من الأطفال.

ولفت إلى أنه وفقًا للمركز العربي للدراسات الجينية، فإن هناك 2.8 مليون شخص أصيبوا بأمراض نادرة في الشرق الأوسط، وإدراكًا من سدرة للطب لانتشار اضطرابات الدم الوراثية مثل مرض فقر الدم المنجلي والحالات النادرة في العالم العربي، والتي غالبًا ما تنجم عن طفرات جينية واحدة، فإن المستشفى يستخدم تقنيات متطورة لتسريع عملية التشخيص. وأشار إلى أنه حينما يتعلق الأمر بالأمراض النادرة، فإن المعضلة تكمن في مسألة التشخيص التي تتميز بصعوبتها لذلك تنتقل العائلات من عيادة إلى أخرى، وفي بعض الأحيان يتعين عليهم السفر إلى الخارج، موضحًا أن بعض الدراسات أظهرت أن تشخيص مرض نادر يستغرق من خمس إلى سبع سنوات.

وأضاف الدكتور فخرو إلى أنه على الرغم من التحديات التي تفرضها الرحلة التشخيصية، التي تستغرق أعوامًا كما تشير الدراسات، إلا أن مركز سدرة للطب قام بتبسيط العملية، وذلك من خلال استخدام سمك الزرد، وهو نوع من الأسماك يتقاسم 70% من جيناته مع البشر، ويستطيع الباحثون من خلاله دراسة تأثيرات الطفرات الجينية سريعًا.

وتابع: إنه في حال وجدنا أن المريض يحمل طفرة غير عادية بشكل خاص، وهي طفرة لم يواجهها العلماء من قبل، فإنهم يبدؤون عملية تكرار البيولوجيا في أجنة أسماك الزرد، حيث توفر هذه الأسماك مزايا كثيرة مقارنة بالنماذج التقليدية، حيث يمكن الحفاظ عليها بأعداد كبيرة بسهولة كما أنها تظهر تطورًا سريعًا، مما يوفر رؤى قيمة في غضون أسبوع واحد بما يعادل شهورًا عند البشر.

وتابع إن النهج الذي يتبعه سدرة للطب يسمح بالانتقال السريع من تحديد الأمراض النادرة إلى العلاجات المحتملة، بهدف تقديم علاجات شخصية في غضون ثلاثة أشهر وهو إنجاز رائع مقارنة بالجدول الزمني النموذجي للتشخيص الذي يبلغ خمس سنوات كما يخطط سدرة للطب أيضًا للتعاون مع شركات الأدوية لإجراء التجارب السريرية، بهدف تطوير أدوية جديدة مصممة خصيصًا للمرضى الذين يعانون من أمراض نادرة.

د. سحر دعاس مديرة مختبر أسماك الزرد:

تشخيص الأمراض النادرة خلال أسبوع

قالت د. سحر دعاس مديرة مختبر أسماك الزرد في سدرة للطب: عندما يصل طفل يعاني من أعراض غير معروفة إلى سدرة للطب، فإنه يتم على الفور إجراء تسلسل جيني له وفي حال تم اكتشاف طفرة جينية فريدة، فإن الأطباء والباحثين يقومون بتطبيق هذا الجين أو قياسه مع أجنة أسماك الزرد والتي تساعد في فحص ومراقبة تكوين الأعضاء الداخلية وتقييم تأثير الطفرات على وظائف الجسم المختلفة.

ولفتت إلى أنه من خلال هذا المنهج يمكن التعجيل في وضع التشخيص المناسب حيث إن خمسة أيام في حياة هذا النوع من السمك تعادل 9 أشهر في جسم الإنسان فيما تعادل 21 يومًا في أجسام الفئران والقطط، وبالتالي ففي غضون أسبوع واحد، نكون قادرين على تقديم إجابات للمرضى.

ونوهت إلى أنه من خلال هذه الأسماك يمكننا أن نرى تكوين الكبد والبنكرياس والخلايا العصبية الحركية وتطور العضلات، كما أنه من خلال التصوير الإشعاعي يمكن معرفة ما إذا كان حجم الدماغ أصغر من المتوقع بسبب طفرة.

وقالت إن أي تغيرات بيولوجية قد تؤثر على قدرة الطفل على المشي، على سبيل المثال، يمكننا اكتشافها من خلال كيفية سباحة هذه الأسماك، كما أنه إذا كانت الأسماك تعاني من نوبات صرع، فإنه يمكننا أن نرى ذلك لأن ذيولها سوف تلتف بشكل أسرع كما يمكننا إجراء اختبارات بصرية وسمعية لمعرفة ما إذا كان البصر أو السمع طبيعيين ومن ثم تشخيص المشكلة المرضية للطفل المريض بصورة سريعة.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X